أصدرت هيئة التربية التابعة للإدارة الذاتية الكردية في
سوريا، منهاج التدريس الجديد، الأمر الذي رفضه المجلس الوطني الكردي وطالب بالعدول عنه.
وقال بيان صادر عن هيئة التربية في مقاطعة عين العرب (كوباني): "إن
المناهج التي كانت مقررة فيما مضى من النظام السوري، كانت على وتيرة واحدة، ولا يوجد بداخلها ما يمكن أن ينمي قدرات الطفل ومواهبه، وإن الإدراة الذاتية قررت إدراج كتب خاصة لتعليم اللغة الكردية وأساسياتها، لتكون بمنزلة تهئية التلاميذ لقراءة المناهج المقررة باللغة الكردية"، حسب البيان.
وفي تصريح لـ"عربي21"، قال القيادي في التجمع الديمقراطي الكردي، عمر علوش، إن "المنهاج الجديد يأتي بعد الانتصارت والتضحيات التي قدمتها الوحدات الكردية على الأرض",
وأضاف: "سنقوم بتعليم التلاميذ من الصف الأول وحتى الصف الثالث باللغة الكوردية التي هي لغتهم الأم، على أن يتم إدخال اللغة العربية في مرحلة الصف الرابع إلى المنهاج"، بحسب قوله.
وقال علوش إن المنهاج الجديد يأتي ضمن معايير الأمم المتحدة ومنظمة اليونسكو، معتبرا أن تدريس اللغة الكردية في المقاطعات الخاضعة لسيطرة الوحدات الكردية، حق مشروع تكفله جميع قوانين الأمم المتحدة، بعد حرمان الشعب الكردي القراءة والكتابة بها طيلة عقود.
ونفى علوش فرض الوحدات الكردية منهاج تعليمي يتبع لأفكار أي حزب أو جهة سياسية، وأكد أن الهدف الأول من المنهاج الجديد "تدريس أبنائنا الثقافة والأخلاق باللغة الكوردية".
وفي المقابل، أصدر المجلس الوطني الكردي بيانا رفض فيه هذا القرار، مؤكدا أن كل ما صدر من "قرارات جائرة" بشأن المناهج الدراسية والواقع
التعليمي من قبل ما أسماها "سلطات الأمر الواقع" غير مقبول.
وقال عضو المجلس آزاد محمود، لـ"عربي21"، إن "قرار هئية التربية للمنهاج التدريسي الجديد قرار جائر، وله أبعاد إيديولوجية يعمل البعض على فرضها ضمن منهاج تعليمي"، بحسب قوله.
وطالب محمود هئية التعليم في
الإدارة الذاتية الكردية بالعودة عن القرار، والاعتماد على الكتاب المدرسي العائد لوزارة التربية والتعليم في حكومة النظام، ريثما تتم إعادة النظر في المناهج الدراسية من جهة معتمدة من الجميع.
وأضاف: "إن هيئة التعليم عليها أن تكون بعيدة عن التحزب والأدلجة، ويجب أن تعمل بمنهج التشاركية مع مختلف مكونات الشعب في المنطقة، كما أن عليها إعادة جميع محتويات المدراس وأثاثها والتقنيات كافة وأجهزة الحاسوب التي استولت عليها"، وفق تعبيره.
وشدد عضو المجلس الوطني الكردي على ضرورة فتح المدارس كافة التي تم إغلاقها من حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (PYD) الذي يتهم بالهيمنة على الإدارة الذاتية للمناطق الكردية، وإعادة المدرسين على اختلاف انتماءاتهم للعمل في المدارس، بعد أن تم إيقاف الكثير منهم، لأسباب تتعلق بانتماءاتهم الإثنية.
يذكر أن الإدارة الذاتية للمناطق الكردية في سريا، قد اتخذت قرارا بمنع المعلمين العرب والتركمان من التدريس في المدارس التي تقع ضمن مناطق سيطرتها.