تزايدت موجة الانتقادات التي يوجهها صحفيون وكتاب
مصريون إلى رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي عقب كارثة غرق الإسكندرية (العاصمة الثانية لمصر) تحت الأمطار، وعدم القدرة على شفط المياه، نتيجة خلل شبكة الصرف، ما أدى إلى مصرع ثمانية مواطنين، وخسائر بعشرات الملايين من الجنيهات، سواء في ممتلكات الدولة أو المواطنين.
والأمر هكذا، دعا الكاتب الصحفي، لؤي الخطيب، السيسي إلى التأكد من سلامة بالوعات الصرف في أنحاء مصر، أولا، قبل "النووي"، والمشروعات القومية الكبرى، التي أعلن عنها السيسي، على حد قوله، كي لا تتكرر حادثة الإسكندرية في محافظات أخرى خلال الشتاء المقبل.
جاء ذلك في مقاله بعنوان: "بلاها مشروعات كبرى.. اعملوا بثمنها بالوعات"، بجريدة "المقال"، الثلاثاء، حيث تساءل: "هل يمكن الحديث عن مشروعات الكبرى، بينما تغرق مصر في شبر ماء؟"، وفق تساؤله.
وفي مقاله، قال لؤي الخطيب: "منذ أن تولى الرئيس السيسي مسؤولية الحكم، ونحن نتحدث كثيرا عن المشروعات الكبرى، من قناة سويس إلى عاصمة إدارية إلى مليون ونصف مليون فدان أرض زراعية، وغيرها.. لكننا لا نخصص نصف هذا الوقت للحديث عن إيجاد حلول لشبر ماء يهل علينا كل عام كم مرة فينتج عنه شلل الشوارع بالكامل".
وأضاف قائلا: "هذه المشكلة التي أصبحت -من فرط تكرارها- نكتة تتناقلها الألسنة بأن مصر تغرق في شبر ماء، ومع ذلك لم نسمع عن إيجاد حلول، وقس على ذلك مشكلاتنا التي لا تجد حلولا وسط حديثنا عن مشروعات كبرى".
واستطرد قائلا: "في حادثة كسيول الإسكندرية.. أنت لا تحتاج لعاصمة إدارية جديدة لكي تحل أزمتها، ولا لمليون ونصف المليون فدان، أنت تحتاج لبالوعات.. تخيل حينما تكون أزمتك في بالوعة، وتخيل حينما تشاهد القوات المسلحة، وهي تشفط المياه من الشوارع.. حتى شفط المياه فشلت فيه المؤسسات المدنية".
وحذر الخطيب من أن "ما شاهدناه في الإسكندرية كان جزءا من الخريف، وليس جزءا من الشتاء، وبعبارة أدق، قد يكون الأسوأ قادما.. فما الذي سنفعله إذا كنا شاهدنا هذه المأساة بعد تحذيرات عديدة من الأرصاد.. يعني: لم تكن مفاجأة"، وفق قوله.
وأردف قائلا: "لعل من المضحكات المبكيات أن السبب وراء تولي
هاني المسيري مسؤولية محافظة الإسكندرية كان أصلا غرق بعض شوارعها بمياه المجاري بعد عهد اللواء طارق المهدي هو السبب الرئيسي لتغييره فيما بعد، كأن المياه في الإسكندرية لعنة على المحافظين".
واستدرك متسائلا: "لكن، هل فعلا المشكلة في المياه؟".
وتقدم محافظ الإسكندرية، هاني المسيري، باستقالته من منصبه مساء الأحد، بعد الانتقادات الحادة التي وجهت له بسبب غرق شوارع المحافظة بمياه الأمطار وعجز المسؤولين عن حل الأزمة، التي أسفرت عن مصرع ثمانية أشخاص بينهم طفلان.