لست بحاجة إلى قدرات عقلية متفوقة لتدرك أن عصابة الانقلاب ترتعد من دعوات الحشد.
حالة الهلع لم تقتصر مظاهرها على الإجراءات المحمومة التي تحاول عصابة الانقلاب اتخاذها، بل ظهرت واضحة في أداء الإعلام
العسكري، وهي انعكاس لا تخطئه العين على التخبط الذي تعاني منه العصابة.
يمكنك دون مشقة رصد تقلب الحالة المزاجية للعصابة بين الذعر والرجاء، فتارة تجد أحدهم يهدد وتارة تجد من يتوسل مدعيا التعقل.
ردود الأفعال المرتعشة ظهرت اليوم بشكل واضح، فمع تزايد وتيرة القمع الوحشي الذي تمارسه عصابات الداخلية ضد
المصريين من قتل ممنهج وتعذيب واغتصاب وتعدي على الحرمات، زار شاويش الانقلاب معهد الشرطة ووجه لهم الشكر على جرائمهم، بعد أسبوع واحد من قتل الشهيد طلعت شبيب في الأقصر تحت التعذيب بسبب سبه للشاويش وبعد يوم واحد من تفجر فضيحة فتاة شبرا التي راودتها عصابة من الداخلية عن نفسها وهتكت عرضها في أحد أقسام الشرطة، وهو ما يكشف عن شلل كامل في القدرات الدماغية للعصابة مع محاولة لإظهار النية في الصدام مع الشعب حتى نهايتهم.
وقبلها بيوم يصدر الأمر لصحف الانقلاب بنشر نبأ القبض على الناشط يحي صلاح وهو مدير صفحة
ثورة الفقراء، في رسالة تخويف أخرى ومحاولة لإطفاء النار المشتعلة على مواقع التواصل الاجتماعي والتي يزيدها فشل العصابة ومساخرها، اشتعالا كل يوم خصوصا بعد زيارة الشاويش لفرنسا ومشهده وهو يقف ذليلا يفتح الباب لفرانسوا هولاند.
و لم تخف على أحد اليوم دلالة الحكم الذي أصدرته محكمة النقض التابعة للانقلاب بإلغاء أحكام الإعدام والمؤبد في حق عدد من الأسرى من بينهم د. محمد بديع المرشد العام للإخوان المسلمين.
الحكم الذي ظنت عصابة الانقلاب أنه قد يهدئ الشارع قليلا ويمتص بعضا من الغضب، هو في الحقيقة رجفة الخوف الواضحة على يدهم ونظرة الرعب التي تراها في عين قاتل يدعي الشجاعة بينما يذوب هلعا من أن ترفع يدك وتصفعه.
فمن المسلم به أن قضاء الانقلاب لا يملك من أمر نفسه شيئا وأن أحكام الإعدام أو البراءة ليست إلا أوامر تأتيهم عبر الهاتف لا يملكون إلا تنفيذها والمعسكر الرافض للانقلاب لا يعترف بأحكامهم ولا قضاءهم ولا مؤسساتهم ولا إجراءاتهم من الأساس.
القزم يختبئ خلف ستار يمسك بمكبر صوت يضخم صوته ولكنه يرتعش خلف الستار ويتصبب عرقا ولا يدري ماذا يُفعل به.
تحاول عصابة الانقلاب أن تبدو ثابتة اليد، ولكنها تمسك يدها اليسرى بيدها اليمنى لتمنعها من الارتعاش، يذوبون رعبا من الثورة ولكنهم يتظاهرون بالشجاعة.
أسلوب الترهيب والترغيب هو أقصى ما وصلت إليه عقولهم الضحلة، يريد الشاويش بتشجيعه لعصابات الداخلية على جرائمها أن يرسل رسالة تخويف للشعب ولسان حاله يقول سنقتلكم!
بينما يحاولون تهدئة المصريين بحكم يلطف الأجواء.
غريزة الصياد التي تمتلكها الثورة بعد خبرة ما يقرب من سنتين ونصف مع ألاعيب العسكر جعلت المعسكر الرافض للانقلاب يدرك هذا على الفور، هناك بوادر تشقق إذن.
الوجه الآخر لإلغاء حكم الإعدام هو أن عصابة الانقلاب تدرك تمام الإدراك ما لا يدركه مدعو الثورية الذين يكيلون النقد والسباب للرئيس مرسي ولجماعة
الإخوان ليل نهار، ويعلمون تماما أن خصمهم الأول هو التيار الإسلامي وفي القلب منه الإخوان المسلمين، وهي ثغرة يجب على الإخوان المسلمين استغلالها، فمجهودهم خلال سنتين بعد الانقلاب لم يضع، وشعبيتهم في تزايد.
الثورة الآن كالصياد الذي يرى الذعر في عين فريسته، بقي أن يبدأ معسكر الثورة خطوة الحشد دون الالتفات لكل ألاعيب العسكر التي أصبحنا نحفظها عن ظهر قلب، ووضع خطة محكمة للاستمرار في الحشد واستغلال الحشد والحشد بعد الحشد.