شدد نائب رئيس الحركة الإسلامية في الأراضي
الفلسطينية المحتلة عام 1948 الشيخ كمال
الخطيب، على أن نصرة المسجد
الأقصى المبارك ومدينة القدس المحتلة، يتطلب أن "يدرك الشعب الفلسطيني وهو خط الدفاع الأول"، وكذلك
الشعوب العربية ضرورة "إحداث تغيرات سريعة ضد الأنظمة المتهالكة والعميلة، وإلا ستبقى احتمالات تغيير الواقع في المسجد الأقصى من قبل
الاحتلال كبيرة جدا".
موسم الأعياد
وقال الخطيب، في تصريح خاص لـ
"عربي21"، :علينا أن نقرأ جيدا حجم ما يقوم به الاحتلال من اعتداءات على المسجد الأقصى المبارك".
وأضاف: "يجب أن نعي تماما أن الاحتلال له مواسم في الاعتداء على الأقصى كي لا نتفاجأ"، محذرا من خطورة "ما سيجري نهاية أيلول/شتنبر القادم، حيث موسم الأعياد اليهودية، وهي مواسم غير مسبوقة في اقتحامات المسجد الأقصى المبارك".
وأوضح نائب رئيس الحركة الإسلامية، أن الاحتلال الإسرائيلي "يقرأ جيدا ما يجري في المنطقة العربية، ويدرك جيدا مدى انشغال العرب والمسلمين بأزماتهم الداخلية، وهو يعلم أن عبد الفتاح السيسي لا يشغله سوى ذبح المصريين، وكذلك بشار الأسد في سوريا"، مشيرا إلى أن الاحتلال "يجد في ذلك فرصة مناسبة جدا لتنفيذ خططه الحاقدة التي تسعى لبسط هيمنة على المسجد الأقصى".
وفي السياق ذاته أشار "لجريمة" التنسيق الأمني بين الاحتلال والسلطة الفلسطينية، التي لا يرى تسمية مناسبة لها سوى "العمالة مع الاحتلال"، مؤكدا أن العناصر التي ذكرت سابقا "تجعل الاحتلال يزداد غلوا وتطرفا وعدوانية على المسجد الأقصى والقدس".
منبران إسلاميان
وأشار الخطيب لما نشر في صحيفة "هآرتس" العبرية في مطلع شهر تموز/ يوليوز الماضي، حول وجود "مشاورات يجريها الاحتلال مع جهات فلسطينية وعربية رسمية حول المسجد الأقصى"، موضحا أن الصحيفة أشارت بشكل مباشر لوجود "ظروف جديدة بعد شهر رمضان الماضي".
وأضاف: "أخشى ما أخشاه أن تكون تلك الظروف هي التي تحدث الآن في الأقصى والقدس"، مبينا أن ذلك "يفسر البيانات الباهتة والخجولة التي صدرت من تلك الجهات الفلسطينية والعربية (لم يسمها) لذر الرماد في العيون".
وأشاد بما أسماه البيان "غير المسبوق الذي تحدث بلهجة تختلف تماما عما تعودنا أن نسمعها نصرة للقدس والأقصى" الصادر عن هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية، داعيا لتخصيص خطبة الجمعة غدا في الحرمين الشريفين للحديث عن قضية القدس والأقصى حتى "تصل رسالة الأقصى من أهم منبرين إسلاميين".
احتلال صليبي
وأعرب الخطيب عن أمله أن يكون يوم غد "يوما حقيقيا لنصرة للقدس والأقصى، لتكون رسالة الأمة قوية لهذا الاحتلال كي يدرك أنه في مواجهة 1600 مليون مسلم كلهم لهم الحق في المسجد الأقصى المبارك"، حيث دعت القوى الوطنية والفلسطينية في القدس المحتلة الخميس إلى مظاهرة "غضب" بعد صلاة الجمعة غدا في المسجد الأقصى استنكارا لإساءة مستوطنين يهود للرسول محمد عليه الصلاة والسلام وتدنيسهم المتكرر للأقصى.
واستدرك قائلا: "لأن الاحتلال الإسرائيلي غبي ومغرور ولا يقرأ التاريخ جيدا؛ فهو ذاهب في غيه حتى يصطدم قريبا بأنه لن يكون احتلالا فريدا من نوعه، سبقه احتلال صليبي ورحل، وسيرحل هذا الاحتلال الصهيوني عن أرضنا قريبا".
وأضاف: "ما يجري الآن في الأمة من مخاض هي آلام فجر الأمة وليس فقط القدس والأقصى وخلاصها من الاحتلال وأعوانه في الوطن العربي".
واعتبرت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية في بيان لها، صدر الإثنين الماضي عقب تدنيس الاحتلال للأقصى، أن ذلك يعدُ انتهاكا لحرمة الأقصى، واستفزازا لمشاعر المسلمين"، مشددة على أن ذلك يوجب على المسلمين حكومات وشعوبا "الوقوف مع إخوانهم الفلسطينيين، والتعاون معهم، ونصرتهم ومساعدتهم، والسعي في منع اليهود من الاستمرار في عدوانهم واعتداءاتهم على المسجد الأقصى وإنهاء الاحتلال الظالم".