في الوقت الذي تشهد المحافظات الكردية شمال
العراق، حالة من التوتر الشديد على خلفية أزمتي الرئاسة، والعجز عن توفير رواتب الموظفين في الإقليم الكردي، تسعى بعض القوى الشيعية والمسلحة منها على وجد التحديد، لاستغلال هذه الفرصة من خلال التهديد بمواجهة مسلحة في مدينة
كركوك التي بسط
الأكراد سيطرتهم التامة عليها العام الماضي.
وظلت المدينة محل نزاع بين الإقليم الكردي والحكومة المركزية منذ سقوط نظام صدام حسين عام 2003، بالنظر إلى الاحتياطي النفطي الذي تمتلكه. ومع تراجع القوات العراقية بالتزامن مع تمدد تنظيم الدولة العام الماضي، دخلت القوات الكردية المدينة بحجة حمايتها من التنظيم.
وطالبت مليشيا
الحشد الشعبي رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بإنهاء سيطرة القوات الكردية (البيشمركة) على مدينة كركوك، متوعدة الأكراد الذين وصفتهم بـ"عملاء إسرائيل" بهزيمة ساحقة في المدينة المتنازع عليها بين الحكومة المركزية في بغداد وإقليم
كردستان الذي يتمتع بحكم شبه مستقل.
وأكدت مليشيا الحشد الشعبي عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، دعمها الكامل للعبادي، في أي عمل عسكري يقوم به لاستعادة كركوك.
وأضافت المليشيا أنها ستتحرك قريبا جدا لـ"تحرير" المدينة، في حال عدم قيام العبادي بهذا الأمر، متوعدة "عملاء إسرائيل بالسحق ونيل جزائهم العادل"، في إشارة إلى الأكراد.
ويأتي التصعيد الحالي بعد أنباء عن منع القوات الكردية مئات من المقاتلين الشيعة المنضوين في الحشد الشعبي من دخول مدينة كركوك، التي تشهد عمليات عسكرية مستمرة بين الأكراد وتنظيم الدولة.
وبالرغم من التصريحات المستمرة لزعماء الحشد عن التنسيق المستمر، والسعي للاتفاق مع القوات الكردية، إلا أن قيادات الأخيرة تؤكد قدرتها على القتال في محيط مدينة كركوك دون الحاجة إلى مساندة المليشيات الشيعية.
ورأى المحلل السياسي الكردي، نوزاد مصطفى، أن الفصائل الشيعية تستخدم قتال تنظيم الدولة ذريعة لدخول المدينة، التي بسط الأكراد سيطرتهم عليها بعد انسحاب قوات الجيش العراقي منها، عقب استيلاء التنظيم على مدينة الموصل في حزيران/ يونيو 2014.
وقال مصطفى في تصريح خاص لـ"عربي21" إن مليشيا العصائب المنضوية ضمن الحشد الشعبي، باتت تحتفظ بأكبر تواجد لمجموعة شيعية مسلحة في مدينة كركوك، ونظمت مؤخرا استعراضا عسكريا، قوبل برفض واستهجان السكان الأكراد في المدينة ذات المخزون النفطي الكبير.
وأضاف مصطفى أن الحديث عن التنسيق بين الجانبين الكردي والشيعي في كركوك هو أمر مستبعد، في ظل ممارسات المليشيات الشيعية المتكررة، التي عمدت مؤخرا إلى اختطاف مجموعة كبيرة من المسافرين والسائقين الأكراد العاملين على الطريق بين بغداد وكركوك ، مبينا أن الأكراد باتوا يمتنعون عن السفر إلى العاصمة بغداد بسبب هذه الأعمال الإجرامية، بحسب قوله.
وكان الأمين العام لمليشيا العصائب، قيس الخزعلي، قد تحدى رئيس الوزراء العراقي وحكومته بتحريك جندي كردي واحد، وقال إن إقليم كردستان لا يمت بصلة إلى الأصول العراقية، وأن شعبة وقياداته لا يعترفون بالعراق وحكومته، سواء كان ذلك في داخل الإقليم أو خارجه، وفق قوله.