تصدَّر الصحف
المصرية الأحد الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر 2015 حادثة سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء، الذي وصفته الصحف بالكارثة، وحاولت سبر أغواره، وكشف أسراره، وترجيح أسبابه، وما ترتب عليه من ردود أفعال داخلية وخارجية، مؤكدة أنه يزيد من عزلة سيناء، ومآسيها، ويكاد يطيح بقطاع السياحة.
وجاءت مانشيتات الصحف متشابهة كالتالي: "كارثة فوق سيناء" (الجمهورية)، و"طائرة روسية تزيد مآسي سيناء" (المصري اليوم)، و"أسرار كارثة سقوط الطائرة الروسية" (الأخبار)، و"كارثة جوية فوق أرض الفيروز" (الشروق)، و"كارثة روسية في سماء سيناء" (الوطن)، و"الصندوق الأسود يكشف أسرار سقوط الطائرة الروسية بسيناء" (اليوم السابع)، و"مصرع 224 في سقوط طائرة ركاب روسية بسيناء" (الأهرام).
وبحسب الصحف: "لقي 224 شخصا مصرعهم إثر سقوط طائرة ركاب روسية كانوا على متنها، وتحطمت في منطقة جبلية بشمال سيناء، خلال قيامها برحلة (تشارتر) من شرم الشيخ إلي سان بطرسبورج في روسيا صباح أمس".
وأشارت المعلومات الأولية ألي أن الطائرة كانت على ارتفاع 30 ألف قدم عندما سقطت، وطبقا للمصادر الملاحية فقدت أجهزة الرادار الاتصال مع الطائرة بعد نحو23 دقيقة من إقلاعها من مطار شرم الشيخ في الخامسة و58 دقيقة صباحا.
وقالت رئاسة الجمهورية إن الرئيس (رئيس الانقلاب) عبد الفتاح
السيسي تابع الحادث لدي عودته من البحرين، وأجري اتصالا بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، ووجه بأهمية قيام لجنة التحقيق التي شكلتها وزارة الطيران المدني بإنجاز مهمتها بشكل جاد وسريع للوقوف على ملابسات الحادث.
"طائرة روسية" تزيد مآسي سيناء
هكذا جاء مانشيت "المصري اليوم"، التي قالت إن سيناء استيقظت أمس، على كارثة جديدة تمثلت في سقوط طائرة ركاب روسية طراز "إيرباص 321" على متنها 217 راكبا، إضافة إلى طاقم الطائرة المكون من 7 أفراد، في منطقة جبلية بمركز الحسنة بوسط سيناء، بعد إقلاعها بدقائق من مطار شرم الشيخ، ومصرع جميع ركابها.
وفي مانشيتها قالت "الشروق": "كارثة جوية في سماء أرض الفيروز". ونقلت عن صحيفة "غارديان" البريطانية، أن طاقم الطائرة كان قدم شكاوى عدة بشأن مشكلات في محرك الطائرة.
وفي المانشيت أيضا قالت "الوطن": كارثة روسية في سماء سيناء.. مصرع 224 روسيا بالطائرة المنكوبة.. والنيابة: السبب عطل فني في المحرك.. ووزير النقل الروسي: سنشارك في التحقيقات.
وقالت "الأهرام": مصرع 224 في سقوط طائرة ركاب روسية بسيناء.. التحقيقات المبدئية: عطل فني سبب الحادث.. والسيسي يقدم التعازي لبوتين.
وقالت الجمهورية: كارثة فوق سيناء.. مصرع 217 راكبا و7 من الطاقم في سقوط طائرة روسية..
السيسي فور عودته من البحرين يعزي بوتين ويأمر بتحقيق عاجل.. رئيس الوزراء ووزير الدفاع في الموقع.. وكالة "إنترفاكس": عطل فني سبب الكارثة.. وزير النقل الروسي: ننتظر التحقيقات.. فيديوهات مزيفة تروج لمسؤولية داعش وبيت المقدس عن إسقاط الطائرة.
وأخيرا قالت "الأخبار": أسرار كارثة سقوط الطائرة الروسية.. الكابتن أرسل إشارة لمطار شرم الشيخ قبل دقائق من سقوطها يطلب العودة لعطل فني.. طائرة مصرية بدون طيار كشفت مكان الحطام قرب منطقة "الحسنة".. السيسي يعزي روسيا.. وبوتين يشيد بسرعة التحرك.. انتشال جثث 173 من بين 224 من الركاب وأفراد الطاقم.
تأثر قطاع السياحة
رأت صحيفة "المقال" أن الحادث المأساوي جاء ليزيد احتمالات تفاقم الأزمة التي تضرب قطاع السياحة.
وأشارت "المصري اليوم" إلى أن حادث سقوط الطائرة الروسية فرض أجواء من الضبابية حول مصير الموسم السياحي الذي بدأت تستعد له حاليا مدينة شرم الشيخ، والمدن السياحية بجنوب سيناء، في احتفالات الكريسماس المقبل، بأجواء صاخبة.
أسباب الحادث
أجمعت الصحف أن التحقيقات الأولية أكدت سقوط الطائرة نتيجة عطل فني.
"الصندوق الأسود يكشف أسرار سقوط الطائرة الروسية بسيناء".. هكذا قالت "اليوم السابع" في مانشيتها مشيرة إلى أن وزارة الطيران المدني أعلنت سقوط طائرة مدنية روسية من طراز إيرباص في مدينة الحسنة وسط سيناء، صباح أمس، نتيجة عطل فني في المحركات، وفقدان السيطرة على الطائرة، وانقطاع الاتصال بأبراج المراقبة.
ومن جهتها، ذكرت "المصري اليوم" أن المعاينة المبدئية أكدت أن عطلا فنيا وراء سقوط الطائرة، ما أدى إلى احتراق أجزاء منها، وانتشار الجثث، والأشلاء على مساحة تصل إلى نحو 4.5 كيلومتر.
وأشارت إلى أن الطائرة كانت على ارتفاع 30 ألف قدم عندما سقطت، وأن مصادر ملاحية أكدت أن أجهزة الرادار فقدت الاتصال مع الطائرة بعد نحو 23 دقيقة من إقلاعها من مطار شرم الشيخ، في الخامسة و58 دقيقة صباحا، في طريقها إلى مطار سان بطرسبرج، وأنها اختفت من أجهزة الرادار.
وقالت صحيفة "الجمهورية"، إن هناك فيديوهات مزيفة تروج لمسؤولية "داعش" و"يبت المقدس" عن إسقاط الطائرة. ونقلت عن وكالة "إنترفاكس"، أن عطلا فنيا سبب الكارثة.
ونقلت "الأهرام" عن نائب رئيس شركة مصر للطيران للخطوط الجوية، هشام الديب، قوله إن التحليل المبدئي يستبعد سوء العوامل الجوية، أو التضاريس ووجود جبال في المنطقة، كون الطائرة على ارتفاع 31 ألف قدم، وكذلك استبعاد الأعمال الإرهابية للعلو الشاهق، بينما يبقى الاحتمال الأقرب للحقيقة، وهو عطل فني، وهنا يتم التحفظ على الاتصالات التي تمت بين قيادة الطائرة وأبراج المراقبة.
ونقلا عن مصدر عسكري، ذكرت صحيفة "الوطن" أن برج المراقبة أشار إلى وجود عطل فني أدى لاحتراق محركات الطائرة، مستبعدا وجود شبهة لعمليات إرهابية.
ردود الأفعال
تتبعت الصحف ردود الأفعال المختلفة على الحادث.
وذكرت "الأخبار"، أنه تم انتشال 173 جثة من بين 224 من الركاب وأفراد طاقم الطائرة، مشيرة إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أشاد بسرعة تحرك مصر فور وقوع الحادث، إذ انتقل رئيس الوزراء إلى موقع الحادث، وأدار وزير الدفاع الأزمة من غرفة العمليات.
وأضافت الصحيفة أن الفرق الفنية بدأت في تحليل الصندوق الأسود لمعرفة تفاصيل وملابسات الحادث، وأسباب حدوثه، ونقلت عن شهود عيان، أن الطائرة انقسمت نصفين بسبب ارتطامها بكتلة صخرية بعد سقوطها.
وذكرت "الأهرام" أن وزير الطيران المدني الطيار، حسام كمال، صرح بأن فرق البحث والإنقاذ عثرت على الصندوقين الأسودين الخاصين بالطائرة، وأنه تم نقلهما إلى القاهرة، لبدء إجراءات تحليل البيانات عن طريق اللجنة التي تم تشكيلها.
وكشفت "الوطن" أن النيابة العامة تحفظت على الصندوق الأسود، وأمرت بتشكيل لجنة فنية من وزارة الطيران وهيئة السلامة الجوية لتحليل الصندوق، وتفريغ محتوياته لبيان الأحداث الخاصة بالطائرة قبل سقوطها.
وأشارت إلى أن الرئيس الروسي أعلن اليوم الأول من نوفمبر حدادا عاما في روسيا على ضحايا الطائرة المنكوبة، وكلف بإرسال 5 طائرات لنقل الضحايا.
ومن جهتها، ذكرت "الشروق" أن شركتي لوفتهانزا الألمانية وإير فرانس الفرنسية أعلنتا وقف تحليق طائراتهما فوق سيناء بعد تحطم الطائرة.
مشاهد مؤثرة
وفق "الأهرام"، أكد شهود العيان أن الطائرة انشطرت إلى أجزاء عدة بمنطقة جبلية وعرة تدعى منطقة جبل أبو حصيرة بوسط سيناء مشيرين إلى أن هناك جثثا محترقة ومتفحمة بالمنطقة، وأن بعضا من أجزاء الطائرة لا يزال على قمة جبلية مرتفعة.
وأكد رئيس مجلس مدينة نخل، اللواء نصر الله محمد، أن المنطقة التي سقطت بها الطائرة خالية من السكان تماما، وأن المنطقة جبلية، ووعرة للغاية.
وكشف ضابطان ومسعف من فريق الإنقاذ في موقع سقوط الطائرة، أنهم سمعوا - بحسب "المصري اليوم" - أصوات راكبين "رجل كان لا يزال على قيد الحياة، وسيدة كانت تتألم بشدة"، وأنهما توفيا في موقع الحادث قبل إسعافهما، مؤكدين أنه تم جمع قرابة 200 جثة تحولت أغلبها إلى أشلاء.
وتحت عنوان يقول: "العاملون في الفنادق يروون آخر لقاءاتهم بالضحايا.. السياح وصلوا إلى شرم الشيخ لقضاء أسبوع داخل 15 فندقا وقرية"، نقلت الأهرام عن مدير المباحث الجنائية بجنوب سيناء، اللواء محمد خريصة، قوله إن السياح وصلوا مدينة شرم الشيخ يوم 24 تشرين الثاني/ أكتوبر الماضي، لقضاء إجازتهم الشهرية لمدة أسبوع عن طريق شركة متروجيت الروسية.
وقال هاني مهنا فريد، أحد العاملين بالفنادق التي أقام فيها الفوج الروسي إن السياح الروس مثلهم كأي سائح آخر يبدأ يومه في السابعة صباحا، ويتناول طعام الإفطار، وبعدها يمارس الرياضة، ويلي ذلك الرحلات البحرية، وزيارة الشواطئ، والاستمتاع بالغوص، والأنشطة البحرية.