نشرت مجلة "سلايت" الناطقة بالفرنسية، تقريرا حول تعرض العديد من المسلمين الملتحين في فرنسا للمضايقات، بسبب مظهرهم الذي يدل على انتمائهم الديني، ما اعتبره التقرير خطأ في التعامل معهم.
وقالت المجلة في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن أحداث باريس التي وقعت في 13 تشرين الثاني/ نوفمبر، كان لها انعكاسات غير متوقعة، وخاصة على أصحاب اللحى، سواء كانوا من المسلمين، أم من محبي الجاز، أو من الذين لا يفضلون حلق ذقونهم يوميا.
وأضافت أن إطلاق
اللحية بالنسبة للمسلمين يعد من "علامات التدين والتشبث بالفكر الأصولي" على حد تعبيرها، مشيرة إلى أن إعفاءها له سند في أحاديث النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، منها حديث ابن عمر في صحيح البخاري مرفوعا: "قصّوا الشارب، وأعفوا اللحى، وخالفوا المشركين".
وأكدت المجلة أن "اللحية ليست علامة على التطرف؛ لأن سجلات منفذي العمليات
الإرهابية بينت أن اللحية لا معنى لها عندهم، ذلك أن الإرهابي قد يقوم بما يناقض تعاليم الإسلام بهدف التمويه، مستدلا بمبدأ موجود في القرآن، قد أسيء استخدامه، وهو التقية"، مشيرة إلى الآية رقم 28 من سورة آل عمران: "لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ، وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ، إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً، وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ، وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ".
ونقلت الصحيفة عن المختص في التاريخ الإسلامي، رشيد بن زين، قوله إن "التقية قد أسيء استخدامها، فهي لم تكن بهذا المعنى من قبل، حيث إن المعنى الأصلي لكلمة التقية لم يكن التنكر بهدف القتل أو إلحاق الأذى بالناس، إنما على العكس تماما، كان بهدف حماية النفس من العدو الخارجي".
وأفادت المجلة بأن "التقية عادة ما تستخدمها الأقلية من السكان، ولذلك نجدها في التاريخ الإسلامي منتشرة بين الأقليات الشيعية الموجودة في دول ذات غالبية سنية، لكن في هذا العصر أصبحت فكرة التقية تلاقي رواجا عند من ادّعوا أنهم من أهل السنة، مثل تنظيم
القاعدة سابقا، وتنظيم الدولة الآن".
وفي الختام؛ نقلت المجلة تصريح القاضي مارك تريفيديك حول استخدام تنظيم القاعدة لمبدأ "التقية" منذ سنة 1990، حيث قال إن "القاعدة كانت تقدم لمقاتليها دروسا في ممارسة التقية في مخيمات التدريب بأفغانستان، قبل إرسالهم لتنفيذ العلميات الإرهابية"، على حد تعبيره.