مضى على سريان هدنة "
الزبداني مضايا –
كفريا الفوعة" بين كتائب الثوار من جهة وقوات النظام ومليشيا
حزب الله اللبناني من جهة أخرى تحت مظلة
الأمم المتحدة أكثر من شهرين دون تطبيق شيء من بنودها العديدة باستثناء وقف إطلاق النار بين الجانبين.
وكان أبرز بنود هدنة فك الحصار عن مدينة الزبداني وبلدة مضايا، الإسراع في إدخال المساعدات الغذائية، لم يتم تنفيذ بنودها، واشتدت معاناة المدنيين وزاد حصارهم.
ولم يدخل تلك المنطقة طيلة الـ 73 يوما الماضي سوى مساعدات غذائية من قبل الأمم المتحدة، تبين أنها فاسدة وغير صالحة للاستعمال.
وأطلق الناشطون في بلدة مضايا التي يقطنها حاليا أكثر من 50 ألف نسمة، بينهم عدد كبير تم تهجيرهم من مدينة الزبداني، نداءات استغاثة لوقف الكارثة الإنسانية التي أودت بحياة عدد من المدنيين بالتزامن مع مظاهرات شعبية مستمرة لمطالبة الأمم المتحدة ممثلة بمبعوثها إلى سوريا ستيفان ديمستورا بالضغط على نظام الأسد وحزب الله لفك الحصار وإدخال الغذاء بالسرعة القصوى.
وقال مدير المكتب الطبي في مدينة الزبداني، عامر برهان، في حديثه مع "
عربي21": مظاهرات مضايا هذه الأوقات تهدف لإيقاف حالات الإغماء بين المدنيين نتيجة الجوع ونقض الغذاء بعيدا عن
الهدنة الكاذبة، حيث يصل إلى المشافي الميدانية يوميا نحو 10 حالات معظمهم من الأطفال.
ويستطرد برهان: "تقوم قوات النظام مدعومة بمليشيا حزب الله بإغلاق مداخل البلدة بالحواجز العسكرية والألغام لمنع أي مادة غذائية من الدخول، ومن ثم يقوم عناصر حزب الله بابتزاز المدنيين لبيعهم الغذاء بالدولار أو الخروج من المنطقة، إضافة لحرق بساتين المدنيين والقضاء على محصولهم الزراعي".
ويرى الصحفي، أحمد سلوم، من أبناء مدينة الزبداني أن "كذب ونفاق الأمم المتحدة بات واضحا بعد سكوتهم عن انتهاكات النظام وحزب الله للهدنة على العلن، إذ الحصار والجوع يزداد على المدنيين، فيما لم ينقل الجرحى إلى الآن نحو الشمال السوري، فضلا عن التهجير القسري المستمر لأبناء مدينة الزبداني نحو مضايا لسجنهم هناك".
ويؤكد سلوم لـ "
عربي 21"، أن التدخل الروسي المباشر في سوريا إلى جانب نظام الأسد وإيران "زاد من معاناة سكان الزبداني ومضايا باعتبارها من أهم المناطق الاستراتيجية التي إن أفرغت من قاطنيها ستكون حدود سوريا الصغرى أو الدويلة العلوية (تمتد من الزبداني للقلمون لحمص وصولا إلى الساحل) التي تسعى موسكو لحمايتها مؤمنة من جهتها الجنوبية".
والجدير بالذكر أن بلدة مضايا المحاصرة تسجل هذه الأيام أعلى أسعار للمواد الغذائية، إن وجدت، فالأرز يبلغ سعره ما يقارب 22 ألف ليرة سورية، (1 دولار يساوي 380 ليرة سورة)، والبرغل 20 ألف ليرة سورية، والعدس 20 ألف ليرة، لحم العجل 10 ألاف ليرة، أما الطحين 22ألف ليرة، والسكر 24 ألف ليرة.