استنكرت
فرنسا، الثلاثاء، دعوة الملياردير الأمريكي دونالد
ترامب، أبرز مرشحي الانتخابات التمهيدية الرئاسية في المعسكر الجمهوري، لمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة، واعتبر رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس أن تصريحات ترامب "تنمي
الكراهية".
وقال فالس في تغريدة إن "السيد ترامب مثل آخرين، ينمي الكراهية والخلط (بين الأمور): إن عدونا الوحيد هو التطرف الإسلامي".
يشار إلى أن تدخل فالس في الجدل السياسي في بلد أجنبي أمر نادر الحدوث، ويأتي في الوقت الذي قد يفوز فيه حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف الأحد المقبل في انتخابات المناطق في فرنسا.
وسجل حزب الجبهة الوطنية المناهض للفكرة الأوروبية وللمهاجرين، في الجولة الأولى الأحد الماضي، نتيجة قياسية.
وكان ترامب دعا الاثنين، إلى منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة، الأمر الذي صفق له أنصاره وندد به اليمين واليسار في الولايات المتحدة.
مسلمو أمريكا ينددون
من جانبهم، أكد مسلمو أمريكا رفضهم دعوة ترامب منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة، بعد هجوم سان برناردينو، معتبرين أن دعوته "متهورة" و"غير أمريكية"، وسوف تستخدم وسيلة في نشر التطرف في جماعات مثل تنظيم الدولة.
وبحسب ما نقلته شبكة "سي أن أن" الأمريكية، فقد رأى المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير)، نهاد عوض، أن ترامب "يبدو زعيما للرعاع أكثر من كونه زعيم أمة عظيمة مثل أمتنا"، مضيفا أن ترامب "يساعد داعش بتقليب الأمريكيين على بعضهم البعض".
وقال المتحدث باسم "كير" باسم كوري سايلور، إن تصريحات ترامب ليست مفاجئة، لكنه أضاف القول: "أشعر بالقلق من أن هناك شخصا تخلى بالكامل عن القيم الأمريكية يتقدم في استطلاعات الرأي"، حيث إن ترامب يتصدر قائمة الجمهوريين الذين يتنافسون على بطاقة تمثيل الحزب في انتخابات البيت الأبيض المقررة في عام 2016.
وأكد الأمين العام لمجلس المنظمات الإسلامية الأمريكية، أسامة جمال، أنه "لا يوجد مكان لشخص يريد أن يضع أجندته السياسية فوق القيم التي تأسست عليها هذه البلاد".
ترامب مصر على تصريحاته
في المقابل، قال ترامب ردا على الانتقادات التي وجهت إليه بعد دعوته، الاثنين، إلى منع دخول المسلمين إلى أمريكا، إنه لا يهتم، مؤكدا قناعته بذلك وبضرورة مراقبة مساجد في الولايات المتحدة، أو حتى إغلاق بعضها "لمنع تكرار هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001"، وفق زعمه.
وأضاف ترامب أن دعوته إلى منع دخول المسلمين، بعد هجوم سان برناردينو في ولاية كاليفورنيا، "قد تكون غير صحيحة سياسيا".
وتابع بالقول: "لكني لا أهتم". وكان ترامب قال، في بيان صحفي، إنه يدعو إلى "منع كامل وشامل للمسلمين من دخول الولايات المتحدة حتى يتمكن المشرعون من فهم ما يحدث"، بعد هجوم سان برناردينو في ولاية كاليفورنيا.
واستقبل أنصار ترامب تصريحاته بترحيب كبير، وهتف بعضهم: "أرسلوهم إلى بلادهم"، وذلك خلال حديث ترامب عن المسلمين في أمريكا، ولكن أحد الحضور صاح قائلا: "هذا هراء عنصري".
وأثارت تصريحات ترامب موجة انتقادات حادة من مسلمي أمريكا وأعضاء في الحزبين الديمقراطي والجمهوري.