لم يخف أصحاب الفنادق والتجار فرحتهم بالسعوديين، الذين غزوا الفنادق والمتاجر ورفعوا أرباحهم بشكل غير متوقع، بعد الضجة التي أثيرت حول الإجراءات الأمنية التي فرضت حول قصر العاهل السعودي
الملك سلمان على شاطئ "
كوت دازور" جنوب
فرنسا.
وتراجعت حملة المعترضين على إقفال الشاطئ المواجه لفيلا العاهل السعودي في فالوريس غولغ جوان، ومع وصول العاهل السعودي مع حاشيته الكبيرة وتدفق نحو ألف سعودي إلى أسواق مدينة كان المجاورة، يتنقلون بين المحلات الفاخرة من شانيل إلى إرميس إلى برادا إلى كبريات الفنادق.
وينزل السعوديون عائلات أو أفرادا إلى جادة الكروازيت للتسوق، بعضهم سيرا على الأقدام والبعض الآخر في سيارات ضخمة فاخرة تحمل أرقاما غير فرنسية، يتنقلون فيها داخل المدينة قبل أن يتوجهوا إلى مدينة سان تروبي وعلبها الليلية المشهورة.
يقول ميشال شوفييون رئيس نقابة أصحاب الفنادق في مدينة كان "نحن محظوظون جدا لقيام العاهل السعودي مع حاشيته المؤلفة من أكثر من ألف شخص، باختيار منطقتنا لإجازته الصيفية"، مضيفا "إن شهر تموز/يوليو سيكون استثنائيا بالنسبة إلينا وسيزداد رقم أعمالنا بين 15 و20% مقارنة بالعام الماضي، كما أننا وظفنا عددا إضافيا من العاملين لأن الزبائن السعوديين يتزايدون".
ومن المتوقع أن تبلغ فاتورة الفنادق للسعوديين خلال تواجدهم لحوالي عشرين يوما ما بين 8 و 9 ملايين يورو للإقامة فقط.، فيما ستستفيد كل القطاعات المرتبطة بالسياحة.
وقال ساندر سميدس بائع الزهور الهولندي في كان "إن رقم أعمالي سيزداد بنسبة 50% خلال الموسم بفضل السعوديين".
وأوضح أنه يتلقى يوميا طلبات زهور من قصر الملك السعودي ومن القصور الأخرى، موضحا أن المطلوب باقات ضخمة "أحيانا كثيرة نجد صعوبة في نقلها بسياراتنا".
وفي صالون تجميل تقول مديرة المكان زوي "نعم كثير من السعوديات قمن بزيارتنا خلال الأيام القليلة الماضية، إنهن يفضلن التبرج الواضح وليس البسيط".
وتروي زميلة لزوي أنها استقبلت أميرة سعودية وصلت مع حارسها الشخصي، قالت "لقد اهتممت برموشها، ودفعت 200 يورو مقابل ذلك، من دون حساب المستحضرات التي اشترتها".
وتقول بائعة ثياب في محل مجاور لا يبيع سوى البضائع الباهظة الثمن "نشاهد الكثير من السعوديين منذ أيام عدة ونأمل زيارة عدد أكبر خلال آب/أغسطس المقبل، ومن حسن حظنا أنهم هنا لأن الأوروبيين لا يشترون هذه السنة، إن الشرق أوسطيين هم الذين ينقذوننا".
إلا أن الأمر يختلف في سوق فورفيل، حيث تقول نيكول التي تبيع السمك الذي يصطاده زوجها "لم نتلق بعد طلبيات كبيرة" في إشارة إلى السعوديين، قبل أن تضيف "هناك صيادون أيضا في خليج جوان، قد يكونون هم المستفيدين".
بالنسبة لأندريه التي تبيع الخضر والفاكهة في السوق نفسه، تقول إنها لم تر بعد أي سعودي، إلا أنها توضح أن وجود السعوديين قد ينعكس بشكل غير مباشر عليها عبر زيادة طلبات زبائنها من الفنادق والمطاعم التي يرتادها السعوديون.
ويعترض المسؤولون عن القطاع السياحي في المدينة على الانتقادات التي وجهت إلى السلطات الفرنسية والسعوديين، بعد إقفال الشاطئ المقابل لقصر العاهل السعودي لأسباب أمنية.
وحثت غرفة التجارة والصناعة في منطقة نيس-كوت دازور الخميس، الجميع على "وقف الجدل" حول الشاطئ "خوفا من أن تختصر زيارة السعوديين وأن لا يعودوا خلال السنوات المقبلة".
إلا أن ميشال شوفييون يبقى واثقا من عودة السعوديين، يقول "إن الزبون الذي تمتع بإقامته، يعود دائما وكل شيء يشير إلى أن السعوديين مرتاحون لإقامتهم".