ألغت السلطات
المصرية "ماراثونا" للجري مسافة 21 كيلو مترا، كان مقررا أمس الجمعة، بمنطقة الأهرامات، وظهر
السيسي في فعالياته، قبل ستة أشهر، تحت اسم "
ماراثون نصف القاهرة"، والتقطت له صور مع عدد من المشاركين فيه.
وقالت الصحف المصرية الصادرة وقتها (الجمعة 17 نيسان/ أبريل 2015) إن السيسي صادف مروره بمسار السباق، قيامه بزيارة مفاجئة للكلية الحربية، حيث كانت مجموعة من الشباب تنظم "ماراثونا"، بهدف التوعية بضرورة الانتباه إلى الطريق أثناء القيادة، وعدم تجاوز السرعة المحددة.
وأضافت الصحف أن السيسي توقف ليتعرف على الشباب المشاركين، وأشاد بالفعالية، والتقط بعض الصور مع الشباب من الجنسين.
ونشرت إحدى الفتيات صورا للسيسي (سيلفي) مع الشباب المشاركين في الماراثون، وقالت إنه طالب حراسته الخاصة بالابتعاد حتى يتمكن من التقاط الصور مع الشباب.
لكن صحيفة "المصري اليوم" كشفت النقاب"، السبت، عن إعلان صفحة "كايرو رنرز: CairoRunners"، على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إلغاء الماراثون، المقرر الجمعة (وكانت قد نظمته بالفعل، حال ظهور السيسي فيه).
وقالت الصحيفة إنه بعد الحصول على التصاريح اللازمة من وزارات الآثار والسياحة والشباب والرياضة، وشرطة سياحة الهرم، ومديرية الأمن، والجهات المعنية كافة، وبعد إتمام جميع التجهيزات اللازمة للحدث تم إبلاغ القائمين عليه بأنه قد تم إلغاؤه لأسباب أمنية.
ومن جهتهم، كتب منظمو الماراثون على الصفحة قائلين: "ما فيش جري فى الأهرامات بكرة (الجمعة)". ودعت الصفحة معجبيها البالغ عددهم نحو 363 ألف شخص إلى "نشر الخبر على أوسع نطاق".
ووفق "المصري اليوم" فإن إلغاء الفاعلية "يأتي لأول مرة، بعد ثلاث سنوات من الاعتياد، على تنظيم فريق Cairo Runners ماراثونا صباح كل جمعة، منذ عام 2012 بحي الزمالك".
ونقلت الصحيفة عن إبراهيم صفوت، أحد مؤسسي الفريق، قوله: "خططنا للجري داخل منطقة الأهرامات التي تعتبر أهم مكان في القاهرة والجيزة، وكان عندنا أمل أن يجري ثلاثة آلاف شخص في الأهرامات.. سيكون شيئا جيدا للسياحة، وهكذا تحمست الناس جدا".
وأضاف: "بعد التنسيق مع الأمن، أخدنا موعدا لتنظيم الحدث يوم الجمعة، وتم إبلاغنا بالموافقة يوم 30 أيلول/ سبتمبر الماضي، أي قبلها بثمانية أيام، واستغرقنا تلك المدة في الحصول على خطاب من وزارة الشباب والرياضة، ثم خطاب آخر إلى وزارة الآثار، ثم موافقة أمنية من شرطة آثار الهرم، وموافقة أخرى من شرطة السياحة، وأخيرا، تحرير محضر تنسيقي بين قسم شرطة السياحة وأطراف من مديرية أمن الدولة والأمن العام".
ومن جهتها، علقت "المصري اليوم" على الأمر بالقول: "لا يعرف إبراهيم وباقي المؤسسين من المجموعة، حتى الآن، السبب الحقيقي لإلغاء الحدث"، مشيرة إلى أن الأمر اقتصر على مكالمة هاتفية تلقاها إبراهيم، مساء الخميس، تخبره بإلغاء الفاعلية.. وبرغم شكوكه أن الإلغاء كان لسبب أمني، فإن تسريبات وصلت لهم من مصادر بوزارة الشباب والرياضة تقول إن الإلغاء أتى من وزير الشباب والرياضة، خالد عبدالعزيز (المقرب من السيسي) دون تفسير واضح".
وأضاف إبراهيم أن الفكرة تأسست بستين شخصا، وصلوا الآن إلى ثلاثة آلاف. وقال: "ندعو كل الناس بمختلف الأعمار للنزول إلى الشارع، والجري صباح الجمعة، ودعونا بعض الشركات لتكون راعية للحدث الأسبوعي".
وتابع: "دعم وزارة الشباب والرياضة كان يقتصر على تسهيل عمليات التصاريح، وإرسال المخاطبات إلى وزارة الآثار"، مشيرا إلى أن "الإلغاء تكلف أضرارا مادية ومعنوية تمثلت في إهدار المياه والأطعمة الخفيفة التي تم تحضيرها، بالإضافة إلى ضعف ثقة الناس في المنظمين بعد إلغاء الحدث"، على حد قوله.
ويُذكر أن صفحة "كايرو رنرز" عادت فأعلنت مساء الجمعة، وبعد أن تسرب نبأ الإلغاء لأسباب أمنية، إلى وسائل الإعلام، وإبداء عدد كبير من المشاركين فيه غضبهم، أنها ستنظم جولة للركض السبت، في مكان آخر، ولمسافة أربعة كيلو مترات فقط، وهو ما لم يتفاعل معه، أو يشارك فيه، نسبة كبيرة من المشاركين السابقين.