شنت كاتبة
مصرية، موالية لرئيس الإنقلاب، عبد الفتاح السيسي، هجوما حادا على نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "
حماس"، إسماعيل
هنية، وكتائب عز الدين القسام، و"حماس" نفسها!
وقالت الكاتبة في مقالها المنشور بصحيفة "مصري اليوم" إن "هنية" تفرغ للصراخ: "وا نفقاه"، واصفة إياه بأنه "يهرتل" (يهذي)، واتهمته بأنه يسعى لإشعال حرب جديدة في المنطقة.
كما وصفت كتائب "عز الدين القسام"، بأنها "منظمة إرهابية"، فيما اتهمت "حماس" بأنها تفرغت لتصدير الإرهاب إلى مصر، قائلة: "حماس لم تكتف بعد من دمائنا"!
ويأتي هذا الهجوم في وقت يتسم فيه تناول الإعلام المصري للإحتلال الإسرائيلي، وعدوانه المستمر على قطاع
غزة، وانتهاكاته المروعة بحق المسجد الأقصى، بالتعتيم والتجاهل، فيما يقوم بشن هجوم متواصل على "حماس"، مستخدما أساليب الدعاية الصهيونية، وفق مراقبين.
المقال جاء بعنوان: "صرخة "هنية": وا نفقاه"، ونشرته جريدة "المصري اليوم"، بعددها الصادر الجمعة، واستعانت في بدايته الكاتبة (ذات التوجه العلماني)، سحر الجعارة، بعبارة للشاعر
الفلسطيني "محمود درويش" لتقول: "هكذا لخص درويش حال فلسطين، وترك لنا "غزة - هنية" ترفع شعار رابعة أو "القاعدة".. لا فرق.. فالعبرة هنا بـ "الممول" إن كان من قطر أو تركيا.. أو غيرهما!
وكان نائب رئيس المكتب السياسي ل"حماس" طالب، الخميس، السلطات المصرية بوقف مشروع القناة المائية على طول حدودها مع القطاع، والتراجع عن إجراءاتها الأخيرة على الحدود بإقامة برك مائية لهدم الأنفاق، مؤكدا أهمية الدور المصري في القضية الفلسطينية.
وفي مقالها، تساءلت الجعارة: ما الفرق بين القبر، والخندق؟
وأجابت: "الأكفان ليس لها جيوب أما الأنفاق فمنجم ذهب يتدفق منه الغذاء والبنزين والأموال الملوثة بدماء الجيش المصرى من تهريب الأسلحة، وتوريد الإرهابيين".
وبتعميم غير موضوعي، مضت الجعارة في تساؤلاتها: ما الفرق بين وطن فلسطيني كان على مرمى حجر، والوطن البديل في سيناء؟
وأجابت: "الفارق أن الأعداء تشابهوا فلم يعد يدرك إسماعيل هنية أن عدوه في تل أبيب أصابته أموال قطر بالعمى السياسي، فخلع الغطرة الفلسطينية من على كتفيه، ورفع شعار رابعة، وأصبح موتورا بالثأر للإخوان الإرهابيين، وأدار بوصلة نضاله المزعوم إلى القاهرة".
ولم يسلم "أطفال الحجارة" من اتهامات الجعارة، فعادت للتساؤل: "كيف تحول "أطفال الحجارة" إلى "مرتزقة" في معسكرات حماس، ولماذا أصبح أشقاء الدم هم أعداء الحياة.. فتنازلوا عن حلمنا الضائع في المسجد الأقصى، وتفرغوا لتصدير الإرهاب إلى مصر و"الندب" على إغلاق أنفاق الموت على الحدود بين مصر وغزة؟
وأجابت ساخرة: "إسرائيل تقتحم المسجد الأقصى كل يوم، وتعتقل حتى الأطفال، وتمنع الشباب من الصلاة فيه، في تلك الأيام المباركة، تغلق أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين في وجه المسلمين.. و"هنية" متفرغ للصراخ: "وانفقاااه!".
وأضافت: "صبرنا ونحن نعاني نقص السولار والبنزين بسبب تهريبه لغزة.. كنا نقتسم معهم قوتنا، فلم نحصد إلا التهكم: "الفول المصرى غير صالح للاستخدام"!.. لكننا لم نسأل: أين مقابر 100 ألف شهيد قدمتهم مصر لفلسطين؟
كما لم تسلم كتائب القسام من اتهامات الكاتبة، فقالت: "نحن لا نتحمل وزر الدم الفلسطيني الذي أهدرته حماس في انقلابها على السلطة الفلسطينية، ليكون ثمن انفرادها بالسلطة ضياع القضية الفلسطينية، وتبديد الأمن القومي المصري بفتح آلاف الأنفاق بطول الشريط الحدودي، منها نفق 2.5 كيلومتر، تديره كتائب عز الدين القسام، وهى منظمة إرهابية، وعثر بداخله على متفجرات وأجهزة اتصالات ما يؤكد استخدامه بالعمليات الإرهابية!"
ومضت الكاتبة، المعروفة بتوجهها العلماني المتطرف، إلى القول: "محمود عباس هو صاحب فكرة إغراق حدود رفح بالمياه كي يستطيع الجيش المصري تدمير الأنفاق بين غزة ومصر.. ونحن أحرار في أراضينا: نحولها مزارع سمكية، أو نزرعها "تين شوكي".. المهم ألا تكون ملغمة بالقنابل والصواريخ والميليشيات الإرهابية"، وفق قولها.
وعادت للتهكم على "هنية"، فقالت: "أما إسماعيل هنية الذي أخذ يهرتل، ويقول: "سنستمر في عمل الأنفاق حتى لو اضطررنا إلى عمل أنفاق هوائية" (لم يقل هنية ذلك).. فأنا أسأله: ما صحة ما نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية من أن ابنتك الصغرى كانت تعالج، قبل عام، بمستشفى "أخيلوف" بتل أبيب؟! وهل تعرف وحدك حقوقك على المحتل، وتحرم أهالي غزة من حقوقهم؟
والأمر هكذا، اتهمت جعارة هنية بأنه "يسعى لإشعال حرب جديدة في المنطقة، إما مع الجيش المصري أو إسرائيل، لاستعادة مساعدات الدول العربية والإسلامية لها مرة أخرى، التي فقدتها بعد تورطها في أعمال تخريبية بمصر"، وفق مزاعمها.
واختتمت مقالها بالقول: "لقد انتهت حرب الميليشيات عبر الأنفاق، لكن حماس لم تكتف بعد من دمائنا!".
يُذكر أن إسماعيل هنية قال - في خطبة عيد الأضحى، الخميس، بمنطقة "الزنة" الحدودية جنوب قطاع غزة - إن على مصر "وقف حفر الخندق المائي على حدود قطاع غزة، والعمل على فك الحصار المفروض عليه، واستعادة دورها التاريخي".
وأضاف: "نعتب على أشقائنا في مصر بلد الجوار والعروبة والتاريخ لحفرها الخندق المائي على الحدود الجنوبية للقطاع الذي لا يضر بالبنية التحتية والمائية فحسب بل بدور مصر التاريخي".
وحث السلطات المصرية على تأمين الإفراج عن أربعة شبان من القطاع تعرضوا للإختطاف في مدينة رفح المصرية في 19 من الشهر الماضي بعد سفرهم من معبر رفح مع غزة.
وكان الجيش المصري بدأ في وقت سابق ضخ كميات كبيرة من مياه البحر في أنابيب عملاقة، مدّها على طول الحدود بين قطاع غزة ومصر، قائلا إنه يحاول تدمير ما سماه "أنفاق التهريب أسفل الحدود"، عبر إغراقها بتلك المياه.
ومن جهتها، أكدت "حماس، وخبراء، أن هذه الأنابيب المائية تهدد المنطقة الحدودية بين مصر وقطاع غزة بتدمير المخزون الجوفي للمياه بالمنطقة، وإلحاق أبلغ الأذى بالزراعة والبيئة والأهالي والأمن القومي العربي بتلك المنطقة.