صفوان يزرع في مزرعته الصغيرة أنواعا مختلفة من الخضار والبقول - أرشيفية
في المدرسة التي أجبرها قصف النظام السوري للمناطق الأخرى بريف دمشق لأن تتحول إلى مركز إيواء، أقام الطفل السوري صفوان "مزرعة صغيرة"، في أوضاع اجتماعية واقتصادية سيئة، محاولا إيجاد مصدر للرزق.
ويروي تقرير لموقع "جنوبية" اللبناني قصة صفوان، الطفل من مدينة داريا ابن الـ13 عاما، الذي خرج منها منذ أكثر من عامين، هربا من قصف النظام بالبراميل والمتفجرات، إلى البلدة القريبة منها "زاكية"، في مدرسة تحولت لمركز إيواء يضم أكثر من خمسين عائلة.
وفي باحة المدرسة، أقام صفوان مزرعته الصغيرة التي حصل على ترابها من السهول المجاورة، وزرع بها أصنافا عدة من الخضار والبقول، كالخيار والكوسا والفليفلة والنعنع، إذ يقضي ساعات يوميا برعاية الثمار والاعتناء بها وسقايتها، وحراستها كذلك من لعب الأطفال الذين يخشى منهم على مزرعته الصغيرة.
وحول ذلك، قالت والدة صفوان: "لقد بذل صفوان مجهوداً كبيرا في الحفاظ على مزرعته ورعايتها، وقد ساعدتنا كثيرا في توفير مستلزماتنا اليومية، حيث اعتمدنا عليها في طعامنا. كذلك يبيع ما يزيد عن حاجتنا بحيث نؤمن بثمنها احتياجات أخرى".
أما أبو خالد، مسؤول مركز الإيواء، فقال للموقع اللبناني حول مزرعة صفوان: "مرارة النزوح التي نعاني منها تجعل معظم الأسر عاجزة عن تأمين لقمة عيشها، الأمر الذي يدفع الأطفال للعمل بهدف مساعدة رب الأسرة في تأمين حاجياتهم اليومية".
ولم يستطع صفوان التوفيق بين مدرسته والأرض التي يعمل فيها، لخمس ساعات متواصلة، من الصباح الباكر وحتى فترة الظهيرة يوميا، قائلا: "لم أستطع التوفيق بين المدرسة والأرض؛ لأن الزراعة تتطلب تواجدي من الصباح الباكر، وهذا يتعارض مع وقت المدرسة، إضافة لحاجتي وأسرتي للمال الذي أكسبه من عملي بالمزرعة".
صفوان هو طفل من بين مئات الأطفال الذين اضطروا للعمل لتأمين الحاجات الأساسية، وهو ما دفع أبناء داريا ومهجريها لإنشاء "مركز داريا التعليمي"، في محاولة للحد من ظاهرة التسرب الدراسي، مستهدفين الأطفال الذين تركوا تعليمهم في المدارس الحكومية أو قصروا فيها.
ويضم المركز مدرسين اختصاصيين للاعتناء بهم من خلال دورات تعليمية مكثفة، كما يقوم بتقديم دورات مهنية للشباب والفتيات، في محاولة للتوفيق بين الدراسة ومستلزمات الحياة.
وقال أبو عمار، أحد المهجرين من داريا وأحد القائمين على المركز، إن "الظروف المعيشية الصعبة التي تعيشها الأسر المهجرة، ساهمت بتدني المستوى التعليمي لأبنائها، الأمر الذي دفعنا للبحث عن حلول لتدارك هذا الأمر".
وأضاف أبو عمار أن "المركز يهتم بشكل رئيسي بالأطفال في المرحلة الابتدائية، باعتبارها مرحلة تحصيل علمي أساسية، بالإضافة إلى المرحلتين الإعدادية والثانوية، حيث يصل عددهم إلى أربعمئة شخص من الذكور والإناث، وكذلك يقوم على رفع المستوى التعليمي والأخلاقي والمهني لأهالي داريا، بحيث يستطيع صاحب المهنة الاعتماد على نفسه في تأمين حاجاته".