طفل الأسير محمد القيق المضرب عن الطعام ورحلة البحث عن أبيه
غزة - عربي21 - أحمد صقر07-Dec-1511:59 PM
شارك
كيف يمكن الشرح لطفل قضية اختفاء والده فجأة؟ - عربي21
استيقظ الطفل إسلام القيق صباحا يبحث عن والده، فلم يجده، ووقف بجوار الباب المدمر يتمعنه بنظرات متقلبة ولسان حاله يسأل: ما الذي حدث في تلك الليلة؟
أمسكت به والدته فيحاء شلش، وهو ابن ثلاثة أعوام، وحكت له ما حدث بقولها: "جاء جنود الاحتلال الإسرائيلي، واعتقلوا بابا وأنت نائم". ليرد عليها بلغة الطفولة، وقد رسمت على وجهه علامات الحزن: "وين بابا.. خليهم يرجعوه.. أنا بدي بابا".
عالم غريب
وذكرت شلش، وهي زوجة الكاتب الفلسطيني محمد القيق، من قرية أبو قش القريبة من مدينة رام الله في الضفة الغربية، والمعتقل لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلي منذ 21 تشرين ثاني/ نوفمبر الماضي، أن طفلها الذي تعود على رؤية والده صباح كل يوم "دخل إلى عالم غريب لم يعهده من قبل، هو وشقيقته لور، ابنة العام والنصف".
وأكدت في حديث خاص لـ"عربي21"، أن زوجها الموجود في مركز تحقيق سجن "الجلمة"، الواقع على بعد 10 كيلومترات من مدينة حيفا، ما زال مستمرا في إضرابه عن الطعام منذ 25 من الشهر الماضي وحتى الآن.
وأوضحت أن إدارة السجن قامت بتمديد فترة اعتقال زوجها البالغ من العمر (33 عاما)، مدة 17 يوما تنتهي الخميس القادم، كاشفة أن النيابة الإسرائيلية "أخفت موضوع إضرابه عن الطعام عن محكمة الاحتلال مدة ثمانية أيام"، وهو ما كشفه القيق للقاضي الإسرائيلي خلال عرضه على محكمة داخلية بمركز "الجلمة" الخميس الماضي، بحسب إفادة نادي الأسير الفلسطيني.
التجربة القاسية
وأفادت بأن الاحتلال "يمنع زوجها من رؤية المحامي الخاص به، وكذلك يتعرض لمعاملة وحشية وقاسية من قبل طاقم التحقيق الإسرائيلي، وهما الدافع وراء دخوله في إضراب مفتوح عن الطعام"، بحسب قولها.
وذكرت شلش أنه لا يوجد لديها أي معلومات حول طبيعة التهمة الموجه لزوجها أو حالته الصحية، معبرة عن اعتقادها بأن اعتقال زوجها يأتي في إطار محاولات الاحتلال المتكررة لإسكات "الأصوات الحرة"، فيما سبق أن اعتقل القيق لدى الاحتلال ثلاث مرات بمجموع ثلاثة أعوام.
وأشارت إلى أن دخول زوجها في إضراب مفتوح عن الطعام يأتي من أجل "الدفاع عن كافة الصحفيين الفلسطينيين، كي لا تتكرر تلك التجربة القاسية بحقهم ووضع حد لسلوك الاحتلال تجاه الصحفيين"، وفق قولها.
صورة الاحتلال
وتعليقا على إخفاء إدارة السجون لدى الاحتلال الإسرائيلي دخول الأسير القيق في إضراب مفتوح عن الطعام عن المحكمة الإسرائيلية، أكد عبد الناصر فروانة، رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين، أن الاحتلال "دائما يحاول أن يخفي كل المظاهر التي لها علاقة بالتمرد من قبل الأسرى الفلسطينيين".
وأضاف في حديث لـ"عربي21" قائلا: "الإضراب من الأمور التي تحاول أن تخفيها (إدارة السجون) عن الأقسام والسجون الأخرى؛ كي لا يقوم باقي الأسرى بالتضامن مع الأسير المضرب"، موضحا أن هذا "أسلوب ليس بجديد على الاحتلال"، كما قال.
بدوره، أكد رئيس منتدى الإعلاميين الفلسطينيين عماد الإفرنجي، سعي الاحتلال المستمر "لمحاصرة نقل الحقيقة للعالم، عبر تهديد شركات الإنتاج والمراسلين والصحفيين، وإطلاق النار عليهم، وملاحقتهم، واعتقالهم، والاعتداء عليهم".
وأكد لـ"عربي21"، أن الإعلام الفلسطيني "المهني ألحق خسائر فادحة وشرخ كبير في صورة الاحتلال الذهنية المرسومة في أذهان الغرب والمؤسسات والمحافل الدولية؛ لذلك هو يريد أن يحاصر نقل الحقيقة، عبر حصار الكلمة والصورة ومنعها أن تصل للجمهور"، وفق قوله.