نشرت صحيفة لاستامبا الإيطالية حوارا أجرته مع القائد الروحي للبوذيين في التيبت،
الدالاي لاما، حول الحرب على الإرهاب وأوضاع
المسلمين في العالم. و قال الدالاي لاما إنه يفضل اعتماد الحوار مع
تنظيم الدولة، كما طالب الدول الأوروبية بفتح أبوابها للاجئين المسلمين، وأكد على أن الإسلام دين سلام.
وقالت الصحيفة، في تقرير ترجمته
"عربي21"،إن الدالاي لاما فاجأ الجميع برفع غصن الزيتون في مواجهة تنظيم الدولة، من مدينة بنغالور الهندية، خلال حوار أجرته معه الصحيفة على هامش منتدى غرفة التجارة العربية الآسيوية، الذي انتظم للتحاور في مسألة العلاقة بين الاقتصاد والسلام.
وأشارت الصحيفة إلى أن ظاهرة الإرهاب ومشكلات الاقتصاد أصبحتا شيئين متلازمين، ولذلك أكد القائد الروحي للبوذيين التيبتيين على أن "المحافظة على البيئة، والمساواة الاجتماعية بين الناس، وإظهار الاحترام لهم، هو أهم سلاح من أجل مقاومة التطرف الديني".
وخلال هذا الحوار، ذكر الدالاي لاما بحكمة مفادها أن "العدو لا يمكن الانتصار عليه إلا عندما يصبح صديقنا"، وأكد إمكانية إقامة صداقة مع تنظيم الدولة عبر الحوار، من خلال الاستماع إلى أعضاء هذا التنظيم وفهمهم، باعتبار أن هذا هو السبيل الوحيد لحل المشكلة.
وحول ظاهرة قطع الرؤوس في تنظيم الدولة وغلق باب الحوار، قال الدالاي لاما إن الاقتراب من التنظيم لا يزال أمرا ممكنا، لأنه "حتى إن قطع الرأس الذي يحمل الأذنين، فإن الاستماع لموقف التنظيم يكون عبر القلب وليس عبر الأذنين، كما أن الحل يكمن في نشر التعليم، وقبول اللاجئين المسلمين في أوروبا ومساعدتهم من خلال اللباس والغذاء والمأوى، وتقديم التعليم المجاني لهم".
وأضاف الدالاي لاما أن "الرهان على التعليم خيار رابح، لأنه حتى لو اندمج هؤلاء اللاجؤون في أوروبا وبقوا في دول اللجوء، فإن أبناءهم في يوم ما سيعودون إلى الشرق الأوسط من أجل نشر العلم والمهارات التي اكتسبوها في أوروبا، لتحسين الأوضاع في الدول التي تشهد الآن صراعات".
كما أشارت الصحيفة إلى أن أوروبا تشهد الآن خوفا غير مبررا من كل التيارات الإسلامية بما في ذلك المعتدلة، وخشية من التخلي عن القيم الغربية مثل الحرية والمساواة والعدالة بين الناس. وقال الدالاي لاما حول هذا الموضوع إن "التعددية الدينية هي ظاهرة إيجابية، والإسلام دين سلام، وهؤلاء الإرهابيون والمتشددون يسيؤون قبل كل شيء لديانتهم ولإخوانهم المسلمين".
وتطرقت الصحيفة إلى ظاهرة العنف الطائفي في الهند، وقتل المسلمين على يد الهندوس المتطرفين، بذريعة الدفاع عن الأبقار التي يقدسونها، وأشارت إلى حادثة وقعت على بعد كيلومترات قليلة من مكان وجود الدالاي لاما، حيث قتل فيها شخص مسلم لأنه كان يخزن لحم أبقار في البراد. وقد علق الدالاي لاما على هذا الأمر برفض العنف والقول بأن "حياة الإنسان أهم بكثير من حياة حيوان".