قال المرشد
الإيراني علي خامنئي، الإثنين، إن إيران لن تسمح بتقسيم
سوريا والعراق، وأضاف أن الولايات المتحدة الأمريكية تحاول بسط نفوذها في المنطقة وتمرير مخططاتها، "ولكننا لن نسمح لهم بذلك وهم يسعون إلى تقسيم العراق وسوريا وهذا لن يتحقق إن شاء الله".
وأشار، في كلمة له لدى استقباله الإثنين أعضاء "المجمع العالمي لأهل البيت"، واتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية، إلى أن الأمريكيين "صوروا بأنهم سيجدون طريقا عبر هذا الاتفاق الذي بالطبع ليس معلوما مصيره (ليس معلوما المصادقة عليه هنا ولا هناك) للتغلغل في البلاد، لكننا أغلقنا هذا الطريق، وسنغلقه بكل حزم"، بحسب ما نقلت عنه وكالة "فارس" الإيرانية.
وأوضح خامنئي، الذي يمثل أعلى سلطة في إيران، أن بلاده لن تسمح "للتغلغل الاقتصادي الأميركي في البلاد ولا التغلغل السياسي ولا الثقافي، وسنتصدى له بكل قوة".
وذكر أن إيران تقدم المساعدة للشعب
اليمني، متهما السعودية بتدميره، والسعي إلى أهداف سياسية "بأسلوب أحمق". وأضاف أن إيران تدعم كذلك "المقاومة في المنطقة والمقاومة الفلسطينية... وتقدم كافة أشكال الدعم الممكن لكل من يناضل ضد الكيان الصهيوني ويستهدفه ويؤيد المقاومة".
وأشار إلى أن بلاده تخوض مواجهة حازمة "لمحاولات أمريكا الرامية لاستغلال نتائج المفاوضات النووية والتغلغل الاقتصادي والسياسي والثقافي في إيران". وأضاف أن ما وصفه بـ"مخطط نظام الهيمنة في المنطقة" مرتكز على إثارة الخلاف وبسط النفوذ، اللذين يجب "التصدي لهما بيقظة واستمرار".
وصرح بأن "مؤامرات الأعداء اشتدت خلال الأعوام الأخيرة في منطقة غرب أسيا بعد الصحوة الإسلامية التي انطلقت من شمال أفريقيا"، مضيفا "لقد تصوروا بأنهم قمعوا الصحوة الإسلامية إلا أن هذه الصحوة لا تقمع، ومازالت مستمرة وستبرز حقيقتها عاجلا أم آجلا".
وقال إن "نظام الهيمنة وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية" هو "المثال الملموس والمظهر الكامل لمفهوم العدو... إن أمريكا لا تحظى بأي أخلاقيات إنسانية وتمارس الخبث والإجرام دون وازع في إطار عبارات جميلة وإظهار الابتسامة".
واتهم الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا بمحاولة إثارة الخلافات بين الحكومات والشعوب، التي وصفها بـ"الأخطر حيث تجري تحت يافطات الشيعة والسنة"، واعتبر "الجماعات التكفيرية الإجرامية.. الأداة الأهم لإثارة الخلافات المذهبية على الظاهر بين الشعوب والتي للأسف انخدع بها بعض المسلمين السذج بسبب قلة الوعي، وأصبحوا في صلب مخطط العدو، وقال إن سوريا "الأنموذج الواضح" لهذا الأمر.
وأكد خامنئي "أن ما يحدث اليوم في العراق وسوريا واليمن ومناطق أخرى، يتم السعي لإطلاق الحرب المذهبية عليها، ليست حربا مذهبية إطلاقا بل هي حرب سياسية". داعيا إلى إزالة الخلافات.
وسجل أن إيران تربطها علاقات طيبة مع غالبية جيرانها و"تمد يد الصداقة نحو جميع الحكومات الإسلامية في المنطقة... وبطبيعة الحال فإن لبعض الدول خلافات معنا، وتمارس الخبث والعناد إلا أن إيران تنتهج سبيل بناء علاقات طيبة مع الجيران والحكومات الإسلامية خاصة شعوب المنطقة".
وأشار إلى أن إيران وفي دعمها "للمظلوم لا نأخذ مسالة المذهب بالاعتبار، فكما ندعم إخوتنا الشيعة في لبنان ندعم إخوتنا السنة في غزة ونعتبر القضية الفلسطينية بأنها القضية الأولى والمركزية للعالم الإسلامي".
مشددا على أن بلاده تعارض أي سلوك وتحرك "يؤدي إلى إثارة الخلاف في العالم الإسلامي حتى لو صدر من جانب بعض جماعات الشيعة وندين الإساءة إلى مقدسات أهل السنة".
وأوضح المرشد الإيراني إلى أن واشنطن تحاول استغلال نتائج المفاوضات النووية، وأضاف أن الأمريكيين "يريدون من اتفاق ليس معلوما مصيره أو القبول به لغاية الآن، لا في إيران ولا في أمريكا، لاستخدامه وسيلة للتغلغل في إيران إلا أننا أغلقنا هذا الطريق بحزم، وسنستخدم كل طاقاتنا العالية لمنع التغلغل الاقتصادي والسياسي والثقافي أو التواجد السياسي للأميركيين في إيران".
وأشار إلى أن السياسات الإقليمية لإيران وسياسات الولايات المتحدة الأمريكية تقعان على طرفي نقيض، موضحا أن "إيران تدافع عن المقاومة بكل قوة، ومنها المقاومة الفلسطينية، وتدعم من يناضل ضد الكيان الصهيوني ويقارعه"، و"التصدي لسياسات أمريكا المثيرة للتفرقة ومراكز إثارة الخلاف".
ودعا إلى معالجة المشاكل والأحداث المؤلمة التي تقع، في مناطق أخرى من العالم الإسلامي ومنها باكستان وأفغانستان، بوعي ويقظة.
ويرى محللون أن احتمالات رفض خامنئي للاتفاق ضئيلة، بعد أن وفر الغطاء السياسي للرئيس حسن روحاني لمتابعة المحادثات. ولكنه لا يشعر بالثقة أيضا في الولايات المتحدة التي ما زال يشير إليها على أنها "الشيطان الأكبر".
وإذا جرى تنفيذ الاتفاق، فسترفع العقوبات الدولية المفروضة على إيران، وستفتح السوق أمام الاستثمار الأجنبي بعد سنوات من العزلة.