هنأ
الرئيس الجزائري، عبد العزيز
بوتفليقة، الأربعاء، منتخب بلاده لكرة القدم وطاقمه المسير بالتأهل إلى دور المجموعات لتصفيات كأس العالم 2018 بروسيا، بفضل فوزه العريض مساء أمس الثلاثاء على نظيره التنزاني (7-0) بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، غرب العاصمة.
وعادة، لا يرسل الرئيس بوتفليقة رسائل إلى
المنتخب الوطني الجزائري إلا في حالات إستثنائية جدا كالتأهل لكأس العالم، مثلما حدث بالنسبة لتأهل الجزائر لمونديال جنوب أفريقيا عام 2010 والبرازيل 2014.
لكن، مراقبون ربطوا رسالة الرئيس الجزائري لمنتخبه الوطني لكرة القدم، بما تردد من أنه يكون قد نقل على وجه السرعة إلى باريس لتقلي العلاج؛ حيث يكون وضعه الصحي قد تدهور.
ولم يظهر الرئيس الجزائري عبر شاشة التلفزيون الحكومي منذ يوم 8 تشرين الثاني/ نوفمبر، عندما استقبل وزير خارجية كولومبيا ماريا أنخيلا هولجوين، التي أدت زيارة عمل إلى بلاده.
وتناقلت مواقع أوروبية، الإثنين الماضي، خبر نقل الرئيس الجزائري إلى مستشفى "فال دي غراس" بباريس بعد تدهور وضعه الصحي، لكن الرئاسة بالجزائر لم تنف ولم تؤكد الخبر.
وعادة ما يرد الرئيس بوتفليقة على شائعات تدهور صحته ونقله خارج البلاد للعلاج بتوقيع رسائل لأطراف سواء داخلية أو خارجية، مستغلا مناسبة ما لتأكيد حضوره ولنفي تلك الشائعات.
وفي عام 2007 استقبل بوتفليقة نجم الكرة الفرنسي من أصول جزائرية زين الدين زيدان، بقصر الرئاسة، بعد تردد أخبار عن نقله إلى باريس بغرض العلاج، وفي عام 2008، زار بوتفليقة الشيخ يوسف القرضاوي بمستشفى الجزائر، عندما كان يعاني من وعكة صحية، وخاطب بوتفليقة، القرضاوي بالقول "حتى أنا قيل عني أني مريض".
وسأل "
عربي21"، رئيس حزب "جيل جديد" الحداثي المعارض، عن الأخبار المتداولة حول نقل رئيس الجمهورية إلى الخارج للعلاج، فكان رده: "تابعت الشائعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث جاءت بالتزامن مع إعلان رسالة مجموعة الشخصيات الجزائرية، المتضمنة طلب مقابلة رئيس الجمهورية، وهي الرسالة التي ما زالت بلا رد رسمي لحد الآن".
وبخصوص مطلب المعارضة بالجزائر إعلان شغور السلطة، تابع سفيان "أن المسؤولية ملقاة على عاتق المجلس الدستوري، لكن للأسف، هذا الأخير لا يعمل ورئيسه مراد مدلسي عاجز عن أداء مهامه، وهو متورط في استعمال المزور عندما تسلم ملف ترشح بوتفليقة وهو يعلم بأنه لم يتعاف من جلطته الدماغية، إضافة إلى شغور منصب رئيس مجلس الأمة الغائب بسبب المرض".
وأثنى الرئيس الجزائري في رسالة التهنئة التي بعث بها للمنتخب، على الفوز المحقق قائلا: "إنكم جديرون بتهنئتي و تهنئة الشعب الجزائري كله بانتصاركم هذا الذي يبشر بانتصارات لاحقة تقتضي منكم ومن طاقمكم المسير الدأب على النهج نفسه والتحلي بالروح نفسها في طريقكم إلى انتزاع الفوز في الدورة النهائية لمنافسات كاس العالم".
وبالتوازي مع رسالة "تأكيد الحضور" للرئيس الجزائري، تتفاعل الساحة السياسية بالجزائر على محور واحد، يتعلق بحقيقة الوضع الصحي للرئيس، بعد أن طلبت شخصيات سياسية وتاريخية لقاء بوتفليقة، برسالة لم يرد عليها.
وتحضر المعارضة بالجزائر للقاء مطلع كانون الأول/ ديسمبر، لبحث التطورات السياسية بالبلاد في ظل صمت الرئيس بوتفليقة وشكوك حول هوية من يصدر القرارات باسم الرئاسة بالجزائر كما أوردت الشخصيات السياسية بالجزائر برسالة وجهتها للرئيس بوتفليقة.
واتهم رئيس حركة مجتمع السلم الإسلامية المعارضة عبد الرزاق مقري، السلطة بـ"تسليم سيادة الدولة لرجال الأعمال وبيع الأراضي والمؤسسات وإلغاء الديمقراطية، وفرض الرقابة وإفقار الشعب وإثقال الدولة بالديون".
وكان ذلك في مؤتمر صحفي عقده، الأربعاء بالعاصمة الجزائر، قال خلاله، إنه لم يستبعد اللجوء إلى تنظيم انتخابات رئاسة مسبقة بالجزائر، العام المقبل، قائلا: إن "الحديث المتواتر في الصالونات السياسية حول رئاسية مسبقة سنة 2016، مرده إلى مرض الرئيس الذي لا ينكره أحد، إلى جانب حديث قناة فرنسية عن وجود الرئيس الجزائري في فرنسا بغرض العلاج".