وجه عدد من المعتقلين السياسيين في
سجن طرة بمحافظة القاهرة رسالة عتاب إلى كل قيادات جماعة الإخوان المسلمين، في أعقاب الخلافات التي حدثت بشكل كبير وواضح خلال الأيام الماضية، داعين إياهم لتأجيل تلك الخلافات أو سرعة حلها دون ضجيج.
وقالوا، في رسالتهم التي بعثوها من خلف قضبان السجون
المصرية وحصلت عليها "
عربي21"- : "نبعث برسالتنا هذه المرة لنعاتبكم (قادة الإخوان) على اختلافكم الذى اعتصرت لسماع ضجيجه قلوبنا، فهذا الاختلاف المذموم يربك صفوف الثوار ويعطل حراكهم ويلقى بأحجار العثرة في طريق ثورتهم التي سطروها بدماء شهدائهم، وسلب حريات معتقليهم، وحراكهم في الشوارع والميادين".
وأضافوا: "جاء اختلافكم هذا في أشد الأوقات حساسية، ونحن مقبلون على موجة ثورية جديدة يعول عليها الكثيرون في ذكرى الخامس والعشرين من يناير، التي ينظر إليها الثوار أنها بداية تحرك كرة الثلج بعد أكثر من عامين ذاق فيهما الشعب فيهما بشتى طبقاته وفئاته وعماله وفلاحيه مرارة هذا الانقلاب الذى أوشك على السقوط".
وتابع المعتقلون: "في تلك اللحظة التي أوشك فيها هذا الانقلاب على الانهيار، جاء اختلافكم ليكون له قبلة الحياة في اللحظة الأخيرة. نرسل رسالتنا هذة لندعوكم، أن استقيموا يرحمكم الله، "ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم"، وأدركوا خطورة اللحظة".
ووجه المعتقلون نداء إلى كل من وصفوهم بالمخلصين للثورة وفى القلب منهم "العلماء الثقات والصف الثوري العامل في الداخل والخارج"، قائلين: "هبوا سريعا للقيام بدوركم لرأب الصدع، وتوحيد الصف قبل أن تلقي الأزمة بظلال الإحباط واليأس في نفوس الثوار، وأهالي الشهداء والمعتقلين الذين يعقدون الآمال على اقتراب لحظة انتزاع حقوق أبنائهم وحدوا صفكم".
وطالبوا قادة الإخوان بتأجيل خلافاتهم أو حلها سريعا بداخلهم دون ضجيج، كي "لا يشمت أعداؤهم ويعطلوا الثورة، وحتى يتسنى لكم المضي قدما في طريق لم الشمل الثوري جميعا على هدف واضح وجلي، وهو إسقاط العسكر".
وقالوا: "نرسل رسالتنا هذه لنحقق مسار الثورة ونهجها الذى يسعنا فيه ما وسع كل الثورات الشعبية من أساليب وأدوات انتفضوا بها على حكامهم القمعيين والمستبدين، وواجه بها الثوار آلة القمع والبطش التي أسرفت قتلا وتعذيبا وانتهاكا للحرمات، يحفظون بها أرواحهم ويصونون بها أعراضهم".
وأضاف المعتقلون: "بهذا النهج وهذا المسار نجحت تلك الثورات، وبه نفعل إن شاء الله، وما دون ذلك يعدّ تفريطا في الحقوق، وهدرا للدماء".
واختتموا رسالتهم بالتأكيد على صمودهم خلف أهداف الثورة حتى النهاية، أملا في رفع الظلم والقهر عن الشعب المكلوم، مضيفين: "ونحن على كامل الاستعداد كما ضحينا من قبل بحرياتنا أن نضحي بأرواحنا ودمائنا رخيصة في سبيل إنجاح ثورة الشعب لنيل حريته وإحراز الانتصار".
إقرأ أيضا:
محمد عبدالرحمن: الالتفاف حول القيادة يمنع تفكك "الإخوان"
وظهرت أزمة جماعة الإخوان الداخلية، للعلن بوضوح في شهر أيار/ مايو الماضي، وذلك على خلفية تباين وجهات النظر بشأن مسار مواجهة سلطة الانقلاب، وشرعية القيادة في الظرف الجديد.
وتمثل قطبا هذا الصراع في ما يعرف باللجنة العليا لإدارة الجماعة، ومقرها داخل مصر، وتشكلت في شباط/ فبراير 2014 لتسيير الأعمال بديلا عن مكتب الإرشاد الذي تم اعتقال غالبية أعضائه منذ تموز/ يوليو 2013، وما يوصف إعلاميا بـ"القيادات التاريخية" للجماعة، في إشارة إلى ما تبقى من أعضاء مكتب الإرشاد، والمقيمين حاليا خارج البلاد، وفي مقدمتهم محمود حسين المتنازع على وصفه بـ"الأمين العام" للجماعة.
واشتعلت تلك الخلافات يوم الاثنين الماضي، حينما أعلن مكتب الإخوان المسلمين في لندن إقالة محمد منتصر (اسم حركي مقيم داخل مصر)، من مهمته بصفة متحدث إعلامي باسم الجماعة، وتعيين متحدث جديد بدلا منه هو طلعت فهمي، وفق بيان حصلت "عربي21" على نسخة منه.
وأعلن 11 مكتبا إداريا تابعا لجماعة الإخوان رفضه لقرار إعفاء المتحدث الإعلامي محمد منتصر، أو تجميد عضويته.
يذكر أن اللجنة الإدارية العليا لجماعة الإخوان المسلمين أكدت أنها لم تصدر أي قرارات بشأن المتحدث الإعلامي للجماعة، وأن محمد منتصر هو المتحدث الإعلامي، بحسب قولها.
إقرأ أيضا:
مفكر إسلامي يوجه نداء لكل "الإخوان" في العالم بالاتحاد