مزاعم بانتقام روسيا.. وشماتة في تركيا

استهدفت الصحف المصرية الصادرة الخميس 26 تشرين الثاني/ نوفمبر 2015 تركيا بدعاية سوداء غير مسبوقة روجت فيها لمزاعم انتقام روسي منها على خلفية إسقاطها طائرة روسية اقتحمت المجال الجوي التركي، الثلاثاء، في وقت أظهرت فيه هذه الصحف أيضا شماتة غير عادية في تركيا، من جراء العقوبات التي أوقعتها بها روسيا، حسبما زعمت تلك الصحف.

ويبدو في صحف الخميس حجم ارتباط الإعلام المصري بالانقلاب العسكري، غبر التماهي مع سياساته، وتحوله إلى بوق له، بعد أن  اختار بعناية رؤساء التحرير، حتى في الصحف الخاصة، من خلال تنفذه الأمني، واختراقه المخابراتي، لتعبر الصحف عن حقده على تركيا، باعتبارها دولة لا تعترف به، وتندد برئيسه عبدالفتاح السيسي، وتطالب بعودة المسار الديمقراطي.

في المقابل، ارتمت هذه الصحف في أحضان الدب الروسي، متخلية عن أي شعور بالكرامة الوطنية، لا سيما بعد أن ركلها الروس بقرار سحب سائحيهم من  مصر، وإعلانهم وقف رحلات الطيران الروسي إليها، وحظر استقبال رحلات "مصر للطيران" في مطاراتهم، ثم التلويح باستخدام المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة في سيناء، ما جعل السيسي يهرول ويوقع اتفاقية "الضبعة" لإقامة محطة نووية للطاقة الكهربائية بالتعاون مع الجانب الروسي.

روسيا تنتقم

من هنا لم يكن غريبا أن تصدر صحيفة "المساء" الحكومية، بمانشيت من كلمتين، وبلون أحمر، يقول: "روسيا تنتقم"، مشيرة - بفخر - إلى أن طائرة حربية روسية قصفت 20 سيارة مساعدات تركية، ما أسفر عن مقتل 7 وإصابة 10 آخرين.

ونقلت "المساء" عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قوله: "أنقرة تدعم الإرهاب وداعش منذ سنوات، وقد سعينا إلى حل سياسي في سوريا دون فائدة"، وفق زعمه.

العالم ينتظر ماذا يفعل بوتين!

لم يكن غريبا أيضا أن يصدر مانشيت صحيفة "المقال" متسائلا: العالم ينتظر ماذا يفعل بوتين؟ هل يرد عسكريا على تركيا أم يكتفي بإلحاق الخسائر الاقتصادية بها؟ ومتى يتخلى الغرب عن أردوغان؟ ولماذا هلل الإخوان لإسقاط الطائرة الروسية؟

روسيا تعاقب تركيا.. وتتعهد بدعم مصر

باللون الأحمر نفسه خرجت صحيفة "المصري اليوم"، مهللة في مانشيتها، بالقول: "روسيا تعاقب تركيا.. وتتعهد بدعم مصر"، مضيفة أن "موسكو شرعت في نشر صواريخ "إس 400" قرب الحدود التركية، وأنها وعدت القاهرة بصفقات أسلحة جديدة".

وأشارت في العناوين إلى لقاء وزير الإنتاج الحربي، محمد العصار، أمس، نائب وزير الصناعة الروسي، أليكسندر بوتابوف.

وفي التفاصيل، قالت الصحيفة إنه بالتزامن مع "تصعيد عسكري وسياسي" روسي تجاه تركيا، على خلفية إسقاط أنقرة مقاتلة روسية قرب الحدود مع سوريا، أعطى وزير الدفاع الروسي سيرجي شويغو، توجيهات للخدمة الاتحادية الروسية للتعاون العسكري والتقني، بالاستجابة السريعة للطلبات المصرية لشراء أسلحة روسية متنوعة.

وأشارت الصحيفة إلى أنه "في المقابل تمثل التصعيد الروسي ضد تركيا في تحركات ميدانية شملت إرسال طراد بحري إلى سوريا، وإعلان العزم على نشر صواريخ "إس 400" الدفاعية المتقدمة قرب الحدود التركية، وصاحب ذلك تصعيد دبلوماسي روسي إذ أكدت موسكو أن العلاقات ستصاب بضرر يصعب إصلاحه.

إجراءات عقابية روسية ضد تركيا

في السياق نفسه قالت "الأهرام"، تحت العنوان السابق: "بعد "الطعنة" التي وجهتها تركيا إلى روسيا بإسقاط مقاتلتها من طراز "سوخوي 24" في سوريا، أعلنت موسكو أمس سلسلة من الإجراءات العقابية العاجلة ضد أنقرة، على المستويات الدبلوماسية والاقتصادية والتجارية، واتهمتها صراحة بدعم الإرهاب في المنطقة".

وأشارت "الأهرام" إلى قرار موسكو استخدام منظومات إس 300 وإس 400، باعتبارها أحدث المنظومات الصاروخية المصادة للطائرات، في سوريا لأول مرة، لتغطية عمليات القوات الروسية هناك، وتكثيف الضربات الجوية ضد التنظيمات الإرهابية، وتهديدها بإلغاء عدد من المشروعات التجارية والاقتصادية المشتركة، ومنع السياح الروس من السفر إلى تركيا، بل وقطعت الاتصالات العسكرية، وفق "الأهرام".

روسيا تطوق تركيا بالصواريخ

مع صورة "روس يتظاهرون أمام السفارة التركية في موسكو احتجاجا على إسقاط الطائرة قرب الحدود السورية"، قالت الشروق: "روسيا تطوق تركيا بالصواريخ.. ولا تنوي الحرب".

وفي التفاصيل أشارت "الشروق" إلى أنه "غداة إسقاط تركيا للمقاتلة الروسية اتخذت موسكو إجراءات جديدة للرد على أنقرة، منها نشر صواريخ "إس400"، المتقدمة في سوريا، والتلويح بإلغاء بعض المشروعات المشتركة المهمة، لكنها في الوقت ذاته أكدت أنها لن تعلن الحرب على تركيا"، بحسب "الشروق".

روسيا تدق طبول الحرب.. وأوباما لأردوغان: اطمئن

بهذا المانشيت الدعائي للروس، والمسيء للأتراك، صدرت صحيفة "الوطن"، قائلة إن المواجهة الروسية-التركية تتصاعد.

ونقلت عن "خبير روسي" قوله: دمرنا ألف شاحنة نفط لـ"داعش".. وتركيا ترعى الإرهاب، وتسرق بترول سوريا.

ونقلت عن محلل تركي قوله: إسقاط الطائرة لعبة أردوغان لجر جيشه لمعركة "دمشق". وأضافت - على لسان رئيس الشيشان - قوله إنه يتمنى أن يرسل بوتين قوات برية إلى سوريا.

كواليس إنقاذ الطيار الروسي

وغير بعيد، قالت "اليوم السابع" أيضا: كواليس إنقاذ الطيار الروسي من يد "داعش".. الطيار الثاني نجح في الهرب والوصول للجيش السوري.. وأنقرة تنشر خريطة رادار تثبت اختراق روسيا لمجالها الجوي.

29.8 % نسبة التصويت في المرحلة الثانية للانتخابات

مع صورة "رئيس اللجنة العليا للانتخابات يعلن النتائج"، وتحت المانشيت السابق، نقلت "الأهرام" إعلان المستشار أيمن عباس، نتائج الجولة الأولى من المرحلة الثانية لانتخابات مجلس النواب، التي أجريت بـ 139 سفارة وقنصلية في الخارج، وفي 13 محافظة بالداخل، وتنافس فيها 2893 مرشحا على 222 مقعدا على النظام الفردي، و60 مقعدا على نظام القائمة.

وأعلنت اللجنة - في أرقام مثيرة للجدل - أنه أدلى 37 ألفا و141 ناخبا من المصريين في الخارج بأصواتهم بزيادة قدرها 21.65% عن الجولة الأولى بالمرحلة الأولى، وأن عدد الناخبين في محافظات المرحلة الثانية بلغ 28 مليونا و204 آلاف و225 ناخبا، وعدد من أدلوا بأصواتهم 8 ملايين و412 ألفا و11 ناخبا بنسبة حضور 29.83%، وبلغ عدد الأصوات الصحيحة 7 ملايين و839 ألفا و611 صوتا بنسبة 93.20% والأصوات الباطلة 572 ألفا و400 صوت بنسبة 6.8%.

وقد سجلت جنوب سيناء أعلى المحافظات تصويتا بنسبة 41.6%، تليها محافظة كفر الشيخ بنسبة 36.82%، ثم الدقهلية بنسبة 36%، وبورسعيد 24.12%، والقاهرة 19.96%، وكانت أقل المحافظات السويس بنسبة 18.1%.

وأضاف أن عدد الفائزين من الجولة الأولى تسعة مرشحين، وأن قائمتي "في حب مصر" بقطاع القاهرة وجنوب ووسط الدلتا، وقطاع شرق الدلتا قد فازت، وحصلت على 60 مقعدا، وأن الدوائر التي سوف تجري فيها الإعادة 99 دائرة من بين 102 دائرة على النظام الفردي في 13 محافظة، على حد قوله. 

تحريات رقابية عن المعينين في البرلمان

هكذا جاء مانشيت "اليوم السابع" ناقلا عن "مصادر مطلعــة"، تأكيدها أن جهات رقابيــة بدأت في جمــع التحريات عن الأســماء المفتــرض أن تُعين في البرلمان المقبل، والتي من المنتظر أن يصدر السيســي قــرارا جمهوريا بتســميتها قبل انعقاد أولى جلسات البرلمان بأيام. 

ورجحت المصادر - بحسب "اليوم السابع" - أن تُعلن أســماء المعينين في الأسبوع الثاني من شهر كانون الأول/ ديسمبر، مؤكدة أن القائمة ستضم علماء وأطباء وتخصصات نادرة، كأساتذة طاقة وهندسة نووية، وشخصيات يسارية وإسلامية، وفق الصحيفة.