قالت صحيفة "التايمز" البريطانية إن المنطقة التي تقع في شمال شرق سوريا والتي أعلنها الأكراد السوريون منطقة للحكم الذاتي، تخطط لفتح ممثلية دبلوماسية لها في موسكو، وسط إشارات عن التقارب الشديد بين
روسيا والأكراد الذين ترى فيهم الولايات المتحدة أهم حلفاء لها في الحرب ضد تنظيم الدولة.
وقالت الصحيفة إن دفء العلاقات بين الكرملين والأكراد سيقلق
تركيا والولايات المتحدة التي دعمتهم بالعتاد والأسلحة. ولم يستطع الأكراد هزيمة قوات تنظيم الدولة إلا بمساعدة من الطيران الأمريكي وإنزال لكميات من الأسلحة التي استخدمها المقاتلون التابعون لما تعرف بقوات الحماية الشعبية.
وتتهم تركيا قوات الحماية الشعبية التابعة لحزب الإتحاد الديمقراطي الكردستاني بأنها فرع لحزب العمال الكردستاني "بي كا كا" والذي تخوض معه حرب بعد انهيار محادثات السلام هذا الصيف. ورغم اعتبار تركيا والولايات المتحدة "بي كا كا" مجموعة إرهابية إلا أن واشنطن تعاونت مع الحماية الشعبية.
وقالت الصحيفة البريطانية في تقرير ترجمته "
عربي21"، إن "ممثلين عن حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني وحزب الشعوب الديمقراطي الذي يتزعمه صلاح الدين دميرطاش التقوا مسؤولين في موسكو يوم الأربعاء وناقشوا فتح ممثليات هناك. وجاء اللقاء بعد ساعات من زيارة الرئيس السوري لموسكو واجتماعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين".
وكانت روسيا قد تدخلت عسكريا في روسيا قبل ثلاثة أسابيع حيث تحدث قبل ذلك بأيام أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إن نظام الأسد والمقاتلين الأكراد هما أهم قوتين فاعلتين ضد تنظيم الدولة في العراق وسوريا.
وأعلنت روسيا هذا الأسبوع عن موقفها من "بي كا كا"، حيث قالت إنه ليس جماعة إرهابية وهو ما فتح الباب أمام حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني وحزب الشعوب الكردية لزيارة موسكو.
وأوضحت أنه "مع ذلك فإنه لا تزال روسيا تركز في حملتها السورية على جماعات المعارضة السورية التي ترى الولايات المتحدة في بعضها معتدلة وتقدم لها الدعم العسكري واللوجيستي".
وكانت المقاتلات الأمريكية قد أنزلت في الأيام القليلة الماضية كميات من الأسلحة والذخيرة. وكان الرئيس الروسي يأمل بتعاون مع واشنطن في الحملة ضد تنظيم الدولة الإسلامية ضمن تحالف دولي واسع.
وقالت آسيا عبدالله التي تدير حزب الاتحاد الديقمراطي بالتعاون مع صالح مسلم، إن جزءا من الوفد الذي زار موسكو من الأكراد وأثنت على الغارات الروسية ورحبت بتعاون وثيق معها. ونقلت وكالة الأنباء الروسية إنترفاكس: "نحيي الغارات الجوية الروسية ضد الإرهابيين ونحن بحاجة للتعاون مع القوى الصحيحة داخل سوريا وكذا القوى الدولية لمواجهة التهديدات هذه". وقالت إن مكتب التمثيل سيعمل على تقريب العلاقات بين روسيا والأكراد.
وأشارت الصحيفة إلى أنه طالما اتهمت فصائل المعارضة السورية الرئيسية الحزب الكردي في شمال شرق سوريا بالتعاون مع الأسد، حيث منحهم الأخير حكما ذاتيا عندما سحب قواته من المناطق التي تسكن فيها غالبية كردية.
وأعلن الأكراد الأربعاء عن ضم بلدة تل أبيض لمنطقة الحكم الذاتي، ما يعني ضمها فعليا للكانتون الكردي. وشجبت الجماعات العربية الخطوة وبالتأكيد ستزيد من المخاوف الكردية. وكانت قوات الحماية الشعبية قد أخرجت مقاتلي تنظيم الدولة منها في شهر حزيران/ يونيو وبدعم جوي من الطيران الأمريكي.
ويقول المسؤولون الأكراد إنهم يتعاونون مع روسيا كحليف في الحرب ضد الإرهاب. ونقلت عن ما يطلق عليه وزير خارجية كانتون كوباني، إدريس نصار: "استهداف المدنيين ليس مقبولا بالنسبة لنا ونحاول حمايتهم"و "لكن هناك قوى في سوريا مثل تنظيم الدولة تحاول إقامة الخلافة ونتعامل معهم كإرهابيين".