أحرزت قوات النظام السوري تقدما جديدا في شمال البلاد مدعومة بغطاء جوي روسي بالتزامن مع معارك عنيفة متواصلة في الوسط، في وقت أعلن فيه المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل ثلاثة قياديين في جبهة النصرة بغارة جوية من دون تحديد هوية الطائرات.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، السبت: "تمكنت قوات النظام والمسلحون الموالون بدعم من مقاتلين إيرانيين ومن حزب الله اللبناني، وبغطاء جوي روسي، من التقدم في ريف حلب الجنوبي، حيث سيطرت صباح اليوم على عدد من التلال والمزارع وثلاث قرى".
وتخوض قوات النظام بحسب المرصد "اشتباكات عنيفة ضد مقاتلي الفصائل على مشارف بلدة الحاضر" الواقعة غرب مدينة السفيرة التي ينطلق منها النظام لشن هجومه.
ووفق عبد الرحمن، فإن سيطرة قوات النظام على هذه البلدة "تجعل خطوط إمداد النظام من وسط
سوريا إلى حلب آمنة، كما أنها تخوله رصد واستهداف خطوط إمداد الفصائل في المنطقة".
وتحدث المرصد عن نزوح قرابة ألفي عائلة من ريف حلب الجنوبي جراء الاشتباكات والقصف الجوي الذي أوقع 17 قتيلا من الفصائل وثمانية من قوات النظام والمسلحين الموالين لها.
وأشار مسؤول أمريكي الجمعة إلى وجود "نحو ألفي" مقاتل ينتمون إلى قوات إيرانية أو مجموعات من حزب الله أو مقاتلين عراقيين، يشاركون في الهجوم في جنوب شرق حلب.
وتحدثت صحيفة الأخبار اللبنانية القريبة من دمشق في عددها الصادر السبت عن "تكامل مسار العملية التي انطلقت، الجمعة، مع معارك حماة واللاذقية سعيا إلى تحقيق هدف أساسي وهو عزل إدلب"، المحافظة الواقعة في شمال غرب سوريا والتي تسيطر عليها بالكامل ومنذ أشهر عدة فصائل منضوية في إطار "جيش الفتح" أبرزها جبهة النصرة.
على جبهة ريف حلب الشرقي، تخوض قوات النظام اشتباكات عنيفة ضد
تنظيم الدولة في الريف الشرقي، في إطار "محاولتها التقدم نحو مطار كويرس العسكري المحاصر" من تنظيم الدولة منذ أيار/ مايو، وفق المرصد.
وقال مصدر عسكري، السبت إنه "بات
الجيش السوري على بعد ستة كيلومترات من المطار".
في وسط البلاد حيث بدأت قوات النظام عملية برية واسعة بإسناد جوي روسي الخميس، قال المرصد إن "الطيران الحربي الروسي نفذ منذ صباح اليوم تسع غارات على الأقل استهدفت مدينة تلبيسة ومحيطها في ريف حمص الشمالي" حيث تدور اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والفصائل المقاتلة.
وتسيطر فصائل إسلامية ومقاتلة على تلبيسة منذ العام 2012، وفشلت محاولات قوات النظام استعادتها منذ ذلك الحين. وتكمن أهميتها في أنها تقع على الطريق الرئيس بين مدينتي حمص وحماة.
وأحصى المرصد مقتل 72 شخصا، بينهم 31 طفلا ومواطنة و19 مقاتلا، خلال الـ48 ساعة الماضية في ريف حمص الشمالي "جراء قصف الطيران الحربي الروسي والقصف المكثف لقوات النظام".
في محافظة اللاذقية، أفاد المرصد عن غارات نفذتها طائرات حربية روسية، صباح السبت، على مناطق عدة في جبل الأكراد.
وفي ريف دمشق، تعرضت مناطق عدة في الغوطة الشرقية، أبرز معاقل الفصائل في محافظة دمشق، لغارات كثيفة ترافقت مع قصف مدفعي وصاروخي، من دون أن يتضح ما إذا كانت الطائرات روسية أم سورية، وفق المرصد.