لا يغيب مشهد
المسعفون بزيهم المميز عن المواجهات الدائرة بين الشبان
الفلسطينيين وجنود
الاحتلال الإسرائيلي، تراهم في الصفوف الأمامية يخاطرون بحياتهم لإسعاف مصاب هنا وهناك، رغم ما قد يلحق بهم من أذى وقد لحق بالفعل.
وهذا ما ظهر في مقطع فيديو، يتضح فيه اعتداء جنود الاحتلال على مسعفين بشكل عنيف، ومنعهم من إسعاف جريح قرب رام الله الجمعة.
في هذا السياق قالت الناطقة الإعلامية في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني عريب الفقيه، إن التحدي الأساسي الذي يواجه المسعفين هو الاستهداف المباشر من قبل قوات الاحتلال لأطقم الإسعاف وسياراتهم.
وتظهر الأرقام عددا كبيرا من الإصابات بين طاقم المسعفين والمتطوعين، سببها إما الرصاص المعدني المغلف بالمطاط أو شظايا رصاص، بالإضافة إلى إصابات نتيجة تعرضهم للضرب المبرح من قبل قوات الاحتلال، وإصابة نتيجة رش الفلفل بشكل مباشر، وبحسب الفقيه هناك 266 اعتداء على الطاقم الطبي، وسيارات الإسعاف التي يتم استهدافها إما بقنابل الغاز أو الرصاص ويخلف أضرارا مختلفة للسيارات، بالإضافة إلى عرقلة ومنع طاقم الإسعاف من أداء مهمتها بالوصول إلى المصابين أو حتى المرضى الموجودين في بيوتهم وبحاجة إلى نقلهم للمستشفيات.
وأضافت الفقيه لـ"
عربي21"، هناك مواقف عدة تم فيها إيقاف سيارات الإسعاف وتفتيشها، وسحب الهويات وأحيانا تفتيش جسدي لأكثر من أربعين دقيقة في وقت تكون في طريقها لإخلاء مسعفين أو في طريقها لنقل مصابين.
ونوهت إلى معاناة خاصة للمسعفين في القدس، نتيجة الحواجز الإسمنتية المحيطة بالأحياء العربية، مما زاد من الأعباء على عمل الطاقم.
وأوضحت، "أصبح هناك تحديا جديدا لعمل أطقمنا في القدس، فأحيانا عند نقلهم للمرضى من المناطق المحيطة بالمكعبات الإسمنتية يضطر الطاقم إلى إيقاف السيارة والمشي بالسرير وحمل مواد الإسعاف من اجل الوصول إلى شخص مصاب وتقديم الإسعاف الأولي ونقله إلى المستشفى".
هذه الاعتداءات كما تقول الفقيه لا تؤثر على طاقم الإسعاف "لأن الإعاقة والمنع تؤثر على المرضى والمصابين بشكل عام، وهناك العديد من المرضى توفوا نتيجة عرقلة قوات الاحتلال لوصول سيارات الإسعاف، واكبر مثال على ذلك الشهيد في منطقة تل ارميدة في الخليل، قوات الاحتلال منعت سيارات الإسعاف من الوصول إليه ومنعت من تقديم العلاج له".
ونوهت أن الاعتداءات وعرقلة عمل طاقم الهلال الأحمر ليس بشيء جديد وخاصة المنع وتأخيرهم على الحواجز سواء في نقل المرضى لمستشفيات
الضفة أو القدس أو قطاع غزة، لكن خلال هذا الشهر كان هناك ارتفاع ملحوظ بعدد إصابات المسعفين وكذلك سيارات الإسعاف.
وأكد سائق سيارة إسعاف يوسف ديرية ما قالته الفقيه، وقال لـ"
عربي21": "في الفترة الأخيرة بدأ الاحتلال يستهدف سيارات الإسعاف بشكل مباشر واعتقال المصابين من سيارات الإسعاف؛ ويتم الاعتداء علينا بإطلاق النار بشكل مباشر ورش الفلفل بهدف تخويفنا وإرجاعنا عن تقديم الإسعاف للمصابين، فالاحتلال يتعامل معنا بطريقة همجية ووحشية".
وأوضح، "على حاجز حوارة جنوب نابلس تم إطلاق النار علينا قبل حوالي أسبوع وتم شتمنا بألفاظ نابية وتكسير زجاج السيارة".
أما مدير الإسعاف والطوارئ في نابلس عبد الحليم جعافرة، فقال إن هذه الممارسات تعد خرقا واضحا لأهم قواعد القانون الدولي الإنساني، المتمثلة في اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 بشأن حماية المدنيين زمن الحرب المنطبقة قانونا على الأرض الفلسطينية المحتلة، والتي أيضا كفلت حماية الأطقم الطبية المكلفة بالبحث عن المرضى والجرحى والمنكوبين، وإجلائهم، ونقلهم، وتشخيص حالتهم، وعلاجهم، وتقديم الإسعافات الأولية لهم، كذلك احترام كرامة وحياة السكان المدنيين في زمن الاحتلال الحربي.
وأكد في حديثه لـ"
عربي21"، أن العديد من المسعفين تعرضوا لهجوم من قبل جنود الاحتلال الذين تعمدوا رشهم بغاز الفلفل حين حاولوا إنقاذ أحد الشبان بعد تعرضه للدهس والضرب من إحدى آليات الاحتلال.
وأشار أن الاعتداءات على الأطقم الطبية ليس الأول، فقد تعرضت تلك الأطقم والمراكز الطبية، وسيارات الإسعاف، لأكثر من 200 اعتداء، من قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين، خلال شهر تشرين أول/أكتوبر.
وتتعمد قوات الاحتلال بحسب جعافرة، اقتحام المشافي وتعطيل عمل المسعفين، كما جرى ويجري في مستشفى المقاصد الخيرية بالقدس، فيما شهد أحد المشافي بنابلس بداية أكتوبر الجاري عملية اقتحام لوحدة إسرائيلية خاصة اعتقلت خلالها شابا مصابا.
ومع نهاية شهر تشرين أول/أكتوبر بلغ عدد الشهداء على مدار أيامه 72 شهيدا، و2130 مصابا، و1350 معتقلا.