يعقد وزراء دفاع حلف شمال الأطلسي اجتماعا الخميس في بروكسل بينما يتصاعد التوتر مع
روسيا التي سمح تدخلها في
سوريا لنظام بشار الأسد بشن عملية برية واسعة.
وأعلن الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ الخميس عن "تصعيد مقلق" للنشاط العسكري الروسي في سوريا. وقال: "لاحظنا في سوريا تصعيدا مقلقا للنشاطات العسكرية الروسية".
وأكدت واشنطن التي تقود تحالفا يقاتل جهاديي تنظيم الدولة مجددا الأربعاء أنها لا تتعاون مع روسيا في عمليات القصف الجوي في سوريا، التي وصفها وزير الدفاع آشتون كارتر بـ"الخطأ الاساسي".
وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية الأربعاء، أن واحدة على الأقل من طائرات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة اضطرت لتغيير مسارها أثناء تحليقها في الأجواء السورية لكي تتجنب الاقتراب كثيرا من مقاتلة روسية.
وعادت الولايات المتحدة للحديث ولكن بحذر شديد، عن إمكانية فرض منطقة حظر جوي في سوريا وهو ما تطالب به
تركيا العضو الأساسي في حلف شمال الأطلسي، مؤكدة في الوقت نفسه أنه لم يتخذ أي قرار بشأنها.
هجوم بري وصد من قوات المعارضة
من جهته، بدأ الجيش السوري عملية برية واسعة في وسط البلاد مدعوما للمرة الأولى بغطاء جوي من الطائرات الروسية، تزامنا مع تأكيد الرئيس فلاديمير بوتين أن قواته ستساند بفعالية هذه الهجمات.
وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن العمليات الروسية ستتكثف، بينما أكد وزير الدفاع سيرغي شويغو أن 112 هدفا قصفت منذ بدء الحملة في 30 أيلول/ سبتمبر.
لكن الولايات المتحدة قالت إن أكثر من 90 بالمئة من الغارات الجوية الروسية في سوريا لا تستهدف تنظيم الدولة أو فصائل مرتبطة بتنظيم القاعدة، بل "فصائل مسلحة سورية معتدلة" تقاتل نظام الأسد.
وللمرة الأولى جرى القصف الروسي من سفن حربية تابعة للأسطول الروسي في بحر قزوين على ما أعلن شويغو، موضحا أن أربعا من هذه السفن الحربية أطلقت الأربعاء 26 صاروخا عابرا على 11 هدفا لتنظيم الدولة في سوريا وتم تدمير كل الأهداف.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عمليات القصف السورية كانت "أكثر كثافة من المعتاد"، موضحا أن "معارك على الأرض بين قوات النظام ومسلحي المعارضة رافقتها للمرة الأولى".
وتحدث عن سقوط ستة قتلى في معرة النعمان في محافظة إدلب "في غارات جديدة روسية على ما يبدو".
ويتهم مسلحو المعارضة السورية وداعموها في الخارج، موسكو باستهداف مجموعات أخرى غير تنظيم الدولة من أجل الدفاع عن النظام بدلا من مكافحة الجهاديين.
من جهتها، أعلنت فصائل غرفة عمليات "جيش النصر" نجاحها في تدمير وإعطاب عشرات الدبابات، خلال تصديها للهجوم الواسع الذي شنته القوات البرية السورية، بتغطية جوية وفرتها غارات الطائرات الروسية.
ودمرت فصائل جيش النصر المكونة من 16 فصيلا مسلحا أغلبهم من الجيش الحر، الأربعاء، أكثر من 20 آلية ثقيلة تابعة للنظام السوري في ريف حماة الشمالي، في أول تصد لها لهجوم بري شنته قوات النظام على مناطق سيطرة المعارضة، بمساندة جوية من الطائرات الحربية الروسية.
بريطانيا ترسل قواتها إلى البلطيق
من جانب آخر، يبحث وزراء الدفاع أيضا الوضع في أوروبا، وبالدرجة الأولى مواصلة تعزيز التواجد العسكري للحلف بالقرب من حدود روسيا.
وفي هذا السياق، أعلن وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون بعد وصوله لحضور الاجتماع، أن بلاده تنوي إرسال قوات تابعة لها إلى دول البلطيق لـ"إحباط استفزازات محتملة من جانب روسيا".
وأردف قائلا: "ستصبح هذه الخطوة جزءا من استراتيجيتنا الرامية إلى ضمان الوجود الدائم على الحدود الشرقية للناتو، وللرد على الاستفزازات وأي عدوان جديد من قبل روسيا في المستقبل".
وأكد أن نشر القوات البريطانية في دول البلطيق سيحمل طابعا طويل المدى.
وكانت لندن قد أرسلت في وقت سابق أربع مقاتلات من طراز "تايفون" إلى دول البلطيق، للمشاركة في عمليات المناوبة في أجواء بحر البلطيق.
من جانب آخر، أعلن ستولتنبرغ أن
الناتو سيواصل تعزيز قدرة قواته في شرق أوروبا على الانتشار السريع.