نجح شاب يقيم خارج حدود
سوريا، في إنقاذ سبعة شبان في مدينة معضمية الشام بريف دمشق الغربي بواسطة موقع التواصل الاجتماعي "
فيسبوك"، عقب وقوعهم تحت نيران قوات
النظام السوري لأكثر من ساعتين ونصف، ومحاصرتهم داخل غرفة زراعية مكشوفة لقناصة النظام وفوهات رشاشاته.
الناشط الإعلامي في المركز الإعلامي للمدينة، أبو أحمد، كان ضمن الشبان المحاصرين، يروي في تصريح خاص لصحيفة "
عربي 21" ما حصل، وكيف نجح شاب من أهالي المدينة ويقيم في تركيا من إنقاذهم، مشيرا أنهم كانوا في رحلة صيد، للحصول على بعض الطيور البريّة، لمواجهة الحصار المفروض على المدينة من قبل حواجز النظام السوري.
وأضاف الناشط: "توجهنا إلى المنطقة الواقعة بين مدينتي معضمية الشام وداريا، وهي منطقة مسكونة نوعا ما بسبب الهدنة الحاصلة في المدينة منذ أكثر من عام ونصف، وقبيل غروب الشمس ونحن عائدين إلى منازلنا، فوجئنا برشقات نارية تستهدفنا كانت من قناصات عيار 14,5مم، وتنهمر بقربنا مباشرة، فما كان منا سوى الركض بسرعة تجاه إحدى الغرف الزراعية القريبة من موقعنا للاحتماء من الرشقات المتفجرة، إلا أن قناصة قوات النظام استهدفت المكان ورصدته بدقة، وباتت تصوب نيرانها على أي شيء يتحرك، ومضت الساعة الأولى وما زلنا محاصرين داخل الغرفة الزراعية، دون أن يعلم أحد من ذوينا أين نحن، ولا يوجد تغطية للأجهزة المحمولة، ولم نستطع أن نتصل بأحد".
واستطرد قائلا: "حاولنا أن نتحرك نحو المنازل القريبة، ولكن كان أقرب منزل من مكان تواجدنا يبعد ما يزيد عن 500 متر، كما أن القناصة فتحوا النيران في اتجاهنا بكثافة، مما جعلنا نمكث داخل الغرفة الهشة، وبتنا ننتظر قذائف الدبابات ولا خيار آخر أمامنا.. مضت الساعة الثانية من الحصار والرشقات النارية ما زالت مستمرة".
فقال أحد الشباب المحاصرين معنا، إنه يملك نسبة 2% من الشحن في جهازه المحمول، ولكنه يريد تغطية إنترنت، وبدأنا نتحرك بزوايا الغرفة الزراعية بحثا عن شبكة أنترنت، وفعلا التقط الجهاز المحمول إشارة تكاد شبه معدومة، فأسرع الشاب وفتح "فيسبوك"، وكتب لأحد أقربائه المقيم في تركيا، أننا محاصرين وأخبره أين الموقع، وهنا لم نكن على دراية إن وصلت الرسالة أم لا بسبب انطفاء الجهاز المحمول".
وأشار المصدر، "وفعلا بعد مضي قرابة 30 دقيقة بعد الساعتين، جاءنا قائد مجموعة من الجيش السوري الحر وبرفقته عدة عناصر، وقاموا بتنفيذ عملية تغطية لنا ريثما ننسحب من الغرفة واحدا تلو الآخر، وخرجنا بسلام من المكان، وسألنا قائد المجموعة في الجيش السوري الحر كيف وصل إلينا، فقال إنه جاءه اتصال هاتفي من أحد شبان المدينة المقيم في تركيا، وأبلغه عما جرى معنا وأين موقعنا، ثم تحركوا مباشرة لنجدتنا، وعندما وصلنا إلى المناطق السكنية اتصلنا بالشاب المقيم في تركيا وأبلغناه أيضا أننا بتنا في أمان، وشكرناه كثيرا عما قدمه في سبيل انقاذنا من موت محقق".