كثف الطيران الحربي الروسي غاراته الجوية على مدن وبلدات محافظة إدلب، حيث قام باستهداف المناطق السكنية والمرافق العامة، ومن بينها بئر مياه جوفي في مدينة
معرة النعمان جنوب إدلب، كانت منظمة خيري قد حفرته بعدما قامت قوات النظام بقطع
المياه عن المدينة عقب خروجها عن سيطرته قبل ثلاث سنوات.
ويعتبر هذا البئر الذي مولته هيئة الدرر الخيرية؛ من الآبار الرئيسية التي يعتمد عليه أهالي المدينة، ويقدم المياه مجانا عبر صهاريج لمنازل الفقراء والمحتاجين وعائلات الضحايا، حيث يخرج البئر أكتر من 130 صهريج مياه يوميا، أي ما يعادل 2800 برميل، لهذه العائلات.
وفي هذا السياق، يقول محمد (22 عاما)، الذي قتل والده على يد قوات النظام خلال الثورة السورية: "بما أننا عائلة شهيد فقد كنا نحصل على المياه من هذا المشروع بشكل يومي ومجاني، حيث يقوم الصهريج بالمرور علينا ويسألنا إن كنا بحاجة للمياه ليقوم بتعبئة الخزانات لنا في حال كنا بحاجة"
وتابع متسائلا في حديث مع "
عربي21": "الآن كيف سنستطيع تأمين مياه الشرب على الأقل؟ هذا سيكلفنا أكثر من 5 آلاف في الشهر، علما بأنه ليس لدينا أي مردود شهري بعد انقطاع راتب والدي الذي فصل عن وظيفته قبل أن يستشهد".
وما أن خرج البئر عن الخدمة، حتى سارعت الفرقة 13 التابعة للجيش الحر في معرة النعمان، والتي تمتلك بئرا آخر في المدينة، عن جاهزيتها لتقديم المياه للعائلات التي كانت تستفيد من البئر السابق.
من جهته، قال المقدم أحمد السعود، قائد الفرقة 13" لـ"
عربي21": "بعد استهداف البئر من قبل الطيران الروسي؛ حاولنا أن نسد الخلل لتعويض الخسائر لأهالي معرة النعمان، من أجل أن يعلموا أننا إلى جانبهم، وليعرف النظام بأننا موجودون ومستعدون لأي خلل يحدثه النظام في كل المجالات".
ويتابع حديثه قائلا: "قمنا بتخفيض سعر الصهريج الذي كنا نقبض ثمنه 500 ليرة سورية إلى النصف أي 250 ليرة سورية، في وقت يتجاوز فيه سعر الصهريج 2000 ليرة سورية، وهذا يعتبر سعرا زهيد جدا، إذ يتسع الصهريج الواحد مايقارب 30 برميلا"، مضيفا: "لن يزيدنا هذا القصف إلا إصرارا على تقديم خدمات أكثر وأفضل لأهلنا في المدن والبلدات التي تخضع لسيطرتنا"، بحسب قوله.
ويشار إلى أن أهالي مدينة معرة النعمان والريف الإدلبي عموما يعانون من نقص كبير في المياه الصالحة للشرب منذ أن خرجت هذه المناطق عن سيطرة النظام، وفرض الثوار سيطرتهم الكاملة عليها، ناهيك عن قطع أبسط مقومات الحياة عن هذه المناطق من قبل النظام أيضا.
وقد شمل القصف الروسي في الأيام الأخيرة شاحنات ومستودعات للمواد الإغاثية والإنسانية، إضافة إلى بئر ماء