كشف مصدر عسكري عراقي، لـ"
عربي21"، قيام عناصر من
مليشيات الحشد الشعبي بسرقة معدات وآليات من مصفاة
بيجي النفطية، شمالي محافظة صلاح الدين
العراقية.
وأضاف المصدر، الذي رفض ذكر اسمه، أن "عناصر منفلتة تابعة لإحدى المليشيات قامت بسرقة مضخات ومكائن كانت موجودة في المصفاة، ومن ثم قامت بنقلها إلى مدينة بغداد والمحافظات الجنوبية، بغرض بيعها، باعتبارها غنائم حرب"، حسب وصف المصدر.
وأشار المصدر العسكري إلى أنه تم نقل تلك المعدات بواسطة شاحنات مصحوبة بعدد من السيارات العسكرية، لحمايتها من أي جهة تحاول إيقافها أو إرجاعها إلى المصفاة.
وأكد أن وزارة الداخلية أمرت بنصب سيطرات على الشارع الرئيسي الرابط بين بغداد صلاح الدين لمنع عبور تلك المعدات إلى العاصمة وإرجاعها إلى المصفاة، ومحاسبة العناصر المنفلتة التي قامت بأعمال السطو والسرقات، غير أن القوات الأمنية التابعة لوزارة الداخلية لم تستطع منع جميع تلك الجماعات، التي وصفها المصدر بـ"المنفلتة"، من عمليات السرقة أو إرجاع بعض المعدات إلى المصفاة.
وبين المصدر أن عمليات النهب والسلب بدأت منذ سيطرة القوات الأمنية على مدينة بيجي ومصفاتها النفطية، وما زالت عمليات النهب مستمرة إلى الآن، موضحا أن المليشيات التي قامت بعمليات السرقة هي ذات اتصال مباشر مع إيران، ولا يربطها أي اتصال أو تنسيق أمني مع حكومة بغداد، بحسب قول المصدر.
واختتم المصدر حديثه بالقول إن تبادلا لاطلاق النار وقع بين قوة تابعة لوزارة الداخلية وعناصر من المليشيات، عندما حاولت تلك القوة منع عناصر المليشيات المرور مع معدات من المصفاة، لتقوم المليشيات بإطلاق النار على عناصر القوة الأمنية، ما أدى إلى إصابة أحدهم بطلق ناري.
وكان المتحدث العسكري باسم مليشيات "الحشد الشعبي"، كريم النوري، قد قال في حديث سابق، إن قوات الحشد ستواجه من أسماهم بـ"المندسين" في محافظة صلاح الدين، مثلما واجهت
تنظيم الدولة.
وقال النوري في تصريح صحفي: "إسنواجه المندسين الذين قاموا بعمليات سرقة وحرق في صلاح الدين، مثلما نواجه التنظيم"، مشيرا إلى أن هؤلاء "المندسين" خالفوا أوامر المرجعية الدينية والحكومة العراقية وارتكبوا أعمالا بعيدة عن القيم الإنسانية.
وأضاف النوري أنه "سيتم البدء بإجراءات سريعة بالتنسيق مع الحكومة الاتحادية ونصب سيطرات لاعتقال الذين يحاولون سرقة الانتصار والفرحة التي تحققت"، على حد وصفه.
يذكر أن عناصر المليشيات قاموا بعمليات نهب وسلب في مناطق مختلفة من محافظة صلاح الدين بعد سيطرة تلك المليشيات عليها من يد تنظيم الدولة. فقد تمت سرقة وحرق عدد من المنازل والمحلات التجارية في قضاء الدور ومدينة تكريت بدوافع طائفية، بحسب أهل المنطقة.
وأظهرت لقطات فيديو مصورة عمليات سرقة وإحراق منازل ومحلات ومعامل، إضافة إلى عمليات نهب وسلب وتفجير للمساجد في مدينة بيجي والقرى والمحيطة بها، ليصل الأمر إلى سرقة محتويات ومعدات في مصفاة بيجي النفطية والتي تعد أكبر مصافي العراق.