نفذ رئيس التيار الوطني الحر والمرشح من قبل فريق الثامن من آذار لمنصب الرئاسة، ميشال عون، تهديده باستخدام الشارع ضد خصومه السياسيين في معركة ما يسميها استعادة حقوق المسيحيين، إذ دعا إلى "النفير والنزول إلى الشوارع للمطالبة بوطن فيه قانون ودستور وشعب".
حشد إعلامي وحضور ضعيف
وعلى خلاف ما كان متوقعا، احتشد المئات من أنصار التيار في ساحة الشهداء وسط العاصمة بيروت على مقربة من ضريح رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، وقريبا من السراي الحكومي، واقتصر التحرك على الاعتصام وسط بيروت، إضافة لقطع بعض الطرقات في عدة مناطق.
وسبق التحرك العوني وتزامن معه حشد إعلامي كبير من خلال الأذرع الإعلامية للتيار ووسائل الإعلام التابعة أو المقربة من فريق الثامن من آذار الذي يتزعمه
حزب الله الذي يعد عون الحليف المسيحي الأبرز له.
وكان لافتا أن التحرك الذي بدأه أنصار الجنرال، كما يسميه أنصاره، جاء بعد أن غادر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لبنان متوجها إلى دمشق، حيث عبرت أوساط حزبية من خشيتها أن يجري الربط بين تزامن زيارة ظريف والتحرك العوني الذي قال عنه الجنرال في وقت سابق إنه "بداية لسلسلة تحركات".
كما كان لافتا في الاعتصام مشاركة مؤيدين ومناصرين لحزب الله رفعوا راياته في الاعتصام، في حين شوهدت سيارات بلوحات سورية ترفع أعلام التيار، وهو ما أثار استغراب ناشطين تناقلوا صورا لها على مواقع التواصل الاجتماعي.
الحريرية السياسية
وردد أنصار التيار هتافات تهاجم رموزا في تيار المستقل وفريق الرابع عشر من آذار، وتؤكد على مطلب انتخاب عون رئيسا للبلاد، في حين أكد مشاركون من كوادر التيار، ومن بينهم وزراء ونواب، على أن هذا التحرك مجرد بداية لرفض الواقع السياسي القائم في البلاد، رافعين لافتات تنتقد بشدة تيار المستقبل وتتهمه بأنه يمثل تنظيم الدولة الإسلامية في لبنان.
كما أكد مشاركون في الاعتصام على حقهم في "المطالبة بحقوق المسيحيين ورفض التهميش من قبل الحريرية السياسية"، مشيرين إل أن الماء والكهرباء والنفط والنفايات قضايا تهم كل اللبنانيين دون استثناء"، حسب وزير الخارجية جبران باسيل، الذي قال خلال الاعتصام إن "رئاسة الجمهورية هي حق للمسيحيين، وللتيار الوطني الحر الحصة الأكبر في مجلس النواب".
استعادة الحقوق
وفي الاعتصام، ألقى منسّق التيار بيار رفول كلمة رئيسية أكد فيها "مضي التيار الوطني الحر للنهاية في معركة استعادة حقوق المسيحيين"، مشيرا إلى أن "التيار ولبنان يتألف من جناحين المسيحي والمسلم، وأي ضرب لأي جناح هو ضرب للبنان الشراكة والميثاق".
وأضاف رفول: "نحن اليوم محذوفون من المعادلة، وعلى جميع اللبنانيين أن يكونوا معنا وإلى جانبنا، وقد تناولونا في الإعلام منذ فترة بأن هناك قرارا دوليا واقليميا بحذف العماد عون من المعادلة وإرضائه بأي ثمن بسيط، وهذه المؤامرة ليست بجديدة علينا".
وهاجم رفول خصوم التيار في فريق الرابع عشر من آذار بالقول: "إن السكوت عن تورطهم مع الخارج، وطوْينا الصفحة لإنقاذ البلد، كانت السبب في استمرارهم بارتكاب ما هو معيب، ولكن لن ننسى ما حصل في حرب تموز، ويمكننا كشف الحقيقة التي تورطهم جميعا"، مضيفا: "أقول لكم إن العماد عون رحمكم عندما أسماكم أشباه الرجال، فتاريخكم غير مشرف، ولا وجود لصفحة بيضاء بعد اليوم".
وختم رفول كلمته بالقول: "رسالتكم ورسالتنا من هذه الساحة القول هيهات لمن يريد حذف ميشال عون من المعادلة، لأنه تحول من شخص إلى حالة اسمها شعب لبنان العظيم"، موجها حديثه لخصومه بالقول: "لا تكابروا ولا تتعجرفوا، بل اعتذروا وعودا إلى الحوار، اعتذروا قبل فوات الأوان فلا ينفع الندم".