وجه جهاديون سؤالا لتنظيم الدولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن مصير الدكتور الأردني سعد
الحنيطي، الذي يحمل شهادة الدكتوراه في التربية.
واختفى الحنيطي عن الأنظار منذ حوالي ثلاثة شهور، بعدما كان يغرد على حسابه الشخصي بـ"تويتر" من مدينة الرقة السورية عقب التحاقه بتنظيم الدولة في شهر تشرين أول/ أكتوبر الماضي.
وقال حساب "السياسي المتقاعد" المقرب من قيادات جهادية بارزة إن "أحد المطلعين على أسرار داعش أبلغني قبل فترة بأنهم قاموا بسجنه ومنعه من التواصل مع الآخرين، إلا أن الأخبار التي وصلت قبل أيام تفيد بمقتله، والله أعلم".
وتابع: "بعد انشقاقه وذهابه إلى جماعة الدولة، قاموا باستتابته، وجعلوه يعترف بأنه وقع بالردّة ثم يتوب منها، وأخباره منقطعة منذ زمن طويل وشكوك حول مصيره!".
بدوره، قال إسماعيل كلم "أبو محمد الفلسطيني" المقرب من قيادات جهادية أيضا إن "الحنيطي تم تهميشه بعد استتابته، حتى أنه كان يعيش أصعب أيام حياته، يتقلب بين أشواك الندم والخوف من سكاكين الخوارج".
وأضاف: "لقد نصحه المشايخ وحذروه من أنهم قد يذبحونه ويعلقون رأسه على أبواب الرقة، ولكنه ظن أنه سيكون المقدم عند ضباط البعث"، في إشارة إلى أن العديد من قيادات
تنظيم الدولة هم ضباط سابقون في عد صدام حسين.
وبالرغم من علمه الشرعي مقارنة بشرعيي التنظيم، إلا أن الحنيطي بقي معزولا عن أي منصب شرعي أو قيادي، بل أدخله التنظيم في دورة "استتابة من الردة"، عقب وصوله إلى الرقة.
ووصل الحنيطي إلى
سوريا في آذار/ مارس من العام الماضي؛ بغرض الإصلاح بين "
جبهة النصرة" وتنظيم الدولة، إلا أنه بعدما فشل في مساعيه بعد عدة شهور، عرض عليه "أبو محمد الجولاني" أن يصبح قاضيا شرعيا، ورئيسا لـ"دار القضاء" في الشمال السوري.
وقالت مصادر خاصة لـ"
عربي21" إن "تجاوزات الحنيطي بإصداره بيانات دون العودة لقيادة النصرة، دفعت بالأخيرة إلى إقالته من منصبه، وهو ما عجل بخروجه بالتحاقه بتنظيم الدولة".
ورغم ذيع صيته بين الجهاديين في الأردن على حساب منظرين جهاديين مثل عمر مهدي زيدان، إلا أن الأخير تم تنصيبه قاضيا شرعيا للتنظيم في الموصل، بينما غُيّب الحنيطي، ولا يُعلم مصير الحنيطي حتى الآن، وفقا للجهاديين.
وقضى سعد الحنيطي فترات طويلة في السجون الأردنية، قبل الإفراج عنه بكفالة، في آب/ أغسطس 2013، بعد تردي حالته الصحية بسبب إضرابه عن الطعام.