أدانت "المنظمة العربية لحقوق الإنسان" في بريطانيا، مواصلة أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية باستهداف الصحفيين في
الضفة الغربية المحتلة، حيث كان آخرهم الأسيرة المحررة الصحفية غفران زامل، التي تعرّض منزلها للاقتحام من جهاز "الأمن الوقائي" الخميس.
وقالت المنظمة في بيان، الجمعة، إن "أجهزة
أمن السلطة الفلسطينية وعلى وجه الخصوص جهازي الوقائي والمخابرات تماديا في جرائمهما ضد المواطنين الفلسطينيين الذين يرزحون تحت
الاحتلال، فأصبح المواطنون يعانون مرتين: مرة نتيجة جرائم الاحتلال والمستوطنين.. ومرة أخرى نتيجة الجرائم التي ترتكبها أجهزة السلطة".
وشدّدت على أن القيادة السياسية للسلطة على علم تام بما ترتكبه أجهزتها الأمنية، مشيرة إلى أنه تم التوجّه إليها مرارا وتكرارا بطلب العمل على وقف هذه الجرائم، وإيجاد جهة قضائية فعالة لمراقبة عمل هذه الأجهزة، غير أنها "لم تستجب لذلك، واستمرّت جرائم أجهزتها بالتصاعد"، وفق البيان.
ورأت المنظمة أن الجريمة التي ارتكبت بحق عائلة زامل ومنزلها في مخيم "عين بيت الماء" غرب نابلس شمال الضفة، "تأتي في سياق منهجي خطير تمارسه الأجهزة الأمنية بضوء أخضر من القيادة السياسية، وهي بهذا المعنى تعتبر جريمة حرب كونها ارتكبت ضد مواطنين محميين بموجب اتفاقية جنيف وفق ما نصت عليه المادة الثامنة من اتفاقية روما المنشئة للمحمكمة الجنائية الدولية"، على حد تقديرها.
ودعت المنظمة العربية، الاتحاد الأوروبي الممول الرئيسي للسلطة الفلسطينية بالعمل الجاد لوقف جرائم هذه الأجهزة، وأشارت إلى أن "دهم منازل المواطنين ليلا كما يفعل جنود الاحتلال مستمرة، والاعتقالات التعسفية الجماعية مستمرة والتعذيب في سجون السلطة مستمر ويتصاعد".
وناشدت القوى الحية والجهات الحقوقية الفلسطينية "التصدي لجرائم هذه الأجهزة التي وصلت مدى بعيدا يخدم بالمحصلة أجندات الاحتلال في الاستيطان وفرض الهيمنة على الأراضي المحتلة كافة، كما بات عمل هذه الأجهزة يشكل تهديدا خطيرا لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره"، وفق البيان.
وكانت قوة من جهاز "الأمن الوقائي" اقتحمت فجر الخميس، منزل عائلة زامل، وعبثت في محتوياته وقامت بتخريبها ومصادرة جهازي حاسوب وهاتف شخصي للصحفية، كما أنه تم استدعاؤها للتحقيق واعتقال شقيقتها هدى لساعات عدة، على خلفية تصديها لعناصر القوة الذين حاولوا نهب مبلغ مالي من المنزل، إلى جانب قيام عناصر أمن السلطة بإطلاق النار على أحد الشبان الذين اعترضوا على اقتحام منزل عائلة زامل، ممّا أسفر عن إصابته بجروح خطيرة.