أصاب الرئيس التركي رجب طيب
أردوغان، مؤيدي الانقلاب في مصر بأربع صدمات، خلال الأيام القليلة الماضية، بعد تحقيقه مكاسب واضحة لبلاده في السياسة والاقتصاد في مقابل الأزمات المتتالية التي يعاني منها النظام المصري.
ومنذ مطلع تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، توالت الأخبار السارة على أردوغان وحكومته في
تركيا، والتي أصابت - في الوقت ذاته-
السيسي وأنصاره بالسخط الشديد، بسبب العلاقات المتوترة والتراشق الإعلامي بين الجانبين منذ عامين ونصف.
حزب أرودغان يكتسح الانتخابات
وبدأت الصدمات التركية لأنصار السيسي بفوز حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يترأسه أردوغان بالانتخابات البرلمانية في الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري محققا نتيجة أفضل بكثير من تلك التي حققها قبل عدة أشهر، على خلاف ما كان يتمناه أنصار الانقلاب في مصر.
وبفضل حصوله على 49.5% من مقاعد البرلمان، سيتمكن العدالة والتنمية من تشكيل الحكومة المقبلة منفردا دون الحاجة إلى التحالف مع أي حزب منافس، بل أصبح بإمكانه الدعوة لتعديل دستور البلاد لتصبح دولة رئاسية كما يريد أردوغان.
وعبر الكثير من مؤيدي الانقلاب عن خيبة أملهم من نتائج الانتخابات التي كانوا ينتظرون أن يلقى فيها أردوغان خسارة واضحة تضعف من قبضة الممسكة بالحكم منذ 13 عاما وتدخله في صراعات داخلية تشغله عن دعم أنصار الشرعية في مصر.
ومثلت نتيجة الانتخابات فرجا وخبرا سارا لآلاف المطاردين المصريين المقيمين في تركيا، والذين حبسوا أنفاسهم خوفا من فوز حزب آخر غير العدالة والتنمية، وهو الأمر الذي كان سيترتب عليه طردهم من البلاد أو على الأقل التضييق على تواجدهم هناك.
مصائب السياحة المصرية عند تركيا فوائد
وكانت ثاني الأمور التي أغضبت أنصار السيسي هي استفادة تركيا من
الأزمة الخانقة التي يتعرض لها قطاع
السياحة في مصر بعد حادث سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء أواخر شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
ويقول خبراء إن تركيا كانت أكثر المستفيدين من هذه الكارثة بعد تحويل آلاف السياح الغربيين وجهتهم إلى تركيا بدلا من مصر بعد أن أوقفت دولهم السفر إلى مصر خوفا من التعرض لهجمات إرهابية جديدة.
وكانت العديد من الدول، على رأسها روسيا وبريطانيا، قد فرضت حظرا على السفر إلى مصر وأقامت جسرا جويا لإجلاء رعاياها من مصر.
وأعلنت وكالات السفر في تلك البلاد أن كثير من السائحين وافقوا على استبدال رحلتهم إلى مصر بزيارة الشواطئ التركية، وخاصة مدينة أنطاليا الساحلية، لقضاء عطلاتهم فيها، وفقا لبيان أصدرته الرابطة الروسية لمنظمي الرحلات السياحية.
"رابعة" على المكتب الرئاسي
ونشرت وسائل الإعلام التركية صورة لأردوغان جالسا وراء مكتبه في القصر الجمهوري وهو يجري مكالمة هاتفية مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وإلى جانبه مجسم لشعار "رابعة" الذي يخلد ذكرى المذبحة الأشهر في التاريخ المصري المعاصر.
وأثارت هذه الصورة حنق مؤيدي الانقلاب، حيث عبروا عن كرههم الشديد لأردوغان الذي لا يترك مناسبة إلا ويظهر فيها دعمه لضحايا مذبحة رابعة ويذكر العالم بالجرائم التي تم ارتكابها بحقهم.
وكان آلاف المعتصمين السلميين الرافضين للانقلاب العسكري والإطاحة بالرئيس محمد مرسي قد لقوا حتفهم في آب/ أغسطس 2013 بعد فض قوات الجيش والشرطة لاعتصامهم السلمي في ميدان "رابعة العدوية" بالقاهرة، وأصبح شعار رابعة من وقتها علامة على التضامن الإنساني مع الضحايا.
وأظهرت الصورة أن أردوغان كتب أسفل مجسم رابعة عبارة: "وطن واحد، أمة واحدة، علم واحد، دولة واحدة"، في إشارة إلى وحدة العالم الإسلامي.
ملابس الفرق الرياضية من تركيا
أما رابع الأخبار التي صدمت مؤيدي الانقلاب، فكانت ارتداء النادي الأهلي، أكبر الأندية المصرية وأكثرها شهرة، ملابس رياضية مصنوعة في تركيا في وقت يدعو فيه أنصار النظام إلى مقاطعة كافة المنتجات التركية.
وكانت شركة "سبورتا" السعودية التي فازت بحقوق توريد الملابس للنادي الأهلي قد أعلنت تصنيع الملابس الجديدة في مصانعها بتركيا، وهو ما أثار غضب عدد من المسؤولين والإعلاميين المؤيدين للانقلاب.
واستشاط الإعلامي المقرب من الأجهزة الأمنية "أحمد موسى" غضبا من هذه الخطوة وتساءل كيف يقدم القائمون على النادي الأهلي على شراء الملابس من تركيا التى تتآمر على مصر وتشارك في حصار مصر سياحيا والتأثير على اقتصادها، على حد قوله.
وكان موسى قد دشن حملة لمقاطعة المنتجات التركية، متهما أنقرة بدعم الإرهابيين والإضرار بمصالح مصر السياسية والاقتصادية.
وحذر نادي الزمالك شركة "ماكرون" الإيطالية، التي فازت بحقوق توريد ملابس فريق كرة القدم بالنادي من تصنيعها في تركيا على غرار النادي الأهلي.
وإزاء هذا الهجوم، قال الرئيس التنفيذى لشركة سبورتا محمد رمضان، إن تصنيع ملابس النادي الأهلي في تركيا أمر خارج عن إرادتهم بسبب عدم توافر هذه الخامات في مصر.