في ما يشكل توظيفا واضحا للصدام التركي الروسي، أنه حرص مسؤولون كبار ونخب
إسرائيلية على التحريض على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وتصويره أنه هو من بحث عن "الصدام" مع
روسيا بسبب توجهاته "العثمانية الإسلامية المتطرفة".
وفي المقابل، فقد قدم المسؤولون الإسرائيليون الدلائل على الخطوات التي أقدمت عليها تل أبيب من أجل إنجاح التدخل الروسي ومحاولة تمكينه من تحقيق أهدافه.
وقد كشف الجنرال عاموس جلعاد، مدير الدائرة السياسية والأمنية في وزارة الحرب الإسرائيلية، النقاب عن أن الطائرات الروسية تخترق الأجواء الإسرائيلية في طريقها لضرب قوى المعارضة السورية.
ونقل موقع صحيفة "هآرتس" مساء أمس، عن جلعاد، قوله إن إسرائيل تأخذ بعين الاعتبار إمكانية أن تجتاز الطائرات الروسية الأجواء الإسرائيلية، مشددا على أن إسرائيل لا ترى في هذا التطور مسوغا لإسقاط هذه الطائرات.
وقد كان من الواضح أن هذه الملاحظة تهدف بشكل أساسي للإشارة إلى الفرق بين إسرائيل التي تحاول إنجاح التدخل الروسي في سوريا، وبين
تركيا التي تعمل على إفشاله.
من ناحيته، قال ألون بن دافيد، معلق الشؤون العسكرية في قناة التلفزة العاشرة، إن الصدام التركي-الروسي حسن من مكانة إسرائيل الإستراتيجية وزاد من قيمتها لدى الروس، مشددا على أن الروس مستعدون لدفع ثمن العلاقة مع إسرائيل، وهو السماح لها بمواصلة استهداف حزب الله في سوريا.
وخلال تعليق بثته القناة الليلة الماضية، أشار بن دافيد إلى أن كلاً من إيران وحزب الله باتا يدركان أن أحد التداعيات السلبية للوجود الروسي في سوريا حقيقة أنه يسمح لإسرائيل بالعمل بحرية ضد إرساليات السلاح الإيراني المتجهة لمخازن حزب الله في لبنان، دون أن تخشى ردة فعل من إيران وحزب الله.
وفي السياق، رأى مركز أبحاث مرتبط بدوائر الحكم في تل أبيب، أن أردوغان قرر إسقاط الطائرة الروسية بسبب توجهاته "العثمانية والإسلامية التوسعية".
وفي تقدير موقف نشره اليوم، زعم "مركز يروشليم لدراسة المجتمع والدولة" أن أردوغان أقدم على هذه الخطوة لرغبته في ضم الساحل السوري لتركيا.
وأضاف "مركز يروشليم"، الذي يديره دوري غولد وكيل وزارة الخارجية الإسرائيلي، أن الأتراك تعمدوا إسقاط الطائرة الروسية فوق أقصى الطرف الجنوبي من إقليم "الإسكندرونة" التركي الذي يقطنه علويون، ليدللوا لهم على قوة الجيش التركي ولكي يوضحوا لهم أنه لا يمكنهم التآمر على الدولة التركية من خلال التعاون مع نظام الأسد.
وفي السياق، توقعت الإذاعة العبرية أن يسفر الصدام التركي-الروسي عن تحسين حركة التصدير الإسرائيلي إلى روسيا، منوهة إلى أن الروس أبلغوا إسرائيل برغبتهم في استيراد الخضار والفواكه من تل أبيب بعد قرار بوتين التوقف عن استيرادها من تركيا.
ولم تستبعد الإذاعة أن يقدم الروس على استيراد بضائع أخرى من إسرائيل، بدل البضائع التركية التي قررت موسكو التوقف عن استيرادها في أعقاب إسقاط الطائرة الروسية.
ويذكر أنه قد أعلن اليوم في إسرائيل عن توجه عدد من الجنرالات الإسرائيليين إلى موسكو، لتوسيع دائرة التنسيق مع الجيش الروسي في سوريا.