تساءل كاتب لبناني عن موقف قائد فيلق القدس
الإيراني، قاسم
سليماني، من التدخل الروسي العسكري في
سوريا، وهل سيقبل بأن يأتي الروس ليتقاسموا نفوذه الموعود في سوريا؟؟
ورأى الكاتب اللبناني الشيعي المناهض لسياسات
حزب الله عماد قمحية في مقال نشره على موقع "جنوبية" اللبناني المعارض أيضا لسياسات الحزب وإيران، الجمعة، أن تعامل سليماني مع التدخل الروسي العسكري، سيكون باستقراء سريع لكيفية إدارته لكل من ملف العراق واليمن، وطريقة استعماله لورقة حلفائه.
وتوقع قمحية أن الأيام المقبلة سوف تشهد سخونة كبيرة على خط طهران موسكو، خاصة بعد تصريح بوتين الأخير بأن متطلبات الحرب على الإرهاب في سوريا تقضي بأن يكون لموسكو وحدها صلاحية القيادة، في حين لم يستبعد الكاتب أن يصل الأمر بقائد فيلق القدس حد الطلب من حليفه حزب الله الدخول بمواجهة مباشرة مع الجنود الروس.
وحول الزيارة السرية التي قام بها قائد فيلق القدس قاسم سليماني إلى
روسيا منتصف شهر آب/ أغسطس الماضي، لفت الكاتب إلى أنها أثارت حولها زوبعة من الإشكالات القانونية وصلت إلى حد التلويح الأمريكي بالاحتجاج لدى الأمم المتحدة عليها، كون سليماني يخضع لعقوبات دولية تحظر عليه السفر والانتقال إلى أي دولة، ما اضطر الروسي إلى نفي وقوع الزيارة تفاديا لأي حرج.
وحول طبيعة الزيارة، أشار الكاتب اللبناني إلى أنها "تضمنت مباحثات حساسة حول الوضع السوري، حيث حمّل سليماني في زيارته ملفات أمنية وخططا بديلة تمّ عرضها على الجانب الروسي"، منوها إلى أن "الدوائر الإيرانية الرسمية وصفت الزيارة بالفاشلة، علاوة على الجو السلبي الذي خيم على معظم لقاءاتها".
وأوضح الكاتب أن "الجانب الروسي كان مستاء من إملاءات سليماني وأسلوب التخاطب المتبع من جانبه، والذي أوحى للروس بأنّ الحرس الثوري هو صاحب القرار الأول والأخير على الساحة السورية، وأن المصالح الروسية التي سوف تحفظ بسوريا ومنطقة الشرق الأوسط، إنما تحفظ من خلال البوابة الإيرانية وبمنة منه".
وعدّ الكاتب عماد قمحية في نهاية مقاله أن الهدف الفعلي من التدخل الروسي العسكري في سوريا هو "قول موسكو؛ وبصريح العبارة للصديق الإيراني قبل أي أحد آخر: نحن هنا ونحن الرقم الصعب الذي يحمي مصالحنا، ويحدّد حجم الحصة التي سوف نأخذها في حال ذهاب الأمور إلى تسوية تلوح معالمها بالأفق".
يُشار هنا إلى أن دوائر إعلامية قد تحدثت عن زيارة أخرى قادمة من سليماني لموسكو خلال الأسبوع القادم، يتوقع أن تضع مزيدا من النقاط حول طبيعة التدخل العسكري الروسي. واللافت أنها تأتي متزامنة إذا صحّت الرواية مع زيارة نتنياهو لموسكو، ما يعني أن على موسكو أن تنتبه في سياق تدخلها العسكري للمطالب الإسرائيلية والإيرانية، مع أن مراقبين لا يرون تعارضا بينهما، لأن كليهما يرغبان في بقاء بشار الأسد في السلطة، كل لحساباته الخاصة.