فيما تصر الحكومة
المصرية على أن حركة
السياحة اقتربت من التعافي، فإنها تظل شواطئ مصر أكبر شاهد على استمرار الأزمات التي يعانيها القطاع، حيث تبدو الشواطئ بلا مصيفين خاصة في محافظات الدلتا السياحية.
وقال عاطف إبراهيم، صاحب فنادق بمنطقة الدلتا، إن الأوضاع أكثر من صعبة، ورغم تدني الأسعار التي تقدمها الفنادق والمنتجعات والقرى السياحية، فإن كل ذلك لم يحرك المياه الراكدة في القطاع منذ سنوات، ولم نصل حتى الآن إلى معادلة المصروفات بالواردات.
وأشار في تصريحات لـ"
عربي21"، إلى أن "الوضع أكثر من سيئ، والأرقام التي نسمع عنها من الحكومة غير صادقة وليس لها علاقة بالواقع، لأنه حتى بالنسبة للشواطئ المفتوحة فإنها تخلو من المصيفين رغم أننا في ذروة الموسم الصيفي".
وأوضح أن "انخفاض عدد المصيفين المصريين وعدم وجود السائح العربي والأجنبي تسبب في استمرار أصحاب الفنادق في خفض أسعار الخدمات في إطار الحملات الترويجية، ولكن مع ذلك لم نشهد أي زيادة في الأعداد سواء بالنسبة للسياحة الداخلية أو العربية أو الأجنبية".
ولفت أحمد مصطفى، وهو وسيط عقاري بمنطقة بور سعيد، إلى تراجع الطلب على إيجار الوحدات السكنية والشاليهات القريبة من شواطئ بورسعيد بنسب لا تقل عن 70%، و"رغم انخفاض أسعار الإيجارات إلى النصف تقريبا، فإنه لا يوجد زائرون للمحافظة رغم قرب انتهاء موسم الصيف".
وقال إن "حركة الركود التي تشهدها المحافظة دفعت بعض العاملين في هذا القطاع إلى التوقف وتجميد أنشطتهم، وهناك من عرض مشروعات سياحية للبيع، لكن في ظل هذه الأوضاع فإنه لا يوجد مشترون رغم تدني الأسعار بنسب قياسية".
وأظهر تقرير أصدره الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، بمصر، تراجع حركة السياحة الوافدة من الدول العربية إلى مصر خلال شهر حزيران/ يونيو الماضي بنسبة 9.5% في أعداد السائحين و10.7% في لياليهم السياحية.
وأكدت إحصائية صادرة عن مركز المعلومات بوزارة السياحة المصرية أن عدد الزائرين لمصر خلال الشهور الثمانية الأولى من العام الجاري بلغ نحو 846 ألفا و479 سائحا عربيا، في حين كان عددهم قد بلغ خلال الفترة من كانون الثاني/ يناير إلى آب/ أغسطس 2013 نحو مليون و150 ألفا و744 سائحا، بنقص بلغ 304 آلاف و9 سائحين، بانخفاض تبلغ نسبته نحو 35.9%.