سياسة عربية

هل علّقت "جبهة النصرة" مشاركتها في "جيش الفتح"؟

"أبو حمزة الحموي" القيادي بـ"أحرار الشام": بعد انسحاب جند الأقصى، علقت النصرة مشاركتها بجيش الفتح - أرشيفية
أعلن قيادي في حركة أحرار الشام الإسلامية، تعليق تنظيم جبهة النصرة عمله مع غرفة عمليات "جيش الفتح" التي تستعد لبدء معركة حماة ضد النظام السوري والقوات الروسية.

"أبو حذيفة أحرار" أحد عناصر "لواء الإيمان" التابع لحركة "أحرار الشام"، نقل على لسان قائده "أبو حمزة الحموي"، أمير اللواء، قوله إن "جبهة النصرة قررت تعليق عملها".

ونقل "أبو حذيفة" على لسان "أبو حمزة" تأكيده ثبات "أحرار الشام" على موقفها من معركة حماة، مشيرا إلى أنهم "مصرون على دخول المعركة، ولو لم يبق سواهم في جيش الفتح".

وتابع قائلا: "أرجو من الله أن تعيد النصرة التفكير بالأمر، و العمل الجماعي خير من العمل الفردي مهما بلغت قوة الفصيل، وجيش الفتح هو خير مثال على ذلك".

وتواصلت "عربي21" مع أحد الإعلاميين في حركة "أحرار الشام"، حيث قال إن "النصرة ستحاول إعادة جند الأقصى لجيش الفتح، وإن لم يتمكنوا من ذلك، فسنكون أمام احتمالات عديدة ومفتوحة".

وتابع يقوله: "كل الفصائل مستعدة لمعركة حماة على عكس ما يروج له أنصار جبهة النصرة، لكن انسحاب جند الأقصى أحدث مشكلة بالنسبة للنصرة"، في إِشارة إلى وجود تنسيق مسبق بين الجماعتين بخصوص معركة حماة.

بدوره قال خالد أبو أنس، أحد مؤسسي حركة "أحرار الشام" تعليقا على نبأ تعليق "النصرة" مشاركتها بـ"جيش الفتح": "أحدثكم عن الإنجازات خارج جيش الفتح، النصرة لم تسيطر على تلة، الأحرار عجزت عن قرية، غرتكم قوتكم، ولم تعلموا أن سبب نصركم الاعتصام".

إلى ذلك، قلل عناصر من "جبهة النصرة" من خطورة الأنباء شبه المؤكدة عن تعليق العمل مع "جيش الفتح"، متوقعين أن يقوم قاضي الجيش الشيخ عبد الله المحيسني بحل الإشكال في اليومين المقبلين.

"عربي21" تواصلت مع مصدرين داخل "جبهة النصرة"، حيث نفى الأول صحة الأنباء عن تعليق العمل مع "جيش الفتح"، قائلا إن "انسحاب النصرة يعني تفكك جيش الفتح".

فيما قال الآخر، وهو مقاتل، إن "القيادة العامة للتنظيم لم تصدر أي قرار، لا تعليق، ولا انسحاب، وما حصل هو خلافات لأمور عدة، منها عدم جدية بقية فصائل جيش الفتح ببدء غزوة حماة".

ولم يستبعد المصدر صدور قرار وشيك من "النصرة" بتعليق عملها مع "جيش الفتح"، قائلا إن "ذلك يعد ضمن وسيلة ضغط على بقية فصائل الجيش لتتحرك بشكل جدي، وتبدأ معركة حماة، حيث إن النصرة هي أحد الأعمدة التي لا يمكن الاستغناء عنها في هذا الجيش".

وقال متابعون إنه "وفي حال تأكدت صحة خبر تعليق النصرة عملها مع جيش الفتح، فإن المعارضة السورية ستخسر أكبر قوة لها في الشمال، وتمهد للنظام السوري الروسي السيطرة على إدلب وحلب"، وفقا لمتابعين.

ولاحظت "عربي21" أنه وبالرغم من جميع ما سبق، إلا أن العلاقة الودية بين عناصر وأنصار "أحرار الشام"، و"النصرة" لا تزال في أوجها على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما أكده مصدرين من الطرفين لـ"عربي21"، حيث أوضحا أن العلاقة على الأرض بين عناصر التنظيمين وقيادتيهما، أقوى مما عليه في مواقع التواصل أيضا.

أنصار تنظيم الدولة -بدورهم- تغنوا بالخلاف الحاصل بين "جبهة النصرة"، وفصائل "جيش الفتح"، حيث كرروا المقولة التي يوردونها في كل خلاف يقع بين الفصائل الإسلامية، وهي "مباهلة العدناني شقت صفهم، وفرقتهم"، في إشارة إلى مباهلة "أبو محمد العدناني"، مع "أبو عبد الله الشامي" شرعي "جبهة النصرة"، التي دعا فيها العدناني الله أن يشق صف الفصائل "إن كانوا كاذبين".

وقال "يمني وأفتخر بإسلامي" أحد أبرز عناصر تنظيم الدولة في اليمن، ومن أشهرهم في "تويتر": "قلنا من قبل أن صحوات الشام المدعومة من المخابرات سوف ترجع إلى حضن النصيرية الذين ربوهم حتى يكونوا جيشا واحدا لقتال الدولة الإسلامية".

وتابع قائلا: "جيش الفتح يتمزق، بالأمس جند الأقصى، واليوم جبهة الجولاني، هذه هي نهاية جيش مرتبط بأجهزة المخابرات للداعمين".

فيما قال عبد الله بن محمد: "جبهة جولي أمامها ثلاثة خيارات، إما الانضمام للصحوات بعد توحدهم مع النصيرية، أو الانضمام للدولة، أو حرب شعواء من الصحوات عليها".

تجدر الإشارة إلى أن الشيخ عبد الله المحيسني القاضي العام لـ"جيش الفتح" أعلن قبل أيام استعداد كافة فصائل "جيش الفتح" لبدء معركة حماة، حيث وعد بأن تلحق حماة بإدلب، وجسر الشغور، والمناطق المحررة على يد فصائل "جيش الفتح".