سيطر
تنظيم الدولة على مناطق واسعة من الساحل الليبي، في محاولة منه لتأمين مصافي
النفط، وبناء قاعدة بديلة له عن مشروع
العراق وسوريا، الذي يتعرض لضربات من الطيران الغربي والروسي.
وتقول بيل ترو في تقرير لها في صحيفة "التايمز" البريطانية، إن طائرات استطلاع فرنسية وشهود عيان من مدينة
سرت، مسقط رأس الزعيم الليبي معمر القذافي، شاهدوا قوافل عسكرية كبيرة أرسلها التنظيم نحو المدينة النفطية راس لانوف وسدرة. وحذرت الحكومة الفرنسية، التي كان طيرانها يتجسس على تحركات التنظيم، من توسع التنظيم جنوبا، فيما يعرف بالهلال النفطي
وتنقل الصحيفة عن وزير الدفاع الفرنسي جين- يوف لو درين، الذي أشرف على عدد من العمليات خلال الأشهر الماضية، قوله: "إنهم في سرت، وتمتد مناطقهم على أكثر من 250 كيلومترا، ولكنهم يتوسعون في المناطق الداخلية، حيث تغريهم منابع النفط واحتياطاته".
ويشير التقرير إلى أن الفرنسيين يعتقدون أن تنظيم الدولة يحاول خلق جيب آمن له في
ليبيا، خاصة أن مشروعه في
سوريا والعراق يتعرض للضربات الجوية القوية من دول التحالف، الذي تقوده الولايات المتحدة والطيران الروسي.
وتبين الكاتبة أن التنظيم يسيطر على سرت، وقد يستفيد من الفوضى التي تعيشها البلاد، حيث تعيش دون حكومة مركزية منذ انهيار نظام الزعيم الليبي معمر القذافي. وفي حالة سيطر الجهاديون على صناعة النفط الليبية، فسيكون لديهم بديل عن نفط سوريا والعراق، الذي قام الطيران الأمريكي والفرنسي والبريطاني بتكثيف الهجمات عليه في الآونة الأخيرة. مشيرة إلى أن المسؤولين الغربيين يخشون من توسع تأثير التنظيم، الذي يغطي مئات الأميال على الساحل الليبي، الذي لا يبعد كثيرا عن سواحل أوروبا.
وفي نهاية الأسبوع الماضي، أصدر التنظيم بيانا، اطلعت عليه الصحيفة، أكد فيه أن مدينة سرت تدار من "الخلافة"، محذرا السكان من خرق شروط الخلافة. واشتمل البيان على تفاصيل حول محاكم الشريعة، التي ستشرف على العقود كلها في المدينة، قائلا إن من يحاول تجنب المحاكم، فإنه سيواجه محاكمة.
ويلفت التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أنه في هذا الأسبوع ذبح التنظيم امرأة اتهمها بعمل "السحر". كما وقتل فلسطينيا اتهم بالتجسس في المدينة، وقطع يدي رجل ليبي اتهم بالسرقة. وفي الشهر الماضي أعدم رجلين اتهما بالشعوذة، وجلد شخصين لشربهما الخمر. وتم نشر أخبار العقاب في شريط مثير للقشعريرة مدته ثماني دقائق.
وتكشف ترو عن أن الشرطة، التي عينها التنظيم، تقوم بتطبيق "الدستور"، الذي أعلن عنه في سرت، ويشمل منع الكحول والمخدرات والتدخين، ويحظر النشاطات السياسية، بما فيها الانضمام للأحزاب أو التواصل مع "الحكومات المرتدة"، ومن يضبط متلبسا فسيعاقب بالسيف.
وتورد الصحيفة أن دستور التنظيم يحظر خروج المرأة من البيت "الزمي البيت ولا تخرجي إلا للضرورة". ويشير إلى الصور والتماثيل، ما يثير المخاوف حول تراث ليبيا الحضاري، حيث جاء فيه: "لو شاهدت وثنية على شكل تمثال لا تتركه حتى تدمره"، وهو ما يعكس تصرفات مقاتلي التنظيم في العراق وسوريا، حيث دمروا المعالم الحضارية ومتحف الموصل ومدينة تدمر السورية.
ويفيد التقرير بأن تنظيم الدولة تقدم الأسبوع الماضي نحو سبراطة، التي تبعد 500 كيلومتر عن سرت، مشيرا إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يظهر فيها المقاتلون قوة.
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن تنظيم الدولة بدأ يظهر في ليبيا في تشرين الأول/ أكتوبر، ولكنه أخذ يتوسع بشكل متزايد، مستغلا الانهيار الكامل الذي تعاني منه البلاد، والذي يدار من حكومتين متنافستين.