يشتكي مرضى وجرحى اللاجئين السوريين من الإهمال، وعدم متابعة الأمور الصحية من قبل الكادر الصحي التركي، أثناء دخولهم لإجراء عمليات جراحية في المشافي التركية.
وأفاد مصدر طبي في معبر باب السلامة الحدودي لـ"
عربي21"، أن الجانب التركي يمارس سياسة التضييق، ويفرض قوانين صارمة قبل استقبال الحالات الإسعافية.
وتابع المصدر، "في كل يوم جديد تطالعنا
السلطات التركية بتعاليم جديدة، كما يتم رفض استقبال الكثير من الحالات الإسعافية الضرورية، التي لا يتوفر لها علاج في المشافي الميدانية في الداخل السوري"، واصفا ما يجري من إهمال وعدم متابعة الأحوال المرضى داخل المشافي التركية بـ "العار على الإنسانية".
ويقول مدير الرابطة السورية لحقوق اللاجئين محمد النعيمي، أنه لا يمكن حصر الحديث عن معاناة الجرحى والمرضى السوريين خارج معاناة اللاجئين السوريين في
تركيا، البالغ عددهم حوالي مليوني لاجئ.
ويضيف النعيمي خلال حديث خاص لـ "
عربي21"، "بدأنا نلتمس معاملة سيئة من الجانب التركي مؤخرا، وأرى أن هذه المعاملة السيئة هي انعكاس لما يدور في الأروقة السياسية، وتأتي من قبيل العمل على تهيئة السوريين للعودة إلى بلادهم في ظل الحديث عن إنشاء مناطق آمنة في الداخل السوري".
ويرى النعيمي، أن الأتراك يضغطون على النازح السوري ليطلب هو من تلقاء نفسه العودة إلى بلاده، وقال إن هذه المضايقات يتم ممارستها من صعيدين، صعيد حكومي رسمي عبر التضييق على سكان المخيمات والقرارات الجديدة، وصعيد شعبي مرده مذهبي كما يحدث في إقليم هاتاي، وقومي وخصوصاً في الولايات الجنوبية الشرقية من تركيا.
ويعتقد، أن تركيا ليست الدولة الوحيدة التي تزيد الخناق على السوريين، محملا المعارضة السورية جزءا مما آلت إليه الأمور، ويعرب عن أسفه لخلط الأمور الإنسانية بالسياسية من قبل الدول الإقليمية، مطالباً تلك الدول بعزل القضايا الإنسانية المأساوية للاجئ السوري، والبعيدة عن الخلافات السياسية.
وعند العودة إلى الشأن الطبي ومعاناة الجرحى قال: "لازالت المشافي التركية تستقبل الجرحى من اللاجئين السوريين، وما قدمته الحكومة التركية في هذا الصدد لا يمكن إنكاره، فعلى سبيل المثال تم توثيق 56 ألف حالة ولادة سورية في العام 2014 في المشافي التركية".
السوريون يتحملون المسؤولية
"عدم مصداقيتنا مع الجانب التركي أصابتنا في الصميم"، عبارة يستهل بها الطبيب السوري عمر رستم العامل في المشافي الحدودية الميدانية حديثه لـ"
عربي21"، شارحا أسباب معاناة المرضى والجرحى السوريين الذين يقصدون المشافي التركية للعلاج.
ويعدد رستم العامل في مشفى باب السلامة الحدودي، بعض الأخطاء التي يرتكبها السوريون بالقول "القوانين التركية توجب على الجانب السوري إرسال مرافق للمريض، لكنها تتفاجأ في كثير من الأحيان بأن هذا المرافق ليس له صلة بالمريض، ولم يكن إلا شخصا يريد العبور إلى الجانب التركي فقط".
ويضيف: "في بعض الأحيان يستقبل الأتراك مرضى بحالات بسيطة لا يتطلب علاجها الدخول إلى تركيا، لذلك صارت عندهم ردات فعل أثرت على تفاعلهم، بالمقابل هناك أخطاء فردية من أطباء أتراك بعينهم".
ووفق رستم، فإنه من الإجحاف تحميل الجانب الصحي التركي كامل المسؤولية، لأن الأخطاء الفردية موجودة في كل مشافي العالم، في حين لاينسى "أن صاحب الحاجة أرعن" ويبين: "أن الكثير من الحالات الطبية قد تكون مستعصية، وبالضرورة قد يقف أمامها الأطباء عاجزين، لذلك قبل سماع شكاية المرضى يجب استشارة طبيب حول الحالة الصحية له".