نشرت مجلة جيوبوليس الفرنسية؛ تقريرا حول
تضامن دول الخليج مع
باريس، إثر الأحداث الدموية التي تعرضت لها في 13 تشرين الثاني/ نوفمبر، بعد أن تلونت العديد من المعالم المعمارية بدول الخليج بالألوان الثلاثة للعلم الفرنسي، رغم أن هذا التضامن أثار جدلا كبيرا بين عامة سكان هذه المنطقة المحافظة.
وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن العديد من البنايات الشاهقة في دبي والكويت والرياض كستها ألوان العلم الفرنسي، بيد أن تضامن سكان
السعودية لم يكن متوقعا، نظرا للطابع المحافظ للبلاد.
وأضافت المجلة بأن أعلى برج في العالم، برج خليفة بدبي، قد أضيء بألوان العلم الفرنسي يوم 15 تشرين الثاني/ نوفمبر ليلا، تكريما لضحايا الهجمات الإرهابية التي ألقت بضلالها على باريس، كما أن برج العرب وفندق القصر وعدد من المعالم الأخرى في دولة
الإمارات قد أضيئت بالألوان العلم الفرنسي أيضا.
وقالت إن الكويت أيضا أظهرت دعمها لفرنسا، عبر عرض علم
فرنسا على الأبراج وأبرز معالم الدولة.
واعتبرت المجلة أن ما يثير الدهشة هو تعاطف السعودية، التي أضاءت العديد من المعالم في الرياض بألوان العلم الفرنسي، خاصة أن المملكة تنتهج عادة سياسة دينية محافظة، وهي غير معتادة على مثل هذا النوع من الحركات الرمزية.
وقالت الصحيفة إن الحركة التضامنية التي قامت بها المملكة قد فاجأت الجميع، ولكن في بلد لا يعترف بحرية التعبير لم يتجرأ أحد على انتقاد الموقف الرسمي علنا، ولكن مواقع التواصل الاجتماعي فتحت المجال للتعبير، فقد عبر الكثير من السعوديين عن امتعاضهم لتضامن بلادهم مع فرنسا، حيث اعتبروا أنه كان من الأجدر أن تتضامن مع الدول العربية التي ضربها الإرهاب والاحتلال، خاصة سوريا وفلسطين واليمن والعراق، ففي الوقت الذي أضاءت ألوان علم فرنسا معالم الخليج، مُنع العلم الفلسطيني من أن يرفع في مسابقة لكرة اليد نظمت في دبي.
ونقلت الصحيفة تغريدة للمواطن خالد العمار قال فيها: "في أبها قتل تنظيم الدولة جنودنا في المسجد، ومع ذلك لم تضع أوروبا علم المملكة، مع العلم أن مسجدنا أكرم من مسرحهم وأبها أغلى عندنا من باريس".
وقد رد الكاتب السعودي خلف الحربي، مدافعا عن الموقف الرسمي، في افتتاحية نشرت في صحيفة عكاظ، قال فيها "بالإضافة للتضامن من الشعب الفرنسي، فإننا أظهرنا أن الرياض جزء من مدن العالم، تؤيد السلام وتواجه الإرهاب، الذي يضرب كل أسبوع في مكان ما".