انتقدت صحيفة "بهار"
الإيرانية لأول مرة التدخل العسكري الإيراني في
سوريا، وقالت في كلمتها حول هذا التدخل بأن التطورات العاجلة التي حدثت في ميادين القتال على الأراضي السورية سببت في ارتفاع عدد القتلى الإيرانيين هناك، وأصبح هذا العدد من القتلى الإيرانيين يرتفع يوما بعد يوم بسبب التواجد العسكري الإيراني في سوريا."
وقالت صحيفة بـهار: إن "القتلى الإيرانيين في سوريا أغلبهم من القيادات العسكرية والقوات المتطوعة للمشاركة في الحرب السورية، وبحسب أقوال الجهات الرسمية والمسؤولين الإيرانيين فإنه في الأغلب كان تواجد العسكريين الإيرانيين فقط لتقديم الاستشارات العسكرية للجيش السوري، ولكن نرى بأن الذين قتلوا من القيادات الإيرانية في سوريا أغلبهم سقطوا في وسط جبهات القتال الحامية بمدينة حلب".
وأضافت الصحيفة الإيرانية: صحيح أن التطورات السريعة التي حدثت بعد التدخل العسكري الروسي في سورية يعتبر عاملا أسياسيا في تعزيز موقع محور روسية ـ حزب الله ـ إيران في سورية، ولكن بعد هذا التدخل نشاهد ارتفاع عدد القتلى الإيرانيين بشكل كبير وملحوظ في سوريا، وهذا يؤكد أن القوات المعارضة لبشار
الأسد حصلت على دعم تسليحي ولوجستي كبير من بعض الدول الإقليمية والدول الداعمة للثورة في سوريا"
وتوقعت صحيفة "بهار" عدم حل الأزمة السورية في الوقت القريب بسبب ارتفاع سقوط القتلى الإيرانيين، وأيضا التدخل الروسي في سوريا وقالت: -يتوقع في الوقت الحالي لطالما أن الحلول العسكرية هي المتقدمة على الحلول السياسية من قبل جميع الأطراف المتنازعة في سورية- لن نرى أفقا جديدا لحل هذه الأزمة في البلاد وأن الأزمة السورية سوف تصبح أكثر تعقيدا ولا يوجد أي بصيص أمل لإنهاء هذه الحرب في ظل استمرار الوضع على هذا الحال هناك."
وانتقدت الصحيفة بشدة تمسك إيران ببشار الأسد وقالت: الإستراتيجية الإيرانية لحماية بشار الأسد ثابتة على ركيزتين أساسيتين، وتقول إن الحفاظ على بشار الأسد يبعد أولا: التهديدات الأمنية من الحدود الإيرانية ثانيا: إن وجود بشار الأسد يحافظ على محور المقاومة بقيادة إيران في المنطقة، ولكن هذه التبريرات لا يمكن لإيران أن تصدر من خلالها مجوزا وقرار رسميا للحفاظ على بشار الأسد في سوريا وأن يكون بشار الأسد هو الخط الأحمر لإيران هناك، لأن كل دول العالم اليوم ليس لديها مصالح أبدية أو صديق أو عدو أبدي هكذا هي السياسية".
وقالت "بهار" إذا كانت مصالح إيران في سورية تقتضي الحفاظ على محور المقاومة في المنطقة تستطيع أن تحافظ على هذه المصالح والمحور من خلال دعمها للحكومة السورية الجديدة بدون بشار الأسد ومن المستحيل أن نتصور أن الحكومة السورية الجديدة والبديلة لبشار الأسد أن تكون لديها علاقات من إسرائيل للإضرار بهذا المحور في المنطقة".
واختتمت صحيفة "بهار" كلمتها منددة بوضع الخطوط الحمر من قبل
النظام الإيراني للحفاظ على بشار الأسد في الرئاسة السورية وقالت: وضع خطوط حمر للأزمة السورية من شأنها أن تسد الطريق لإيجاد أي حل سياسي أو تصبح عقبة للوصول إلى حلول سياسية في البلاد. وتصبح الأزمة السورية أكثر تعقيدا من قبل والقول إن "بشار الأسد لا يمكن دعمه والوقوف بجانبه من قبل إيران للأبد" يعتبر هذا هو المنطق الصحيح والموقف الصحيح والمنطقي الذي ممكن أن نأخذه ونتبناه في ظل التطورات الميدانية في سوريا.