ملفات وتقارير

"كارثة إنسانية" في انتظار 229 ألف لاجئ سوري في الأردن

مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن - أ ف ب
حذر لاجئون سوريون ومنظمات إغاثية محلية في الأردن مما أسموه "كارثة إنسانية" قد تطال 229 ألف لاجئ خارج المخيمات، أوقف عنهم برنامج الغذاء العالمي الدعم النقدي بسبب "عدم وجود التمويل".
 
وأوقف البرنامج العالمي التابع للأمم المتحدة –الذي يعاني من تعثر مالي منذ سنة–  تقديم مبلغ 14 دولارا يوميا لما يقارب الـ229 ألف لاجئ سوري خارج مخيمات اللجوء في الأردن، بينما أبقى على الدعم لما يقارب الـ211 ألف لاجئ داخل المخيمات.

وسبق للبرنامج أن خفض نهاية كانون الأول/ ديسمبر العام الماضي قيمة القسائم الغذائية المخصصة لـ1.4 مليون شخص من أصل 2.1 مليون لاجئ في الدول المضيفة.
 
ويقر البرنامج أن "التخفيض كان له آثار سلبية على الأمن الغذائي لغالبية اللاجئين، حيث لجأ العديد منهم إلى تدابير قاسية مثل إخراج أبنائهم من المدارس لإرسالهم للعمل واستدانة مبالغ كبيرة"، بحسب لاجئين.
 
وطال التخفيض اللاجئ ناصر الزعبي الذي يعيل أسرة من تسعة أفراد داخل مخيم الزعتري، حيث كان يتقاضى في السابق مبلغ 220 دينارا أردنيا شهريا خفضت إلى 70 دينارا، إلا أن اللاجئ الزعبي يعتبر أفضل حالا من أسر أخرى خارج المخيم أوقف الدعم عنها كليا.
 
يقول اللاجئ لصحيفة "عربي21": "هناك أسر كاملة كانت تعتمد بشكل مباشرة على القسائم التي يوفرها برنامج الغذاء العالمي، وكانت تشعر بالأمان الغذائي وتلبية الاحتياجات الأساسية".
 
تحذيرات من "مأساة"
 
بدوره يحذر رئيس جمعية الكتاب والسُنة (جمعية إغاثية) زايد حماد، في حديث لصحيفة "عربي21" من "مأساة وكارثة حقيقية ستواجه اللاجئين السوريين في الأردن خلال الفترة القادمة بعد إيقاف الدعم النقدي خصوصا عن العائلات التي لا تجد قوت يومها"، ودعا حماد الدول الأوروبية والعربية والإسلامية "لتحمل مسؤولياتها الإنسانية ودعم برنامج الغذاء العالمي في مختلف أماكان تواجد اللاجئين السوريين".
 
يقول حماد: "لا تستطيع جميع الجمعيات الإغاثية المحلية أو حتى العربية تغطية ما كان يقوم به برنامج الغذاء العالمي الذي كان ينفق ما يقارب الـ35 مليون دولار شهريا على اللاجئين، وهذا رقم فوق طاقة الجمعيات الإغاثية، ومع ذلك فإننا نسعى لمساعدة الأسر الأكثر حاجة ونقدم لها لو الشيء البسيط، ووضعت جمعية الكتاب والسنة أولويات للصرف من خلال تصنيفات كالأيتام وكبار السن والجرحى".
 
ويعتقد حماد أن "توقف الدعم الأوروبي لبرنامج الغذاء العالمي مرده "أسباب سياسية واستقبال أوروبا لآلاف اللاجئين السوريين مؤخرا وتحولها لدول مستضيفة".
 
برنامج الغذاء: التوقف ليس مؤقتا.. ولا أسباب سياسية
 
المتحدثة الإعلامية في برنامج الغذاء العالمي عبير عطيفة تؤكد لصحيفة "عربي21" أن "التوقف عن تقديم المساعدات ليس قرارا مؤقتا؛ لعدم وجود مؤشرات لتلقي البرنامج أي دعم مادي"، مضيفة أن "توقف الدعم ليس قرارا سياسيا، بقدر ما هو ضعف التمويل للبرنامج  منذ فترة طويلة، حيث علقت المساعدات في ديسمبر الماضي، وعاد البرنامج ليستأنفها بعد وصول تبرعات كانت كافية لاستمرار اعمال البرنامج بصورة مخفضة".
 
تقول عطيفة: "لم يكن لدينا حل إلا إعادة النظر في قوائم اللاجئين في الدول المستضيفة والتركيز على الأسر الأشد فقرا، نحن نعلم أن الجميع يحتاج للمساعدة، لكن في حالة عدم توفر التمويل يجب أن يكون هنالك استمرارفي دعم الأسر الأشد حاجة خصوصا داخل المخيمات حيث لا يوجد عمل للاجئين".
 
وناشد برنامج الغذاء العالمي الدول المانحة "بتقديم الدعم اللازم ليستمر بتقديم المساعدات للاجئين، حيث تقدر احتياجات البرنامج في الأردن وحدها 39 مليون دولار خلال الأربعة أشهر القادمة".
 
ويدعم برنامج الأغذية العالمي اللاجئين عن طريق نظام القسائم المالية التي يصرفها اللاجئ من أحد الأسواق التجارية و"ضخ البرنامج أكثر من 396 مليون دولار أمريكي (280 مليون دينار أردني) في الاقتصاد المحلي وخلق أكثر من 400 فرصة عمل في قطاع بيع الأغذية بالتجزئة"، بحسب ما ذكر موقع البرنامج على الإنترنت.
 
المفوضية تقدم دعم نقدي للأسر الأشد حاجة
 
ويتقاضى لاجئون سوريون مسجلون لدى المفوضية السامية للاجئين مساعدات نقدية من خلال "بصمة العين" بالتعاون مع إحدى البنوك المحلية في الأردن، وبلغ عدد الأسر السورية التي تحصل على مساعدات نقدية من المفوضيّة السامية لشؤون اللاجئين 22 ألف و500 أسرة، بينما يبلغ عدد العائلات تحت انتظار الحصول على المساعدات 12 ألفا، وذلك بحسب ما قاله مسؤول الاتصال في المفوضية السامية لشؤون اللاجئين محمد الحوراني.
 
ولضمان تقديم الدعم للأسر الأشد حاجة يؤكد الحوراني لصحيفة "عربي21" أن المفوضية "أطلقت مشروع شريان الحياة لمساعدة الأسر الإثني عشر الفا المتبقية،  كي يحصلوا على مساعدات نقدية وهي من العائلات الأشد حاجة والتي تعيش تحت خط الفقر المحلي والعالمي، حيث استطاع المشروع جمع مبلغ 4.8 مليون خلال شهرين فقط من خلال التبرعات المحلية".
 
ويؤكد الحوراني أن "هنالك دراسات قائمة للتوسع بتقديم الدعم للأسر السورية اللاجئة في الأردن، إذ يبلغ مجمل أعداد اللاجئين السوريين المسجلين في المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في الأردن قرابة 630 ألف لاجئ".

ويقدر عدد اللاجئين السوريين داخل المخيمات 211 ألفا، بينما تقول الحكومة الأردنية إن العدد خارج المخيمات يصل إلى  مليون و300 ألف لاجئ.