علّق زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي، وليد
جنبلاط، على نشره صورة مركبة للرئيسين حافظ الأسد وفلاديمير بوتين في اليوم التالي لعودته من السعودية بالقول: "أحب التنكيت، لكن جبهة الممانعة لا تحب التنكيت"، مشيرا إلى أن الصورة "النكتة" وصلت إليه مشغولة بالفوتوشوب.
وفي مقابلة مطولة لجنبلاط، مع صحيفة "الأخبار" المقربة من
حزب الله، قال إن زيارته الأخيرة للمملكة العربية السعودية لم تكن تحمل أبعادا، مشيرا إلى أنه "طلب موعدا بعد وفاة الملك عبدالله، أعطونا الموعد وذهبنا"، كما قال: "أعرف الملك سلمان جيدا منذ كان أميرا على منطقة الرياض، وهو كان يعرف والدي، والتقيت الأمير محمد بن سلمان، وكانت زيارة في غاية الودّ"، موضحا أن "السعوديين حريصون على استقرار
لبنان"، بحسب قوله.
وحول لقائه بالرئيس سعد الحريري، قال جنبلاط للصحيفة: "ما حكينا شيء. الأمور مغلقة. هذا رأيي"، مشيرا إلى أن التوصل إلى رئيس في لبنان يحتاج إلى معادلة إقليمية أسماها "السعودية - إيران".
واعتبر جنبلاط أنه "عندما يقول الإيرانيون أنهم مع ما يتفق عليه اللبنانيون يعني ذلك أنهم لا يريدون هذا الأمر في الوقت الحاضر"، معتبرا أن إيران "غير مستعجلة في موضوع الرئاسة قبل رفع العقوبات عنها ودخول الاتفاق حيز التنفيذ، محذرا من غياب رئيس للبنان، لأن ذلك يدخل في "حلقة الخطر على الدولة، وليس من مصلحة أحد، سواء السعودية أو ايران أو غيرهما، أن تصل الأمور في لبنان إلى مرحلة اهتراء الدولة، كما نشهد حاليا".
وأكد جنبلاط أنه "ليس مع الثورة في
سوريا"، موضحا أنه "عندما بدأت الثورة السورية السلمية اعتقد فريق 14 آذار بأن مصير الأسد سيكون كمصير بن علي وحسني مبارك"، مشيرا إلى أنه قال في وقت سابق إن "هذا لن يحصل، لأنني أعرف تركيب النظام"، معتبرا أنه بدخول الثورة عامها الخامس، فإن "سوريا تدمر، ولم ينتصر أحد، ولا خط بياني واضح حول مستقبل سوريا".
أما حول التدخل الروسي والأمريكي في سوريا، فقال إن أمريكا وروسيا "ينسّقون عملاتيا في الطلعات الجوية لتلافي الحوادث"، مستدركا وجود خلاف ظاهري أميركي - روسي "من بعيد"، وسط "عتب" للأمريكيين على العبادي بسبب غرفة العمليات الروسية الإيرانية السورية العراقية، التي لا يعرف جنبلاط "شو رح يطلع منها"، على حد قوله.
وأشار جنبلاط إلى أنه لا يتوقع "ردا على الهجوم الروسي"، معتبرا أن "الأمريكي أساسا بات على مسافة من المنطقة، إذ يتوجه الأمريكيون اليوم إلى الشرق الأقصى، خصوصا أن مصالحهم النفطية في المنطقة غير مهددة. وخير دليل على ذلك إصرار باراك أوباما على الوصول إلى صفقة النووي مع ايران"، بحسب قوله، مؤكدا أن الروس لم يصلوا إلى تنظيم الدولة، بل ضربوا فصائل الثوار في سوريا، من جبهة النصرة، إلى الجيش الحر.
وقال جنبلاط إن "النصرة بينهم سوريون، وظلم النظام دفع المواطن السوري إلى النصرة"، مشيرا إلى أنه "حتى في داعش، هناك بيئة حاضنة سورية، فليس كل داعش من الأجانب"، موضحا أن "هناك بقايا البعثيين العراقيين وهناك ترابط قبلي - عشائري، هذه الحاضنة أتت في العراق من حكم أقلية حزب البعث وأهل تكريت قبل أن تنتزع السلطة منهم في 2003، وفي سوريا هناك أيضا أقلية حاكمة مركّبة من النظام والطائفة وبقايا البعث"، بحسب قوله.
وحول محاولاته لخروج الثورة في جبل الدروز في سوريا، قال جنبلاط: "حاولت أن ينتفض الدروز ضد النظام، ولكن تبين أن لا وجود لي في جبل العرب"، مشيرا إلى أن "الشيخ البلعوس شكّل خطرا على النظام؛ لأنه دعا من رفضوا الخدمة العسكرية إلى أن يقاتلوا فقط دفاعا عن الجبل لا أن يموتوا في مناطق أخرى، لأنه حتى الآن سقط نحو 1600 قتيل درزي في الجيش السوري في حلب وحمص ومناطق أخرى".
وقال جنبلاط إن "هناك شيئا جديد يرسم في المنطقة، وليس واضحا بعد، ولا يمكن تبسيطه على أنه صراع سعودي - إيراني"، موضحا أن "هناك دورا لدول أخرى، وليست الدول اليوم وحدها الفاعلة، إذ إننا نشهد تحولات في الكيانات باتت معها المليشيات دولا، فداعش دولة، وحزب الله وحماس أيضا. هناك شيء جديد يُرسم ليس واضحا بعد.