شقيق صلاح عبدالسلام الذي ما زال البحث جاريا عنه يدعوه إلى تسليم نفسه - أرشيفية
نشر موقع التلفزيون الحكومي البلجيكي (آر تي بي أف)، تقريرا حول الحوار الذي أجراه مع محمد عبد السلام، شقيق إبراهيم عبد السلام الذي قضى في هجمات باريس، وصلاح عبد السلام الذي لا يزال البحث جاريا عنه.
وقال محمد عبد السلام، في الحوار الذي ترجمته "عربي21"، إنه يريد عودة أخيه صلاح الذي تبحث عنه الأجهزة الأمنية في أنحاء أوروبا، حتى يقدم له ولعائلته ولعائلات الضحايا وأصدقائهم، توضيحات حول ما حدث في ليلة الجمعة 13 تشرين الثاني/ نوفمبر، لأنه يفضل رؤية أخيه في السجن، على أن يراه في قبره.
وأشار التقرير إلى أن عائلة عبد السلام، المنقسمة بين الحزن والغضب حول ما فعله إبراهيم، والحيرة والتساؤل حول مصير صلاح، وجدت نفسها فجأة داخل دوامة من الاهتمام الإعلامي والضغوطات، ناقلة عن "محمد" تأكيده أنه لم يلاحظ أي شيء غير مألوف حول شقيقيه، ولم يكن يعلم بما يخططان له.
وقال محمد: "لقد قابلت شقيقيّ قبل يومين أو ثلاثة من مغادرتهما المنزل، ولم تكن هناك أية علامات تشير إلى نيتهما تنفيذ أي هجوم، حتى إنهما لم يقوما بتوديعي، مع أنني كنت مقربا منهما، وكنا نتحدث من حين لآخر".
وأضاف: "لم يحضرا للمبيت في المنزل في الليلة الفاصلة بين الأربعاء والخميس، فاعتبرت الأمر عاديا؛ لأنهما شابان، وهذا يحدث أحيانا. وعندما عدت من العمل؛ قالت لي أمي إنهما ذهبا لقضاء عطلة الشتاء وممارسة التزلج على الجليد.. لقد صدقتهما أمي بكل سذاجة".
وأوضح التقرير أن "صلاح" كان محل مراقبة من قبل جهاز أمن الدولة البلجيكي، وأن "إبراهيم" حاول في السابق السفر إلى سوريا، ولكنّ شقيقهما "محمد" أكد أنه لم يكن على علم بكل هذا. وعندما صارحته مقدمة البرنامج بأن كثيرين لا يصدقون كلامه؛ أجاب بأن قاضية التحقيق أطلقت سراحه لأنه أثبت عدم تورطه في هذه القضية، وقد سلم للشرطة هاتفه الجوال، وكل معطياته الشخصية".
وبين محمد عبد السلام أنه لم يلاحظ علامات التطرف لدى شقيقيه صلاح وإبراهيم، وقال: "منذ ستة أشهر؛ لاحظت تغييرات في سلوكهما، فقد أصبحا أكثر هدوءا، وواظبا على الصلاة، وابتعدا عن شرب الكحول، وأصبحا يذهبان إلى المسجد من حين لآخر، ولكن هذه لا تعتبر علامات تطرف، ولم يدر بيننا أي حوار يشير إلى أنهما أصبحا متشددين".
وأصر على قناعته بأن شقيقيه تم التلاعب بهما، ولم يتحولا إلى متطرفين، "ولذلك فهو يحتفظ ببعض الأمل في أن يكون صلاح قد غير رأيه في آخر لحظة قبل العملية، ولم يشارك في الهجمات الدموية التي وقعت في باريس".
وقال محمد: "صلاح شاب ذكي جدا، ولقد قرر في آخر لحظة تغيير مصيره.. ربما شاهد شيئا غير مطابق لما كان يتوقعه؛ فقرر الانسحاب. ولا أدري إن كان قد قتل، أم إنه لا يزال حيا، ولكني أوجه له نداء بتسليم نفسه للشرطة".