كشفت صحيفة "الأخبار"
اللبنانية، المقربة من
حزب الله، نقلا عن مصادرها، أن زيارة رئيس النظام السوري بشار الأسد سيتبعها وصول مسؤولين عسكريين روس بمستويات مرتفعة إلى دمشق، قريبا.
واعتبر رئيس تحرير الصحيفة
إبراهيم الأمين، في افتتاحيتها الخميس، أن زيارة الأسد "صفحة جديدة" في الأزمة السورية، مشيرا إلى أنها تمثل "حصانة روسية" للأسد، وهو ما سيسعى الغرب وداعمو الثورة إلى التثبت منه في اللقاء المقبل الجمعة، بحسب الأمين.
سياسيا، أشار الأمين إلى أن الزيارة تمثل "تثبيتا للتحالف القائم بين دمشق وحلفائها الإقليميين والدوليين"، ثم يستهدف خلق مناخات جديدة تتيح الذهاب نحو حل سياسي "واقعي، يقوم على حقائق اللحظة، وليس على بيانات وتصورات ما سبق من سنوات"، على حد تعبيره.
واعتبرت "الأخبار" أن لقاء وزراء الخارجية في جنيف الجمعة سيبحث "إقرار الطرف الآخر (في إشارة إلى قطر والسعودية وأمريكا) بأولوية مكافحة الإرهاب على أي أمر آخر، وهو ما سيجعل البحث في تفاصيل الملف السياسي غير ممكنة الآن"، مشيرا إلى تصريحات الكرملين بأن "التسوية السياسية تنطلق بعد الانتهاء من مكافحة الإرهاب".
وكشف الأمين أنه "من المتوقع أن يزور دمشق مسؤولون روس من مستويات رفيعة جدا، ويرجّح أن يكون هؤلاء من الجناح العسكري لموسكو"، موضحا أن مهمتهم ستكون "ليس تفقد القوات الروسية العاملة في
سوريا فقط، بل الوقوف على حاجات هذه القوات، وعلى حاجات الجيش السوري للقيام بعمليات برية ناجحة، تحاكي ما يُنجَز من خلال الحملة الجوية للطيران الروسي"، مشيرا إلى أنها "ستترافع مع لقاءات مستمرة مع الحرس الثوري الإيراني وحزب الله".
وأضاف أن "موسكو حسمت قرارها بفتح مخازنها العسكرية، لتوفير كل ما تحتاجه المعركة ضد الإرهاب في سوريا"، موضحا أننا سنكون "أمام مرحلة تعزيز سلاح الجو الروسي، سواء لناحية المقاتلات الحربية بمختلف أنواعها، وما يلازم هذه الخطوة من تزويدها بالذخائر المناسبة لمواجهة مقرات وقواعد ومخازن السلاح للمجموعات المسلحة، أو لناحية المروحيات القتالية، التي يفترض أن تلعب دورا أساسيا في مواكبة مباشرة لكل العمليات البرية التي ستكون أمام مستوى جديد في وقت قريب".
وتابع الأمين بأن "المعلومات تؤكد جاهزية وحدات جديدة جرى تجهيزها خلال الشهرين الماضيين، لتولي مهمات عسكرية هجومية، وهو ما يترافق مع تعزيز حلفاء دمشق في لبنان والعراق وإيران، الحضور المباشر لقواتهم البرية".
وأخيرا، فإن الزيارة تكشف "العمل على إعادة ترميم الجيش السوري، ومعالجة الثُّغَرات التي قامت بسبب الحرب الكبيرة التي تشن ضده منذ انطلاقة الأزمة"، موضحا أن هذه العملية "تأخذ جوانب عديدة، بينها ما يتعلق بهيكلية الجيش التي تتناسب وطبيعة المعارك المقبلة، وما يتعلق بإعداد وحدات نخبوية للاقتحام، وتعزيز قوات التثبيت، مع ما يتطلب ذلك من توفير دعم لوجستي ضخم، لناحية العدة والأسلحة والذخائر، ورفع مستوى التدريب في الجانب الاستخباراتي الذي يلعب في جبهة الشمال الحالية دورا مركزيا في مواجهة المجموعات المسلحة"، بحسب تعبيره.