أنهت وساطة للأمم المتحدة أي وجود مسلح للثوار السوريين في مدينة
حمص، في مقدمتهم "جبهة النصرة" تنظيم القاعدة في بلاد الشام، حاضرة الثورة السورية، بعد التوصل إلى اتفاق "مبدئي" مع نظام الأسد لتطبيق "هدنة" برعاية أممية.
وتوصلت كتائب
الثوار في
حي الوعر المحاصر آخر معاقل المعارضة في مدينة حمص إلى اتفاق "مبدئي" مع نظام الأسد لتطبيق "هدنة" برعاية
الأمم المتحدة.
وأفاد "أسامة أبو زيد" مدير "مركز حمص الإعلامي" في تصريحات إعلامية، أن وفدا من ممثلين ووجهاء حي الوعر المحاصر التقى الثلاثاء مع ممثلين عن نظام الأسد في المحافظة وعلى رأسهم اللواء "ديب زيتون" رئيس المخابرات العامة، ومحافظ حمص "طلال البرازي"، وذلك برعاية الأمم المتحدة عبر سفيرها في سوريا "يعقوب الحلو"، إلى جانب "خولة مطر" مديرة مكتب مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا" ستافان دي ديسمتورا".
وأوضح "أبو زيد" أن اللقاء يهدف إلى توقيع اتفاق "
الهدنة" المعلقة منذ عام وأربعة أشهر في حي الوعر، بهدف رفع الحصار عن الحي المحاصر منذ سنتين.
وكشف مدير "مركز حمص الإعلامي"، البنود الأولية للاتفاق الذي تم التوصل إليه عقب لقاء الجانبين الذي تم في حمص المدنية، وهي :"وقف كامل لإطلاق النار بين الطرفين، يتخلله خروج نحو 200 أو 300 مقاتل ممن يرفضون الاتفاق، بسلاحهم الفردي، في حين لم يتم إلى الآن تحديد وجهتهم إن كانت إلى ريف حماة أو ريف إدلب أو إلى ريف حمص الشمالي كما في اتفاق حمص القديمة قبل عام ونصف".
وفي المرحلة الثانية يتم فتح المعابر لتسهيل حركة المدنيين إلى داخل وخارج الحي عبر حاجز "دوار المهندسين" الذي سيفتح للمشاة فقط، إلى جانب السماح للمنظمات الإنسانية بتقديم المساعدات الإنسانية المختلفة للحي، على أن يتم لاحقا فتح القصر العدلي في الحي، إلى جانب تقديم لوائح بالمعتقلين في مدينة حمص لإطلاق سراحهم، والتي وصل عددهم لنحو 5000 معتقل، بين مفقود ومخطوف ومعتقل وموقوف.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن حي الوعر المحاصر من قبل قوات النظام والمسلحين الموالين له في مدينة حمص بانتظار تنفيذ الاتفاق بين قوات النظام من طرف، وفصائل مقاتلة وإسلامية بالحي، حيث يتضمن الاتفاق وقف إطلاق النار والإفراج عن المعتقلين، وإعادة تفعيل الدوائر الحكومية في الحي، وإدخال مواد طبية وإغاثية إلى الحي".
وتابع المرصد في تقرير نشره الثلاثاء، بالإضافة لإخراج نحو 3200 مقاتل من الفصائل إلى ريف حمص الشمالي وريف حماة، على أن تخرج المجموعة الأولى التي تتضمن مقاتلين من النصرة وفصائل أخرى إلى محافظتي حماة وإدلب، فيما سيتم خروج بقية المقاتلين باتجاه ريف حماة الشمالي على دفعات.
ويضم حي الوعر أكثر من 45 فصيلا من أبرزها حركة أحرار الشام الإسلامية وجبهة النصرة وكتائب الجهاد الإسلامي، وفصائل أخرى، كما أنه من المفترض أن يتم تنفيذ الاتفاق على مراحل، وسيتم الإشراف من قبل الأمم المتحدة على تنفيذ بنود الاتفاق، والتي تتواجد كطرف ضامن للاتفاق.
وأكد محافظ حمص "طلال البرازي" التوصل لاتفاق "نهائي" يقضي بخروج "المسلحين" من حي الوعر اعتبارا من الأسبوع القادم.
وقال "البرازي" وفق وسائل إعلام النظام إنه "سيتم البدء بتسوية أوضاع المسلحين الراغبين بتسليم أسلحتهم والعودة إلى حياتهم الطبيعية".
وأضاف "تم خلال الاجتماع التوصل إلى تثبيت جميع نقاط الاتفاق والتفاهم لتنفيذ المرحلة الأولى من معالجة ملف الحي بدءا من الأسبوع القادم، بحيث تبدأ المرحلة الأولى بخروج دفعة من المسلحين "المتشددين" مع بعض عائلاتهم من الحي".