أعلنت حركة
طالبان الأفغانية، الإثنين، أنها قتلت 19 جنديا أمريكيا وعددا كبيرا من الجرحى، في هجوم بدراجة مفخخة على دورية مشتركة للقوات الأفغانية والأمريكية في ولاية "بروان" شمال العاصمة الأفغانية
كابول، بينما تتضارب الأنباء حول سيطرة الحركة على إقليم "سانغين".
وأدى اعتداء انتحاري بدراجة نارية بعد ظهر الاثنين الى مقتل ستة جنود أمريكيين وإصابة اثنين آخرين بجروح في شمال كابول قرب باغرام أكبر قاعدة أمريكية في أفغانستان، بحسب مسؤول في واشنطن.
وكان القتلى يقومون بدورية مشتركة مع جنود أفغان عندما أقدم انتحاري على دراجة نارية بتفجير
نفسه كما صرح محمد عاصم حاكم ولاية بروان حيث تقع القاعدة.
وتبنت طالبان، على لسان المتحدث باسمها ذبيح الله مجاهد الهجوم مؤكدا مقتل 19 جنديا، وعددا كبيرا من الجرحى بين الجنود دون أن يحدد عددهم.
واعترفت القوات الأمريكية بمقتل ستة جنود أمريكيين فقط وإصابة ستة آخرين، في بيان صادر عنها بعد وقوع الحادث.
وقال القائم بمقام قضاء "بغرام" التابع للولاية عبدالشكور قدسي، الاثنين، إن هجوما بدراجة مفخخة استهدف دورية مشتركة للقوات الأمريكية، والأفغانية بالقرب من أكبر قاعدة عسكرية لقوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) في أفغانستان.
وأوضح قدسي أن الهجوم أسفر عن مقتل خمسة من القوات الأمريكية، وإصابة ستة جنود بينهم ثلاثة أمريكيين وثلاثة جنود أفغان.
وفي سياق متصل، أكد بيان صادر عن المكتب الإعلامي لقوات
الناتو في أفغانستان، وقوع الهجوم على القوات الأمريكية، مشيرا إلى أن تحقيقات بدأتها قوات الناتو والأفغانية، لمعرفة ملابسات الحادث، دون الإدلاء بمعلومات حول عدد ضحايا الهجوم.
ويعد هذا الهجوم من الاعتداءات الأكثر دموية التي استهدفت قوات الحلف الأطلسي وبخاصة الجنود الأمريكيين، في أفغانستان هذا العام.
ومنذ نهاية كانون الأول/ديسمبر الماضي تقتصر مهمة جنود التحالف البالغ عددهم 13 ألفا على التدريب وتقديم المشورة للجيش الافغاني، رغم قيامهم أحيانا بدوريا في محيط القواعد العسكرية مع زملائهم الأفغان كما حدث الاثنين عند وقوع الهجوم.
لكن منذ سنة يجد عناصر الجيش والشرطة الأفغانيان المقدر عددهم بـ350 ألفا أنفسهم وحيدين على الخط الأمامي مع مهمات هائلة تقع على عاتقهم ليس فقط في شرق البلاد بل أيضا وبشكل متزايد في الشمال. ويتضح ذلك على سبيل المثال باستعادة مدينة قندوز الاستراتيجية غير البعيدة عن الحدود مع طاجيكستان بعد سقوطها في أيدي طالبان.
ورغم أن استيلاءهم على المدينة لم يصمد سوى ثلاثة أيام فإن طالبان وجهوا بذلك ضربة مذلة للجيش.
"سانغين" والحاجة للدعاية
قد يتكرر هذا السيناريو في إقليم سانجين بولاية هلمند مهد حركة طالبان، كما حذر نائب حاكم الولاية محمد جان رسوليار الذي صرح الأحد أن ولايته "على وشك" السقوط في أيدي طالبان.
وفي سانجين قال رسوليار إن "العدو استولى على مبان حكومية بينها مقر الشرطة ومكتب حاكم الإقليم وكذلك إدارة المخابرات لكن المعارك مستمرة".
وأكد شهود عيان أن مقاتلي طالبان زرعوا متفجرات على الطرق المؤدية الى اقليم سانجين، ما يجعل نقل المؤن والمواد الغذائية مستحيلا.
وفي كابول أعلنت السلطة التنفيذية ارسال تعزيزات إلى سانجين.
وكان رسوليار وجه نداء استثنائيا إلى الرئيس الأفغاني أشرف غني طالبه فيه بالتدخل العاجل لإنقاذ الولاية التي جهدت القوات البريطانية والأميركية لسنوات للدفاع عنها.
وبالفعل عندما كانت مهمة الحلف الاطلسي قتالية خاضت القوات البريطانية والاميركية معارك شرسة لابقاء الاقليم تحت سيطرة الحكومة.
وفي مؤشر على قلق الحلفاء الأمريكيين لكابول، تتواجد قوات خاصة أمريكية حاليا في المكان لمساندة القوات الأفغانية بحسب مسؤول غربي طلب عدم كشف هويته.
وفي تشرين الأول/اكتوبر الماضي قرر الرئيس الأمريكي باراك أوباما العدول عن سحب الجنود الأمريكيين من أفغانستان في نهاية العام 2016 إدراكا منه أن القوات الأفغانية ما زالت ضعيفة وغير قادرة على مواجهة الوضع بمفردها، وأعلن إبقاء آلاف عدة من الجنود بعد هذا التاريخ.
وقال هارون مير المحلل السياسي الأفغاني "إن هجوم طالبان في سانجين ليس إنجازا عسكريا فحسب بل وأيضا حجة دعائية بالنسبة إليهم (...) فقد يقول المتمردون على سبيل المثال إن القوات الأفغانية لا شيء بدون دعم حلفائها الغربيين".