قالت صحيفة الديلي تلغراف في افتتاحيتها إنها ترى بأنه ليس من الحكمة المخاطرة في علاقة
بريطانيا مع
السعودية لأجل تجنب بعض العناوين المحرجة.
وتقول الافتتاحية إن أندرو باركر، رئيس شعبة المخابرات العسكرية الداخلية (إم آي 5) قال في خطاب له في لندن ليلة الخميس إن البلاد تواجه أخطر تهديد مر عليها خلال خدمته في جهاز الأمن.
وأضافت "ديلي تلغراف" نقلا عن أندرو باركر إن "الإسلاميين يخططون لهجوم ينتج عنه عدد ضخم من الإصابات وأن البلاد بحاجة لأشد الرقابة والحذر، ولذلك فإن التوقيت الذي اختارته الحكومة للتسبب بخرق دبلوماسي مع أحد أهم حلفاء هذا البلد هوتوقيت سيئ وخاصة أن الحليف يقع ضمن منطقة ينبع منها هذا الخطر".
وتابع المسؤول البريطاني قائلا: "كما ننشر أخبارا اليوم بأن
ديفيد كاميرون تدخل لتلطيف جو العلاقات بين البلدين بعد أن نشر سفير السعودية في لندن مقالا في هذه الصحيفة يعكس فيه قلق بلاده من الطريقة التي يتم فيها تصوير السعودية في هذا البلد وقال فيه: "لن نقبل أن نتلقى محاضرات من أحد".
وكان أحد أسباب انزعاجه هو قرار وزير العدل، مايكل كوف، الانسحاب من المناقصة لعقد استشاري لمساعدة برنامج السجون السعودية، ويمكن القول بأنه كان علينا ألا ندخل في مثل هذا الترتيب من الأساس، ولكننا دخلنا وكانت سذاجة من الحكومة أن تتخيل أن تقوم بالانسحاب من العملية دون عواقب.
وتابعت لقد انتقد وزير الخارجية، فيليب هاموند كوف على انسحابه وأيدته رئاسة الوزراء في ذلك، ولكن يبدو أن رئيس الوزراء غير رأيه لاحقا عندما علم أنه سيتم جلد بريطاني يعيش في السعودية لامتلاكه الكحول، مع أنه سيفرج عنه قريبا.
وسجلت الصحيفة "لم يكن من الحكمة المخاطرة بالعلاقات مع واحد من أهم الشركاء في الخليج لتجنب بعض عناوين الصحف المحرجة، طبعا من المغري أن نذكر بلدا مثل السعودية بأننا في بلد ديمقراطي نستطيع أن نقول ما نريد وأن عليهم أن يتحملوا ذلك، ولكن على الحكومات أيضا أن تتعلم من الاعتبارات الإستراتيجية الأوسع وأن تتجنب جرح مشاعر الحلفاء الرئيسيين، وعلى هذا الأساس تم استقبال الرئيس الصيني شي جي بينغ في بريطانيا الأسبوع الماضي، وهو الأمر الذي لم يمر دون أن يلاحظ في الرياض.
وأوضحت أن "هناك تقارير تفيد أن رئيس الوزراء قدم للملك سلمان تطميناته الشخصية بأن العلاقة بين البلدين تبقى قوية، وغالبا ما سيتبع ذلك بزيارة للسعودية لإصلاح العلاقات، ومع وجود التهديدات الإرهابية كان يجب عدم الإضرار بهذه العلاقات من الأساس".