قال حسين أمير
عبداللهيان، مساعد وزير الخارجية
الإيراني، إن بلاده زادت من عدد المستشارين العسكريين في
سوريا، وذلك للمساعدة في هزيمة "الإرهاب".
ونقل محرر شؤون الشرق الأوسط في صحيفة "الغارديان" إيان بلاك عن المسؤول الإيراني نفيه وجود "قوات برية إيرانية" في سوريا، لكنه أكد وجود مستشارين عسكريين إيرانيين يقدمون النصح والاستشارة للقوات السورية.
ونفى التقارير التي تحدثت عن إرسال طهران آلافا من الجنود إلى سوريا، علما بأن غالبية هؤلاء هم من عناصر المليشيات الشيعية من العراق وأفغانستان ومناطق أخرى.
وكان بلاك يتحدث مع عبداللهيان أثناء زيارة له إلى لندن، حيث هاجم المملكة العربية السعودية التي تعتبر المنافس الإقليمي الأكبر لإيران في المنطقة، والداعم الرئيس لقوات المعارضة السورية.
وقال إن "سياساتها الراديكالية" هي التي شجعت على ظهور تنظيم القاعدة والدولة الإسلامية في العراق والشام.
وقال إن "القتال ضد الإرهاب في سوريا قد زاد، واتخذت روسيا الخطوات لمواجهة داعش".
وأضاف أمير عبداللهيان: "لقد قررنا زيادة عدد المستشارين العسكريين في سوريا للمساعدة في مقاومة الإرهاب، ويظل عدد الضباط والمستشارين ليس مهما، لكن المهم هي الإرادة التي لا تتزعزع في القتال ضد الإرهاب".
وأضاف المسؤول الإيراني البارز أن "الأعداد تتناسب مع قدراتنا ومطالب الحكومة السورية، ولو احتاج الأمر فإننا سنقدم نفس الخدمات الاستشارية مثل أصدقائنا الروس".
ويقول بلاك، إن إيران حاولت أن لا تظهر علنا في الحرب الأهلية السورية، لكنها تغير على ما يبدو استراتيجيتها بعد ظهور الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني وهو يخطب أمام مجموعة من المقاتلين في مدينة اللاذقية الساحلية.
ونفى أمير عبد اللهيان، السيناريو الذي تحدث عنه بعض الدبلوماسيين حول أن إيران هي التي طلبت التدخل الروسي المباشر لأنها خشيت من انهيار نظام بشار
الأسد، خاصة بعد اعترافه بخسارة جنود ومناطق، وقال: "نؤمن بأن الجماعات المسلحة حتى في الأوقات الصعبة لم تكن قادرة ولن تكون قادرة على الإطاحة بالحكومة السورية".
ووصف إيان بلاك، أمير عبداللهيان، بالرجل الذي يتقن العربية جيدا، وهو المسؤول عن الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية.
وينظر إليه كمتشدد أكثر من مسؤوله الأعلى وزير الخارجية محمد جواد ظريف، الذي قاد المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني.
ورفض أمير عبداللهيان، تصريحات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير التي قال فيها إن سوريا "هي أرض محتلة إيرانيا"، قائلا إن "السعوديين يحتلون اليمن"، حيث يقودون حملة عسكرية ضد المتمردين الحوثيين لإعادة الحكومة المعترف بها دوليا إلى العاصمة صنعاء.
وقال إنه "بناء على واقع محاولات السعودية ولسبعة شهور، احتلال اليمن باستخدام القوة، فإنه عندما يتعلق الأمر بسوريا فليسوا في وضع مناسب لإطلاق تعليقات كهذه".
وقال أمير عبداللهيان: "أقترح على الجبير التفكير بالتعاون والتصرف الإيجابي في المنطقة بدل تحميلنا المسؤولية".
وقال إن "سوء إدارة" السعوديين كانت وراء وفاة أعداد كبيرة من الحجاج بمن فيهم 500 حاج إيراني في كارثة الحج الشهر الماضي.
وقال أمير عبداللهيان، إنه عقد محادثات بناءة مع مسؤولة السياسات الخارجية للاتحاد الأوروبي في بروكسل من أجل التوصل لحلول في سوريا؛ فالعلاقات مع دول الاتحاد الأوروبي وثيقة، وأفضل من العلاقة مع الولايات المتحدة المتشككة.
ويعتبر أمير عبداللهيان أكبر مسؤول إيراني بارز يزور
بريطانيا منذ عقود بعد فتح سفارتي البلدين.
وقال المسؤولون الأمريكيون إن إيران ستكون جزءا من مجموعة اتصال دولية حول سوريا، وهي ليست جزءا من أي مجموعة دولية تتعامل مع الأزمة هناك.
وخلافا لبقية الدول، فإن إيران لا تدعم مبادئ "جنيف-1" عام 2012 والتي دعت إلى عملية انتقال سياسي تفضي لرحيل الأسد.
وعلق أمير عبداللهيان بالقول: "الدور الذي سيلعبه الأسد في أي عملية سياسية مهم"، وأضاف: "نحن لا نعمل من أجل أن يبقى الأسد في السلطة، كرئيس وللأبد، لكننا ندرك دوره في محاربة الإرهاب والوحدة الوطنية للبلاد، والشعب السوري هو الذي لديه القول النهائي وسنوافق على أي قرار يتخذه".
وقال بلاك إن مسؤولا تحدث في خلفية المقابلة بلهجة لاذعة ضد النظام السعودي ومملكة البحرين.