اتفق محمد
بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي، وعبد الفتاح
السيسي، على "أهمية الخروج من
الأزمة السورية بالتنسيق مع القوى الدولية والإقليمية بحلول سياسية تضمن أمن وحماية سوريا الموحدة والحفاظ على مؤسساتها الوطنية وبما يحقق تطلعات وآمال الشعب السوري ويدعم إرادته وخياراته الوطنية".
جاء ذلك خلال مباحثات أجراها الجانبان، عقب وصول السيسي العاصمة الإماراتية الثلاثاء، في مستهل جولة تشمل أيضا الهند والبحرين.
وقال المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، علاء يوسف، في بيان رسمي، إن "لقاء السيسي وبن زايد تطرق إلى أهمية متابعة الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب وتدارك الأوضاع الأمنية في عدد من الدول العربية".
وبحث الجانبان أيضا عددا من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، ولا سيما فيما يتعلق بالأزمات في سوريا، وليبيا، واليمن، وسبل التعامل مع تداعياتها على الأمن العربي الجماعي.
وأكد المتحدثان أن "رؤى البلدين تطابقت بشأن تلك القضايا؛ حيث تناولا الدور الذي يقوم به التحالف العربي في عملية "إعادة الأمل" في اليمن، ودعم الحكومة الشرعية والتصدي للتحديات الأمنية التي تهدد المنطقة، والخطوات التي تحققت على أرض الواقع ومن ضمنها تأمين الحركة الملاحية في باب المندب وما يعكسه هذا التطور من تعزيز التجارة العالمية وانسيابية حركتها".
وأشار إلى أن "الجانبين بحثا كذلك التطورات الأخيرة في القضية الفلسطينية والأحداث التي تشهدها الأراضي العربية المحتلة وأهمية تأمين الحماية للشعب الفلسطيني من الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، إضافة إلى الملف الليبي والجهود الأممية المبذولة لإيجاد مخرج سلمي للأزمة".
وتطرق الجانبان إلى الأزمة السورية وآخر التطورات والمستجدات حولها، وأهمية "الخروج من هذه الأزمة بالتنسيق مع القوى الدولية والإقليمية بحلول سياسية تضمن أمن وحماية سوريا الموحدة، والحفاظ على مؤسساتها الوطنية، وبما يحقق تطلعات وآمال الشعب السوري ويدعم إرادته وخياراته الوطنية، وضرورة تعزيز جسور التواصل والتعاون والحوار مع المجتمع الدولي لإيجاد حلول مشتركة لمختلف القضايا والتحديات الإقليمية والدولية".
وأفاد المتحدث الرسمي أن "السيسي أكد التزام جمهورية مصر العربية تجاه أمن واستقرار دولة الإمارات العربية المتحدة ودول الخليج العربية والوقوف معا ضد مختلف التحديات".
وفي السياق ذاته، قال وزير خارجية الروسي سيرغي
لافروف، "إن بلاده تواصل اتصالاتها مع مصر، لتشكيل وفد يمثل مختلف المعارضة السورية للتفاوض مع النظام السوري"، على حد تعبيره.
وأفاد لافروف، خلال مؤتمر صحفي مشترك، عقده في موسكو الثلاثاء، مع نظيره البيلاروسي فلاديمير ماكي،"إن روسيا ومصر تعملان على تشكيل وفد واحد، يمثل مختلف مجموعات المعارضة السورية، للجلوس على طاولة المفاوضات مع النظام السوري".
وأشار الوزير الروسي، أن "المبادرة وبجهود مشتركة من قبل جميع الدول الأطراف في الملف السوري، من شأنها أن تساعد في الجلوس على طاولة المفاوضات، كما أنها ستطلق الحل السياسي"، على حد تعبيره.
وتطرق لافروف إلى الاجتماع الذي عقد اليوم في باريس، بشأن الملف السوري، موضحا عدم دعوة بلاده ولا حتى تبليغها بعقده، مشيرا أن اجتماعا سيعقد في العاصمة النمساوية فيينا، في 30 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، وأن المشاركين "سيعملون فيه على تحديد من هم معارضين ومن هم إرهابيين".
واستضافت العاصمة الفرنسية باريس اليوم، اجتماعا على مستوى وزراء الخارجية، لعدد من "أبرز الأطراف الإقليمية"، المعنية بالأزمة السورية، بحسب الخارجية الفرنسية، فيما امتنعت عن دعوة وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف، والإيراني جواد ظريف.
ولفت لافروف، إلى غياب موقف الدول المنضمة في قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، بشأن تحديد مجموعات المعارضة، والجماعات الإرهابية، لافتا إلى "أن التعاون مع التحالف غير مطروح في أجندته الحالية".
ومن جانبه، أعرب ماكي، عن دعم بلاده للعمليات العسكرية الروسية في سوريا، معتبرا إياها "تتوافق مع القوانين الدولية".