من العجيب أن تقرأ عنواناً يقول إن ابن زايد يتفقد مع السيسي أعمال الإنشاءات في مدينة العلمين. هذا عجيب، فما هي صفة ابن زايد ليتفقد العلمين؟ ولماذا يستقل الطائرة من الإمارات ليصل إلى مصر ليتفقد مدينة في غربها تقع قرب الحدود مع ليبيا؟ ما هي مصلحة الإمارات في تلك المنطقة؟ وهل لهذا علاقة بالقاعدة العسكرية التي افتتحها السيسي منذ فترة؟
باطن الزيارة غير ظاهرها
يبدو العامل الاقتصادي حاضرا في زيارة ابن زايد لكن من الواضح أن هناك ما هو أهم من مجرد الاستثمارات، وبالطبع لا يمكن أن نتصور أن ابن زايد طار إلى العلمين ليوقع هو والسيسي في سجل الزوار في متحف العلمين الحربي. لابد أن هناك أسبابا أخرى غير معلنة لهذه الزيارة.
ويمكنك إضافة الأسئلة عما كان يفعل ابن زايد في العلمين إلى صف طويل من الأسئلة عما تفعله الإمارات في شمال غرب قناة السويس وعما تفعله الإمارات في شمال غرب خليج السويس التي تشارك فيها موانئ دبي بنسبة 49% بالمائة حسبما أعلن إعلام الانقلاب نفسه السنة الماضية. وما تفعله الإمارات في العين السخنة، حيث اشترت 96 كيلومترا حسبما أعلن مميش منذ سنتين وما تفعله الإمارات في حقل نور البحري للغاز الطبيعي شمال شرق مصر.
ماذا كان يفعل صاحب نادي بيراميدز في العلمين في جولة من المفترض أنها تتسم بالرسمية؟
حضور لافت لآل الشيخ
لكن لنضع هذه الأسئلة عن عمليات الشراء النهمة التي تقوم بها الإمارات وعن نشاطاتها حول قناة السويس جانباً، ولنسأل، ماذا كان يفعل صاحب نادي بيراميدز في العلمين في جولة من المفترض أنها تتسم بالرسمية؟
ونادي بيراميدز لكرة القدم أو نادي الأسيوطي قبل أن يتغير اسمه، مملوك حالياً لتركي الشيخ وهو رجل أعمال سعودي يشغل منصب رئيس هيئة الترفيه السعودية.
وقد حرص هذا الأخير على نشر صورة له وهو يتوسط كلا من عسكري الانقلاب وابن زايد، والأكثر إثارة للاستغراب هو أن جريدة الأهرام نشرت الصورة وكأنه من الطبيعي أن يشارك صاحب ناد في تفقد ما قالوا إنها أعمال إنشائية. وما هذا الأدب الجم الذي يكسو ملامح السيسي وهو يقف بجانب صاحب نادي بيراميدز؟
تقزم حجم مصر كثيرا بعد الانقلاب ولم تعد الإمارات وحدها هي التي تشتري وتستثمر بل أصبح أيضا بمقدور أصحاب النوادي أن يقوموا في مصر بجولات تفقدية.
تزايد مأزق العجز التجاري المصري
عن مأساة تعز بعد أربع سنوات من حرب التحالف العبثية