سيطر مقاتلو المعارضة، فجر الجمعة في هجوم مباغت على نقاط ومراكز عسكرية عديدة كانت تحت سيطرة قوات رئيس
النظام السوري، بشار الأسد، وقوات
حزب الله، في محيط مدينة
الزبداني في القلمون الغربي.
وذكرت مصادر ميدانية وفق ما تداولته مواقع تابعة للمعارضة، أن مقاتلي المعارضة أحرزوا تقدما ملحوظا خلال هجوم عنيف شنوه على مواقع قوات الأسد وحزب الله في محور "الشلاح" في محيط مدينة الزبداني، وأنهم تمكنوا من استعادة السيطرة على حاجز "سمير غانم" على طريق سرغايا، وحاجز "الططري" على طريق "الشلاح".
وفي غضون ذلك، اقتحم المعارضة في عملية خاطفة حاجز العقبة، وتمكنوا من السيطرة عليه، وقتل جميع عناصره من قوات الأسد وحزب الله، واغتنام دوشكا وعربة BMP، وسط استمرار المعارك على أطراف مدينة الزبداني.
وتزامنت المواجهات مع قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة والقذائف الصاروخية على مدينة الزبداني، وغارات جوية كثيفة من طيران النظام السوري.
وأفاد ناشطون ميدانيون، أن المعارضة أحرزت تقدما ملحوظا خلال الهجوم على مواقع قوات النظام في في محيط مدينة الزبداني.
وفي ملف المفاوضات مع قوات النظام للتوصل إلى حل ينقذ المدينة، أعلن رئيس المجلس المحلي في مدينة الزبداني، محمد علي الدرساني، الخميس، تسليم ملف المفاوضات حول المدينة إلى الجناح السياسي لـ"حركة أحرار الشام الإسلامية"، للتفاوض باسم المدنيين الموجودين في المدينة.
وقال رئيس المجلس المحلي: "نستغرب دور الأمم المتحدة الذي وقف عاجزا عن منع الإبادة الجماعية، التي تستخدم فيها الأسلحة المحرمة دوليا بحق الأهالي في الزبداني"، مشيرا إلى وجود أكثر من ألف عائلة محاصرة في الزبداني، قطعت عنها المساعدات من النظام وأعوانه منذ أشهر عدة".
وطالب الدرساني فصائل المعارضة بـ"تقديم العون، وإشعال الأرض تحت الغزاة، في المناطق السورية كافة"، مضيفا أن مصير الزبداني في أعناق السورين جميعهم، على حد وصفه.
يشار إلى أن المعارضة أعلنت الخميس، استهدافها نقاطا تابعة للنظام، المتمركزة داخل بلدتي "كفريا والفوعة"، بقذائف المدفعية والسلاح الثقيل، ما أدى إلى مقتل عدد من قواته، وتدمير بعض آلياتهم، وذلك ضمن معركة لنصرة مدينة الزبداني المحاصرة من قوات النظام وحزب الله اللبناني، وغيره من المليشيات التي تدعم الأسد.
يشار إلى أن مدينة الزبداني، ومعناها باللغة الآرامية القديمة "لب الخير"، خرجت عن سيطرة النظام في الأشهر الأخيرة من عام 2011، ولم تدخلها قوات النظام منذ ذلك الحين سوى مرة واحدة في شباط/ فبراير عام 2012، إلا أن فصائل المعارضة تمكنت من استرجاعها مجددا بعد وقت قصير، فانسحبت قوات النظام إلى أطراف المدينة، وانتشرت مع عناصر حزب الله اللبناني في أكثر من 150 نقطة في محيطها.
ومنذ مطلع عام 2013، يقاتل حزب الله اللبناني بشكل علني إلى جانب قوات النظام في عدد من المناطق السورية ضد مقاتلي المعارضة، وأثارت تلك المشاركة ردود أفعال مناهضة لها في داخل لبنان وخارجه.