دعت المستشارة الألمانية أنغيلا
ميركل، والرئيس الفرنسي فرنسوا
هولاند، الاثنين، إلى تعاط "موحد" مع أزمة اللاجئين، التي تعد الأسوأ التي تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
وقال هولاند، في بيان مقتضب، قبل محادثات مع ميركل في برلين: "علينا أن نضع نظاما موحدا بشأن حق اللجوء"، واصفا تدفق اللاجئين من مناطق الأزمات في العالم بأنه "وضع استثنائي سيستمر لفترة من الزمن".
وقالت ميركل، التي تتوقع بلادها 800 ألف طلب لجوء هذا العام، إنه إذا كان لدى الاتحاد الأوروبي "في شكل عام حق اللجوء ذاته" فعلى كل الدول الأوروبية أن تطبقه "في اسرع وقت ممكن".
وكانت المستشارة نددت في وقت سابق "بشدة" بأعمال العنف التي ارتكبت بحق مهاجرين في نهاية الأسبوع، خصوصا في هايديناو بشرق ألمانيا التي شهدت صدامات بين قوات الأمن ومتظاهرين من اليمين المتطرف.
وطغت أزمة اللاجئين إلى أوروبا على قمة برلين بعدما كان موضوعها الأساسي تجدد العنف في شرق أوكرانيا، على أن يشارك فيها أيضا الرئيس بترو بورشنكو.
وقد وصل ألفا مهاجر على الأقل ليل الأحد الاثنين إلى صربيا في رحلتهم الشاقة إلى أوروبا الغربية، ليضافوا إلى أكثر من سبعة آلاف آخرين تم تسجليهم نهاية الأسبوع في هذا البلد، ولا يزال المئات في طريقهم من اليونان.
ووصف وزير الخارجية النمسوي سيباستيان كورز الذي زار الحدود بين اليونان ومقدونيا الوضع بأنه "كارثة إنسانية".
وصرح الوزير للصحافيين قائلا: "إنها كارثة إنسانية، كارثة على الاتحاد الأوروبي برمته" مطالبا المفوضية الأوروبية بـ"استراتيجية جديدة".
بدوره، اعتبر نظيره الإيطالي باولو جنتيلوني أن "ما كنا شهودا عليه في مقدونيا يشكل عارا على الكرامة وتاريخ أوروبا"، مضيفا بقوله: "بالنسبة إلى قضية الهجرة، إما أن يعيد الاتحاد الأوروبي اكتشاف نفسه، وإما أن يزول تماما".
وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الأحد في براغ "إنه وضع صعب جدا، والتطورات مثيرة للقلق".
وبحسب فابيوس، فإنه إلى جانب لقاء هولاند وميركل الاثنين، يجب في الأيام المقبلة عقد "لقاء لوزراء الداخلية أو الخارجية" في الاتحاد الأوروبي.
وفي ألمانيا، تتوقع السلطات رقما قياسيا من 800 ألف طلب لجوء هذه السنة، فيما تتكرر في موازاة ذلك أعمال العنف، خصوصا تلك التي تنسب إلى اليمين المتطرف.
وأعلن نائب المستشارة الألمانية سيغمار غابرييل الأحد أن التعامل مع التدفق القياسي للاجئين إلى ألمانيا هو "أكبر تحد لألمانيا منذ إعادة توحيد" هذا البلد، مجددا انتقاد عدم تحرك دول أوروبية أخرى.
وبعد ساعة من لقاء ميركل وهولاند، ينضم إليهما الرئيس الأوكراني قبل مؤتمر صحافي مرتقب عند الساعة 16,45 بتوقيت غرينتش، يليه عشاء عمل.
والهدف الرسمي لهذا اللقاء هو بحث "الوضع في أوكرانيا، وكذلك كيفية تطبيق بنود اتفاقات مينسك".
وهذه المرة الأولى التي يجتمع فيها هولاند وميركل وبوروشنكو منذ توقيع اتفاقات السلام هذه في العاصمة البيلاروسية في شباط/ فبراير في ختام مفاوضات ماراثونية، لكنهم هذه المرة يجتمعون دون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.